نحن من عملنا على تأجيل إخراج المعتقلين !

علي الحراسيس


قد لايرضي البعض بما سأكتب هنا ،ولكني أقول ان سبب تأخير الإفراج عن المعتقلين مرتبط بالتهويش والتحضير غير اللازم الذي انفرد به البعض في موضوع فعالية النقابات والحشود التي حضرت والتي كانت ستحضر استقبالا وابتهاجا بالمعتقلين ، مما أرّق الأجهزة ودفعها لتأجيل إطلاق سراحهم بحجج تعرفونها ولكنها لم تكن هي السبب ،لان المحاكم العرفية أصلا لا تتطلب رسوم مالية ولا تحتاج لمحاسب ، ويمكن لاي من المحامين التكفل بتلك الأمور لو تطلب الأمر ..

السبب إن هناك من يفصل للناس أثوابا كي يرتدونها ،ويفرض عليهم أجندته وفكره وكأنه حاكم مطلق في حزب ديكتاتوري حاكم ،ودعونا نناقش بترويه ... ماذنب القادمين من المحافظات إلى عمان و الذين تم دعوتهم لفعالية النقابات ابتهاجا واحتفالا بالمعتقلين ! فان كانت الأجهزة تتحمل جزءا من المسئولية ،فالبعض ممن امتهن التفرد واتخاذ القرارات غير الصائبة هو من يشارك الأجهزة تلك المسئولية ، فهل كانت الأجهزة ستوافق على فعالية كبيرة وسط غرب عمان يتخللها رفع الشعارات والسقوف وغيرها من مسيرات مما لايرغب به النظام هذه الأيام !

أليس أهالي الحي وعائلات وأبناء وأمهات المعتقلين أولى من النقابات والأحزاب التي تنكر بعضها لرفاقهم في السجون من أن يكونوا أول من يرى أبنائهم ! وماذا فعلت النقابات والأحزاب تجاه المعتقلين حتى يحظّوا بشرف استقبال أولئك المعتقلين !

أوليس حراك حي الطفايلة وأهالي الحي أولى كذلك من غيرهم ؟ ولماذا تكون فعالية الحي هي التالية وليست الأولى ؟

النقابات وكما تجري العادة، تجري أحيانا حفل استقبال تنظمه إحدى النقابات لمعتقليها بعدة أيام من خروجهم ،فلماذا أصر البعض أن يجعل النقابة تسرق تعب وجهد أبناء الحي الذين ما ملّوا ولا كلّوا سعيا وراء إطلاق سراحهم طيلة الأيام الماضية بجهود تنوء عنها الجبال ويعترف بها القاصي والداني !

إذا ، الشورى والتوافق مع الآخرين ضرورة ، فالمسألة ليست ولم تكن عائلية لقرار فرد في عائلة ،بل هذا قرار جماعي لحراك جماعي لعائلة جماعية توحدت تحت سقف حراك سياسي من غير المقبول أن يخرج عن خطه مغامر او مندفع ..