رجال المخابرات ..." فتية امنوا بربهم"وبالوطن

في بلد قدره أن يتعايش مع كل الأزمات ، التي تعصف بالمنطقة العربية ، وبدول الجوار على وجه الخصوص خلال العقود الماضية ..... ليس غريبا، على كتابه ومثقفيه وسياسيه ، أن يجدوا أنفسهم دائما يعيشون وسط تلك الأزمات ، منطلقين في معالجتها ، كل حسب اجتهاده وموقعه وموقفه الفكري ، أو العقائدي أو حتى العاطفي .... لكنهم في الغالب ، تجدهم يتراصون ويتلاحمون، حال شعورهم أو حال وجود خطر ما يهدد أمن وطنهم واستقراره ...........
وإذا كنا خلال المرحلة الماضية من عمر ما يعرف" بالربيع العربي" قد ضعنا وسط الدوامه ... ولم يعد البعض منا يعرف ماذا يقبل وماذا يرفض؟! .. وأخذت بعضنا جهات ذات أجندات تلعب وفق إرادات خارجية بالساحة الأردنية بعيدا ، حتى وصل الأمر بالعديد من المثقفين أن فقدوا البوصلة التي تتوجه نحو مصلحة الوطن وأمنه واستقراره.....

وإذا كنت دائما اعتقد انه علينا أن ننطلق كمثقفين من شعار " بالدم نكتب من اجل الأردن " لان غيرنا في أجهزة ومؤسسات أخرى ، يقدمون أجسادهم قرابين ، على مذبح الدفاع عن الأردن ، بكل ما يعنيه من مكون سياسي واقتصادي واجتماعي ، فانه علينا جميعا إدراك أن الأردن" اكبر منا جميعا "، وحمايته والحفاظ عليه يجب أن لاتخضع للمراهنات السياسية أو تدخل في باب المزايدات في البازار السياسي ، خاصة من خلال استخدام الشارع أو الإعلام ...............

وانطلاقا من هذا الفهم فانه أيضا لايمكن أن نغفر لمن يتخذ موقفا متهاونا ، في مسالة الدفاع عن الأردن ، مهما كان موقعه أو موقفه السياسي ، لان أي خروج عن الإجماع في مسالة حماية الوطن والدفاع عنه يعني أن متخذ هذا الموقف ، قد وضع نفسه خارج الإطار الوطني العام الذي يعني أن نحيط الوطن" بالدرع الواقية" التي تحميه من أي عدوان خارجي أو داخلي..

ولعل ما قام به جهاز المخابرات العامة الأردنية من إحباط للمخطط الإرهابي الإجرامي ، الذي كان يهدف لضرب الاستقرار ، والأمن الداخلي والنيل من أمننا الوطني ، يؤكد المؤكد بأن هذا الجهاز ،هو جزء من منظومة "الدرع الواقية" التي تحمي الأردن وتحفظ استقراره ...وبالتالي فأننا أمام مجموعة من الحقائق، التي لايجب لأحد أيا كان موقعه أن يغفلها :
أولا : إن العاملين في هذا الجهاز هم " فتية أمنوا بربهم" ويمثلون للوطن الكبد والعين ، وهم أيضا حاسته الأمنية رفيعة المستوى،وعصاه الغليظة في نفس الوقت ، لذلك يجب عدم أشغالهم ببعض الشعارات الشعبوية المستخدمة في الخطاب السياسي المعارض،أو إدخالهم في دهاليز المناكفات السياسية التي تقوم بها بعض الجهات.

ثانيا : إن قدرة هذا الجهاز على الحركة ، تعتمد على مدى الدعم الذي يمكن أن توفره له ألدوله بكل مكوناتها ، وبالتالي لابد من توفير الدعم لان قدرته على العطاء مرهونة بقدرته على الحركة .
ثالثا : وقف الحملات الظالمة التي يتعرض لها الجهاز والعاملين فيه ، لان منطق التشكيك، الذي اعتمده البعض " حتى وان حصلت هفوات "أدى إلى تحييده عن بعض المواقع،التي بدأت بذور الفتنه الجهوية تظهر على أرضها،بفضل الاستغلال الرخيص الذي مارسته بعض الجهات في هذه المواقع وخاصة الجامعات.

رابعا : وفي إطار ما نعتقد انه يوفر الأمن للوطن والمواطن، هو منع نشطاء التصيد في الماء العكر، من ما يعرف بمؤسسات المجتمع المدني الممولة من الخارج ، من اختلاق ملفات تشوه صورة أجهزتنا وبالتالي إضعافها عبر تحييدها عن أداء دورها في حماية الوطن ، وقد ثبت للقاصي والداني أن لهذه المنظمات والجمعيات والمؤسسات ، دور تخريبي في بعض البلدان العربية.

إننا اليوم مطالبين بالحفاظ على أجهزتنا الوطنية ، وعدم إشغالها بملفات هامشية ، أو تشويه صورتها ، حتى لا نجد أنفسنا أمام حالة من التفكيك لهذه الأجهزة ، ما يؤثر على الوطن بصورة مباشرة ويصبح عرضة للاختراق من قبل الأعداء سواء كانوا من الداخل آو من الخارج

نعم اليوم نحي جهود رجال الحق، ونقف معهم ، وقد منعوا ارتكاب جرائم بحجم ما ارتكب في جريمة فنادق عمان ، اولعل المخطط كان اكبر.........