ثورات الربيع العربي

إن الثورات ماهيه الامعاناة وعطاء لاحدود له وإن أصعب مراحل الثورة وأكثرها نقاءا وصفاءا ووضوحا هي بداية التكوين حيث أن هذه المرحلة يدخلها الكثير الكثير من المناضلين والثوار ممن حمل معاناة الأمة وهمومها وتطلعاتها وصنعوا من خلال مسيرتهم السابقة وتاريخهم جسور الثقة والرصيد الكافي من الشعبية نحو تحقيق النصر وقهر الظلم ونيل الحرية ولكن لو نظرنا وأمعنا النظر في ثورات الربيع العربي التي حدثت لرأينا بأن هذه الثورات ولدت فوق ركام كبير من التناقضات الحادة التي تجمعت على مدار السنوات الطوال ولرأينا بأن شعلة الثورات بدأت بشرارة قام بها شخص أو أشخاص قلة ممن ا حملوا دمهم على كفهم كما يقال أو ممن عاهدوا الله أن يقاتلوا ويستشهدوا من اجل حرية الآخرين واستقلال أوطانهم فسجل لهم التاريخ في صفحاته صفحات بيضاء مشرقة وهناك آخرين غيرهم سجل لهم التاريخ صفحات سوداء قاتمة لكن السبب الحقيقي للثورات كان في المجمل هوا لظلم والاستبداد والجوع والحرمان والفقر والقلة وشتان ما بين الإنسان الثوري المؤمن بأمته وقضيته وثورته وما بين أولئك الطفيليين الذين لايعرفون من الثورة سوى المغانم ونيل المكاسب الآنية وحماية الذات ونسوا دروس التاريخ وعلم الاجتماع الإنساني ولعبوا في مصير الشعوب ووضعوا خنجر الغدر في ظهر النضال حتى يموت لكنة لم ولن يموت وسيذكرهم التاريخ بسيرة السواد ويأخذهم إلى مزابله فهذا أصلا هو موقعهم.