يؤكد الدكتور ياسر علي- المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، صحة خطاب الرئيس محمد مرسي، الموجه إلى شمعون بيريز- الرئيس الإسرائيلي، لترشيح السفير المصري الجديد بتل أبيب، إسرائيل حرصت على نشر نص الخطاب، وهي مسألة غير معتادة بين الدول، كما فعلت بخطاب مماثل قيل أنه أرسله مرسي لبيريز كتهنئة بمناسبة قيام إسرائيل، موقع «تايم أوف إسرائيل» نشر نص الرسالة الرسمية المنسوبة إلى الرئيس محمد مرسي، مستهلها «إلى صاحب الفخامة وصديقي العظيم شيمون بيريز»، وسلّمها عاطف سالم- السفير المصري الجديد في تل أبيب، إلى الرئيس الإسرائيلي أثناء المراسم الرسمية لقبوله سفيرًا في تل أبيب.. لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل نشرت صحف إسرائيل صور السفير وهو يشرب «نخب» السلام مع بيريز، الصورة أثارت ردود فعل واسعة، خاصة أنها تصور السفير المصري وكأنه يتناول الخمر مع الرئيس الاسرائيلي وركزت الصحف والمواقع الاسرائيلية على لحظة تبادل «قرع كاسات» الشراب بين السفير المصري –الذي يوصف في اسرائيل بأنه سفير «النظام الاسلامي»- وبين الرئيس الاسرائيلي!
ياسر علي، قال مبررًا أن «صيغة الخطابات الدبلوماسية أمر برتوكولي، وأن خطابات وزارة الخارجية المصرية لترشيح السفراء الجدد موحدة وليس بها تمييز لأحد..» حسنا، ألم يكن ممكنا تغيير هذا النص «المقدس»؟ كيف يستوعب العقل أن يخاطب رئيس أكبر دولة عربية الأخ المسلم رئيس دولة العدو بقوله: «إلى صاحب الفخامة وصديقي العظيم شيمون بيريز» والله إن هذا عار وأي عار وخطأ تاريخي بكل المقاييس، علق أحد أصدقائي على فيسبوك على هذا الأمر بقوله:
الخطاب مرفوض تماماً وما يلي ليس تبريرا بل محاولة للفهم .... ان ترسل الرئاسة طلبا للتوضيح إلى وزارة الخارجية يدل على ان صيغة الخطاب لم يعلم بها الرئيس ولم تعرض عليه خصوصا إذا عدنا إلى تاريخ الخطاب في شهر ? الماضي و ليس خلال الأيام الماضية كما أشاع الإعلام حيث كان الرئيس ما زال في الأيام الأولى له في الرئاسة ولم يعين فريقه الرئاسي ولا يوجد رئيس لديوان رئيس الجمهورية ... مما يشير إلى ان الخطاب سلك الطريق الروتينية من غير تمحيص ولا تدقيق وهذا برأيي هو الخطأ الذي يستوجب المساءلة ... يقيني ان الدكتور مرسي بتاريخه و فكره لن يوافق أبدا على خطاب بهذه اللهجة!
تبرير جميل، وربما نقبله على سبيل البحث عن أعذار، ولكن كيف نقبل قرع كؤوس السلام؟ هل نحلم؟ أين تلك الخطب الرنانة التي سمعناها من الدكتور مرسي أيام الحملة الإنتخابية؟ أين حزب الحرية والعدالة وأدبياته؟ أين حسن البنا وسيد قطب وحسن الهضيبي وعبد القادر عودة، ماذا كانوا سيقولون لو شهدوا ما شهدنا؟
نفهم تماما أن للسياسة مقتضياتها، وأن مصر الآن غارقة مشاكلها الداخلية، وترسيخ الثورة ومؤسسات الدولة، نفهم أن أولويات مرسي بناء الداخل ومواجهة خصومه، ولكننا لا نفهم ابدا أن يبدو الرئيس وكأن الماء يجري من تحته، فهو إن عرف بنص الخطاب فتلك مصيبة، وإن لم يعرف فالمصيبة أعظم وأكبر.. صديق آخر كتب لي: في الأمر شيءٌ ما
الرجل أثبت في الشهور الماضية أنه ليس غبيا أبدا. بل على درجة من الذكاء والحنكة
فهل يعقل أن يتغاضى ساعة كتابة النص عن أن أهل البلد والعالم الإسلامي والعربي أجمع سيطلع على محتوى الرسالة؟ ونسأل: إلى كتى نبقى نبرر الأخطاء ونبحث عن الذرائع؟
نشعر بقرف وإحباط من المشهد برمته، إذا كان الرئيس الأخ المسلم وسفيره المبجل بمثل هذا السلوك التطبيعي البشع، فلم نلوم الآخرين؟؟