اشتيلنغ بيرن- باحثة واعلامية أوروبية مرموقة، ومشغولة بما يعرف بالربيع العربي وتداعياته ، وبدأ حماسها لهذا الربيع يقل تدريجيا، وترى أنه اذا كانت الثورة سيرورة طويلة مفتوحة على آمال عريضة، فقد تتحول هذه السيرورة في الحالة العربية الى سيرورة مضادة طويلة.
في حوار مع (الميادين) قالت بيرن كلاما كثيرا وعميقا وكاشفا وشاملا، من اضاءة خفايا الثورات البرتقالية شرق أوروبا ودور المخابرات الأطلسية فيها وأدواتها المختلفة، الى خفايا ما شهده الشارع العربي، ولا يزال لافتة الانتباه الى ظواهر محددة، مثل:
1- تحالف التكفيريين مع الجماعات الليبرالية المرتبطة بالأجهزة الأطلسية.
2- تحالف على الأرض بين (اسرائيل) والرجعية، وجماعات أصولية تكفيرية ضد تحالف روسيا- ايران- سورية.
3- القاموس الموحد (الدليل الارشادي) لاعلام الثورة المضادة ومراكزها الدولية والاقليمية يشرف على هذا الدليل (اكاديمية التغيير) وشعارها (قبضة الكف) ويديرها فريق يهودي مثل جين شارب وبيتر اكريمان..
4- دور جماعات التمويل الأجنبي غير الحكومية، ودور جماعات التمويل والانماء الامريكية.
وتلاحظ بيرن كيف طرد المصريون ممثلي الجماعات الأولى بعد افتضاح دورها التجسسي وكيف طرد الروس الجماعات الثانية.
5- الصفقات السرية مع معتقلي الجماعات السلفية التكفيرية والافراج عنهم في العراق ولبنان وارسالهم الى سورية عبر تركيا.
6- الصمت المطبق في العواصم الاوروبية وفي واشنطن عن الجرائم الجماعية لحلف الناتو والمليشيات المحلية خلال وبعد احتلال ليبيا. ولا تزال مدن ليبية مثل بني وليد تتعرض لقصف المدفعية من دون أية اشارة من الوسائل الاعلامية للثورة المضادة.
7- تتوقع بيرن أن تكون روسيا وايران هدفا للقوى المذكورة.
8- فيما يخص سورية ترى أن المعركة فيها ليست معركة حريات وتغيير ديمقراطي، بل معركة اقليمية- دولية بأهداف مركبة، منها تعميم (نموذج) محدد في رأس الأمريكان والرجعية، وهو ما يفسر وقوف روسيا مع سورية لقطع الطريق على هذا (النموذج) كما تستهجن بيرن أن تقوم فضائيات ووسائل اعلام معروفة، عالمية وعربية، بأخذ أخبارها عن فيديوهات ويوتيوبات مفبركة تضخم أو تخترع معارك وانتصارات عسكرية للحصول على المال والسلاح.
وترى بيرن أن معركة سورية معركة طويلة، ستفرز مع الزمن معسكرين واضحين الأمريكان والاسرائيليين والرجعيين من جهة، مقابل سورية- ايران- روسيا.