المغردون الأردنيون

حسب بعض المصادر تشهد أعداد مستخدمي شبكة «التدوينات المصغرة» المعروفة بـ»تويتر» تشهد استخداماً وإقبالاً متزايدا من قبل الأردنيين، حيث بلغ عدد النشيطين منهم على هذه الشبكة حوالي 60 ألف مستخدم أردني نشط مع نهاية النصف الأول من العام الحالي، وهو عدد ضخم، نسبة لمدى شيوع هذه الوسيلة من أنواع التواصل الاجتماعي..
وتقول الأرقام الحديثة الصادرة عن تقرير الإعلام الاجتماعي العربي – الذي يعدّه برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية – أن هناك تضاعفا في أعداد مستخدمي «تويتر» من مستخدمي الانتنرنت الاردنيين، إذ زاد عدد المستخدمين من 17 ألف مستخدم نشط في أيلول (سبتمبر) الماضي إلى حوالي 60 الف مستخدم نشط نهاية شهر حزيران (يونيو) الماضي
وبهذا تكون قاعدة مستخدمي «تويتر» في الأردن قد زادت بنسبة بلغت 253 % خلال 9 شهور، وهي طفرة كبيرة بكل المقاييس، والملاحظ أن أكثر المدونين الأردنيين يلتقون في وسم (هاشتاق) له صفة خاصة مرتبط بما يجري في الأردن، وهو reformjo أي إصلاح الأردن، حيث يلتقي المغردون ليدلوا بآرائهم المتنوعة حول ملف الإصلاح تحديدا، ومجريات السياسة اليومية، حيث نشهد صراعات ومطارحات عنيفة أحيانا، تحمل غالبا حدة وتشددا في تبني الآراء المختلفة، ويلاحظ أن المغردين يتابعون بشكل حثيث ما يكتب في الصحافة الأردنية والمواقع الإلكترونية ويعلقون عليها، فلا تكاد تفوتهم شاردة أو واردة، حتى اصبحوا يشكلون مجتمعا افتراضيا متواصلا بشكل لحظي، وليس يوميا فقط!
ومن المعروف ان موقع تويتر يقدم خدمة تدوين مصغر تسمح لمستخدميه بإرسال رسالة تعرف بالتغريدة، تعبر عن حالة المغرد بحد 
أقصى لا تزيد عن 140 رمزا للرسالة الواحدة، وذلك مباشرة عن طريق موقع تويتر أو عن أو برامج المحادثة الفورية أو التطبيقات المختلفة، وقد اصبح الموقع متوفرا
باللغة العربية منذ شهر آذار (مارس) الماضي وهو نفس الشهر الذي احتفل فيه الموقع بمرور ستة أعوام على تأسيسه
ويعرّف تقرير الإعلام الاجتماعي العربي مستخدم «تويتر» النشط بأنه المستخدم (الشخص) الذي يرسل تغريدة واحدة على الأقل في الشهر..
وتتميز هذه الشبكة بالسرعة والسهولة والاختصار في تناقل الأخبار والآراء، لتسبق في كثير من الأحيان وسائل إعلام تقليدية.. وكانت شبكة تويتر وسيلة أثيرة لدى نشطاء الربيع العربي، وكذا هو الحال في الأردن، وان بدا اننا نقلنا امراضنا الاجتماعية والسياسية عبر تغريداتنا، كما يلاحظ ان ثمة معارك طاحنة تديرها جهات رسمية لإشاعة فكرة أو محاربتها، ولا يكاد تمر ساعة دون أن يقرا المتابع هجوما على الإسلاميين تحديدا، في وقت يلاحظ فيه أن هذه الفئة تكاد تكون شبه غائبة عن السجال التغريدي، في حين أن بلدا كمصر يشهد حيوية اكبر في هذا المجال، ويلاحظ أيضا أن هناك غيابا كبيرا لكثير من الرموز السياسية الأردنية، فلا تكاد تشهد مغردا له موقع مهم في الدولة الأردنية، وكان آخر من نشط على هذا الموقع من السياسيين الاردنيين رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، الذي كان يغرد بشكل شبه دائم، يتلوه الآن وزير الخارجية ناصر جودة الذي يطل بين حين وآخر، ليبعث برسالة يغيب بعدها لأيام!
على مستوى العالم العربي تجاوز عدد مستخدمي «تويتر» المليوني مستخدم نشط، وحول العالم بلغ عدد المستخدمين مؤخراً نصف مليار مستخدم، وفي ظني ان تويتر هو الشكل المستقبلي لتداول الأفكار والأخبار، والأنشطة الربيعية، والخريفية أيضا، وسيلتحق به عدد متزايد من الناشطين والمهتمين، لما له من ميزات لا تتوفر إلا به!