لنذهب إلى الإنتخابات!

ليكن طريقنا للتغيير عبر صناديق الانتخاب..لنذهب للإنتخابات لنحسم الكثير من قضايانا المعلقة فليس لنا طريق غير ذلك وأي خيارات أخرى قد تراود البعض هي خيارات معطلة.. حين تواجه الشعوب والأمم المتحضرة مشاكل وتحديات كبيرة فإنها تذهب إلى صناديق الاقتراع لتجدد خياراتها عبر الصناديق ..هذا ما تفعله اسرائيل الآن والتي أخذت بخيار التطرف والعدوان حين اختار الحزب الحاكم فيها الآن ورئيسه نتنياهو اعتبار الاراضي الفلسطينية ليست محتلة ولا متنازع عليها وإنما اسرائيلية تماماً كما لندن انجليزية وباريس فرنسية علينا الاسراع وقد حسمنا وقت التصويت في 23/1/2013 وانتهينا من التسجيل وحمل البطاقات ووضعنا الاطار في الهيئة المستقلة ونصبنا المحكمة الدستورية رقيباً وحكماً..
تقلع الرحلة الأردنية الآن بما يتوفر لها وعلينا أن نوقف الجدل وأن نحول الكلام الى ما بعد النتائج وماذا علينا أن نفعل بتلك النتائج؟ وما هي أولوياتنا؟ وما حجم التحديات التي تواجهنا والتي تزايدت بشكل كبير إن على مستوى الداخل هنا في الابعاد الاقتصادية والاجتماعية التي لم تعد تحتمل والتي تحتاج إلى حلول سريعة وعميقة وفاعلة أو على مستوى التحديات الخارجية ومضاعفاتها خاصة في القضية الفلسطينية التي عادت تلتهب نتاج سياسات اسرائيل الاحتلالية واقدامها على خطوات حمقاء وجنونية في اعتبار نفسها انها دولة ليست محتلة وانما هي على أرض لها وأن من يقيمون على هذه الأرض من غير اليهود هم أقلية غير مرغوب فيها وبرسم الطرد..
خياراتنا الآن محدودة وعلينا ان نعيد انتاج وبناء موقف وطني لا يمكن أن يكون الا عبر انتخاب ممثلين محتلين لنا يفترض أن نحسن اختيارهم ليمثلونا وليكونوا قادرين على التصدي لكل هذه التحديات التي تواجهنا..
المقاطعة التي تبنتها قيادة الاخوان المسلمين ودفع بها صقورهم لتصبح حقيقة حين فوتوا فرص التسجيل والمشاركة سوف تتحول الى خسارة ستصيب حركة الاخوان ومصداقيتهم وولاءهم الوطني وكل ما ادعوه من التزام وبعضهم أدرك ذلك وما زال يدركه وعلى هذا البعض أن يجاهر بإدراكه قبل فوات الأوان وقبل أن يحشر في قائمة المعطلين والذين في نفوسهم مرض أو يطعنون بلدهم في اللحظات الفارقة..
انهم يخرجون عن الاجماع والجماعة التوافق الوطني وهي خطوة ليست مباركة في وقت كنا نطمع أن تكون حصة الاخوان في الانتخابات جزءا من الحصة الوطنية ولونهم من الألوان الوطنية..
وإذا كان الاخوان المسلمون قد اعلنوا المقاطعة فإن امتحانهم الوطني الآن في قدرتهم على احترام الأغلبية التي تركوها تحدد خياراتها بدونهم وبالتالي فإن الأمر قد ينصرف إلى أن يدعموا في الانتخابات من يرونهم قريبين منهم أو من سجلّوهم دون ان يقولوا أن لهم مرشحين قد لا يعلم الجمهور أنهم منهم ليأخذوا بذلك حصة قد تساعدهم في أن يكونوا في الصورة..
لن يسمح الأردنيون في غالبيتهم أن يفشل خيارهم في بناء البرلمان القادم الـ (17) لحاجتهم لذلك ولايفائهم باستحقاق لا بد أن ينجزوه..وبالتالي فإن على القيادات الاخوانية العاقلة أن تدرك أن هامش المناورة والمزايدة والمراهنة قد أصبح ضيقاً وحساساً ولا يقبل المزيد من العبث والضياع والاجندات الخاصة المعطلة..
يحدو الأغلبية الأمل في أن تدرك جماعة الاخوان المسلمين أن التحديات الكبيرة التي تواجه بلدنا بحاجة إلى كل الجهود والعقول والارادات واذا كانوا قد قاطعوا أو حردوا أو أعفوا أنفسهم من المشاركة فإن عليهم أن لا يعطلوا على من شاركوا وساروا الى انتخابات وقبلوا التحديات بما أتيح لهم من امكانيات فطريق التغيير سالك ولا يتوقف عند فاصل زمني يرابط الاخوان عليه ويعتقدون أن مفاتيحه بأيديهم..