جيفارا يطارد قاتليه

في الحادي عشر من تشرين الأول الجاري مرت على العالم الذكرى (45) لاستشهاد القائد والزعيم ألأممي الكبير ارنستو تشي جيفارا وهو يقاتل الظلم والقهر ويقاوم الاستعمار الامبريالي الأمريكي في قارته أمريكا اللاتينية وتحديدا في بوليفيه حيث تمكنت المخابرات الأمريكية بواسطة عملائها من المرتزقة بتصفية ذلك القائد الأسطورة وقد اعتقل قبل مقتله ، وتعرض لأبشع أنواع التعذيب الجسدي وحتى التمثيل بجسده بعد تصفيته وشكلت تلك الجريمة موقفا أمميا من الولايات المتحدة وأصبح جيفار أكثر خطورة بعد رحيله من جيفارا الحي المقاتل للظلم والقهر في القارات الثلاثة ، ولعل تلك الجريمة البشعة التي أفرزت في العالم كله ما يمكن أن نسميه بالنموذج الجيفاري للثورة على الظلم والقهر والاستعمار وعملائه وإنكار الذات في سبيل المبادئ والقيم العليا التي آمن بها ذلك المناضل الأسطورة ورفض السلطة حتى مع رفيق عمره فيدل كاسترو وأصر على مقاومة الاستعمار الامبريالي أينما وجد . 
وأصبح جيفارا بعد رحيله رمزا أمميا أجمعت عليه البشرية على مختلف ثقافاتها وأجناسها وما حظي به جيفار بعد رحيله لم يحظى به مناضلا يساريا بما في ذلك الزعيم ألأممي فلاديمير لينين ، وأصبح جيفار كما أسلفت بعد مقتله ثورة حقيقية لا زالت تواصل زحفها المقدس في مطاردة الظلم والقهر أينما وجد .
وتجد في كل ثورة صور جيفارا وشعاراته وللأسف حتى رأس المال حاول الاستفادة من اسم جيفار الأسطوري ورأينا صوره على الكثير من السلع التجارية وخاصة الملابس والحقائب وغيرها وحتى داخل الولايات المتحدة ذاتها في الوقت الذي لم تعرف الأجيال المتعاقبة في كل أنحاء المعمورة اسم ذلك المجرم الذي صفى جيفار جسديا أو أولئك التافهين المرتزقة الذين أوشوا به من عملاء المخابرات الأمريكية ، ولو سئلت أي طفل في العالم عن قاتل جيفارا لكانت الإجابة الموحدة في كل العالم انه جهاز المخابرات الأمريكية التي ينسب لها كل إجرام وقبح في هذا العالم ، وجيفار البطل والمقاوم أصبح بعد رحيله الرمز ألأممي والإنساني لمقاومة الامبريالية الأمريكية التي لا زال خطرها يهدد استقرار العالم .

والذي لا يعرفه الكثيرون أن القائد الأسطورة جيفارا قد ربطته علاقات حميمة ونضال مشترك مع الزعيم العربي جمال عبد الناصر والزعيم أحمد بن بيلا قائد ثورة المليون شهيد في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي ، حتى أن جيفارا قبل استشهاده تمنى القتال ضد الصهاينة المجرمين في فلسطين الذين هم رأس الحربة للاستعمار العالمي في وطننا العربي ، وكان من أكثر قادة التحرر في العالم إيمانا بالثورة الجزائرية ، وكان جيفار الذي هجر حياة الرفاهية واليسر وهو طبيب كما هو معروف ومن عائلة ثرية من أجل المبادئ والقيم الرفيعة التي عاش من أجلها ومات من اجلها ، وبعد رحيله تحول جيفار لظاهرة أممية تخطت الحدود والثقافات والأديان حتى أن صوره أصبحت مادة رئيسية لكل المسيرات والحركات الثورية والإصلاحية في العالم ولا يزال بعد (45) عاما على رحيله يزداد حضورا وتألقا رغم طول الغياب في الوقت الذي ذهب قاتليه لمزبلة التاريخ وكهوف النسيان تلاحقهم اللعنات الأممية.
وجيفار أصبح المثل والقدوة لكل المناضلين في العالم في إنكار الذات ومطاردة الاستعمار والظلم أينما وجد ، وهو القائل " إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني "