خريطة دولة الرئيس.......!!

من القواعد الأولى التي ينطلق منها دارسو علم البرمجة اللغوية العصبية (NLB) :" الخريطة ليست الواقع "،وهي قاعدة منطقية؛فكثيرا ما تجد الواقع مخالفا لتوقعاتك.وكم من برنامج أو مشروع وطني انهار عندما بدأت الحقائق تنكشف بغير ما تمّ البناء عليه عند تخطيطه !! 
لقد انهارت ثلاثة مشاريع عملتها بغية تأمين مصدر من الدخل خاص لي ،والانفكاك من قبضة الوظيفة ،وعندما استعرضت اسباب انهيارها ،أيقنت فعلا أن :" الخريطة ليست الواقع ".
ولكن الموضوع الذي أريد طرحه مُنْطلِقا هذه القاعدة :"هل الخريطة هي الواقع عند أصحاب ....والدولة والمعالي ،أم أنهم تنقصهم الإمكانيات مثلنا تماما ، فتأتي الرياح لهم بما لا تشتهي سفنهم ؟
أُحْبِطَ كثير من المواطنين وهم يتابعون التقرير الذي أعده بعض المواقع الإخبارية عن دولة الرئيس الجديد،إذ ظهر في بدايته رافضا لكثير من السياسات الحكومية والرسمية،فالتقى بذا ونبض الشارع البائس،وعاش قريبا منه؛لكنه لما وصل إلى كرسي الرئاسة ،أصبح حديث العهد المنصرم أطلالا" تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد " !
إن هذا التغيّر المباشر والانتكاسة الحادة لها احتمالان لا ثالث لهما ، فإما أن يكون دولته اصطدم بما هو أكبر من طموحاته وتطلعاته ، عندما أُخبر بما لم يعلمه من قبل ، فبذا تكون الخريطة التي عنده عن حقيقة الواقع ليست الواقع . وإما أن تكون " فبركات المعارضة " التي تقمص مظانَّها بالأمس مقدمات للوصول إلى "الكرسي "!! فإن كان هذا هو السبب وراء الانعطاف المشؤوم، فحتما هو من بين الأردنين الذين يمكن اتخاذهم نموذجا يخالف القاعدة مدار البحث،نماذج من المفكرين والعباقرة فقط في الأردن :"الخريطة عندهم هي الواقع 100%" !!!
إن ما أشيع عن دولة الرئيس "الساخن" من أنه شفاف،ويتكلم بهموم المواطن وآلامه ، وأنه عملةٌ شبه نادرة في مصارف رجالات الوطن الحقيقيين،هو ما قيل عن صنوه السابق "دولة عون الخصاونة "، الذي غادر الكرسي غير آسف عليه ،لكنه لم يخبر أحدا بكل حقائق الواقع الذي تعثر به.
ولعل الخوف كل الخوف أن يكون هناك من يستطيع العبث بالخرائط ليجعلها تخالف الواقع رغم أنوف كل الجغرافيين في الوطن ،وربما في العالم...! وإن كان الأمرهو ذلك ، فإن من يملك تلك الامكانية قادر على إفراغ الواقع من كل تفاصيله ،بل هو قادر على العبث بتضاريس الوطن مرة كل تشكيل وزاري أو تعديل !! ليصبح الواقع : "سحقا لكل محاولات الإصلاح التي نسمع بها ولن نراها "!!