متى سيعلن الأطفال حربهم علينا ؟؟؟

متى سيعلن الأطفال حربهم علينا ؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدكتور : رشيد عباس
أسألكم بالله العلي العظيم - والسؤال موجه للآباء والأمهات - إنكم راضون عن الوقت المخصص لمداعبة أطفالكم في البيت ؟ أليس أطفالنا أيتام ؟ ألا تعرفوا أن الطفل اليتيم ليس فقط الطفل الذي فقد أبويه ؟ وإنما أيضا الطفل الذي (يسكن) فقط مع والديه , ولا يعيش معهم . لقد حققنا نحن كل شروط خوض أصعب معركة بيننا وبين أطفالنا ... وسنخسر هذه المعركة حتما , لأننا عطّلنا الفطرة الإنسانية التي أودعها الله فينا اتجاههم , لن نقول إننا نكرههم , وإنما نقول ربما كرِهونا أو اقتربوا من ذلك , ونحن السبب , لقد وصلنا إلى حد عدم الاستماع إليهم , وعدم الجلوس معهم , وصلنا إلى حد تعطيل أفعال الماضي والمستقبل معهم , واستخدمنا معهم فقط فعل الأمر المرفوض منهم والذي طالبوا بحذفه من قواعد اللغة العربية . يا معشر الآباء والأمهات من سرق الوقت المخصص لهم ؟ ومن احتل المكان المخصص للجلوس معهم ؟ ومن منعنا من تفقد حقائبهم في المساء , وتقبيلهم في الصباح ؟ من منعنا من أن نحتفل بإنجازاتهم, وأن نأكل ونشرب معهم , وأن نشاهد رسوماتهم ؟ من منعنا من أن نبتسم في وجوههم ؟ سأغششكم وطبعي لا أحب الغش : الذي منعنا من كل ذلك هو الذي هيئ لخوض المعركة بيننا وبينهم وهو الانشغال اللامعقول وغير المبرر لهذه الحياة وتركنا السعي الهادئ في مناكبها , واقتربنا من ساعة الصفر , لن اصف لكم مجريات المعركة معهم لأنها ستكون على عدة جبهات , وستكون حرب استنزاف , وستأتيهم الخطط جاهزة من اقرأنهم , لن يفاوضوا بالهدنة لن يقبلوا وقف إطلاق النار, لان قناعاتهم بالانتصار علينا قوية , كل ذلك لأنهم أيتام , لأنهم يسكنوا معنا فقط ولا يعيشوا فينا , لأننا نحن عطّلنا الفطرة الإنسانية معهم ... ولكن هناك(أمل)هنالك طريق واحد فقط كي نتفادى خوض مثل هذه المعركة وتجنبها , هذا الطريق ليس صعبا ويمكن الوصول إليه والسير عليه , هذا الطريق يبدأ بشاخصة (أرمة) مكتوب عليها من اجل وصولك سالمنا عليك (أن تعيش معهم) ليمنحونا وقف إطلاق النار وهدنة أطول , إنهم صغار اليوم وكبار الغد إنهم أولادنا إنهم مستقبلنا ومستقبل هذا الوطن !