اخبار البلد - د . مولود رقيبات
المؤتمر الاعلامي "اورواسيا" الذي اختتم اعماله في العاصمة الكازاخستانية آستانا اول امس و شارك فيه عدد من الاعلاميين والسياسيين ورجالات الاعمال من اكثر من اربعين دولة اوروبية واسيوية ، اضافة الى الولايات المتحدة الامريكية وروسيا يعد تظاهرة اعلامية سياسية جديدة في مناقشة القضايا السياسية وقضايا الامن والسلم العالميين،حيت تضمنت جلسات العمل والتي استمرت يومين وحظيت برعاية رئيسة المنتدى الدكتورة داريغا نازرباييفا وهي ابنة رئيس الجمهورية ومشاركة رئيس الوزراء سيريك اخمدوف الذي القى كلمة رئيس الدولة نور سلطان نزارباييف الترحيبية امام المشاركين عددا من القضايا المعاصرة بدءا من الازمة الاقتصادية العالمية الى الصعوبات والتحديات التي يواجهها الاتحاد الاوروبي التي تهدد بانهياره في ظل التطورات الجارية في بعض بلدانه خاصة اليونان ، ،اضافة الى المواقف الاعلامية المتباينة من الاحداث العالمية ،وموضوع الربيع العربي الذي كان حاضرا بقوة في المؤتمر و تمت مناقشته باستفاضة من اطراف مختلفة وسط تباين في المواقف التي وصف بعضها الربيع العربي بانه السبيل للتغيير ومنها من اقر بالفوضى التي تلت هذا الربيع في بعض بلدان العالم العربي .اما قضية السلاح النووي واسلحة الدمار الشامل فكانت فتصدرت المناقشات التي شارك فيها عدد من المحاورين من الولايات المتحدة وروسيا اضافة الى عضو مجلس العموم البريطاني جورج غالوي الذي اشار الى اختلاف المعايير الدولية من هذا الملف الخطير ،ولان الملف النووي شغل حيزا كبيرا في مناقشات المشاركين باعتباره القضية الاولى التي تشغل الراي العام الدولي ،ونظرا لاهمية الموضوع ارتأينا ضرورة التطرق لهذا الموضوع خاصة وان جانبا من الطروحات تناول مبادرة الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف في تخلي بلاده عن الاسلحة النووية واعادة مخزونها النووي الى روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ،في خطوة حكيمة تستحق التوقف عندها خاصة من قبل لجنة جائزة نوبل للسلام ،ففي الوقت الذي تتسارع فيه القوى الدولية لامتلاك اسلحة الدمار الشامل نرى كازاخستان تتخلى عن هذه الاسلحة طواعية، ولم يكتف الرئيس نزارباييف بذلك بل تصدرت بلاده قائمة الدعوات للتخلي عن التجارب النووية بعد ان اغلقت اكبر محطات التجارب النووية على اراضيها وشهدت في آب الماضي مؤتمرا دوليا لمنظمة التعاون في اسيا واوروبا للمطالبة بالحد من التجارب النووية لتجنيب الناس شرورها . وسعت كازاخستان بتوجيهات رئيسها نزارباييف ومنذ استقلالها عام 1991 الى البناء المدني وتوفير فرص العمل والعيش الكريم لمواطنيها، وما شهدناه خلال الاقامة في العاصمة آستانا لدليل على جدية هذه الدولة الفتية في المضي قدما في طريق البناء والتخطيط السليم لمستقبل الاجيال القادمة .فالعاصمة التي تبلغ من العمر12عاما تعد من اكثر العواصم العالمية تنظيما ونظافة، وتعج بالعديد من المراكز التجارية الضخمة وهدوء ينم عن قدرة واقتدار القيادة في تأمين الامن والآمان والاستقرار لمواطنيها ولا يمر شهر على استانا بدون مؤتمر او لقاء على الصعيد الاقليمي او الدولي في اشارة على سياستها الخارجية التي وضعتها القيادة وجعلت منها بلدا بعيدا عن التكتلات الاقليمية او المحاور الدولية لتصبح النموذج الامثل في دول اسيا الوسطى .و ركز المؤتمر بشكل واضح على دور كازاخستان ومبادرات الرئيس في الحد من النشاطات النووية في العالم ،وقدمت رئيسة المنتدى الاعلامي داريغا نازارباييفا صورة رائعة في التنظيم وادارة جلسات المنتدى بحرصها على حضور كامل لكافة الجلسات واصرارها مشاركة الوفود في الجلسات جميعها وتجاوزت في تواضعها الدال على الثقة بالنفس باصرارها حضور الحفل الذي اقامته شبكة سي.ان.ان في ختام المؤتمر، ومشاركتها في الفعاليات كافة .كما كان لكلمة احد المتضررين من التجارب النووية ابان الحقبة السوفياتية اما م الحضور ودعوته من على هذا المنبر الدولي قادة العالم للتخلص من اسلحة الدمار الشامل اثر كبير في نفوس الحضور وتاكيد على السياسة الحكيمة التي تنتهجها كازاخستان في هذا المجال، كما ان رعاية نزارباييفا لمراكز الرعاية الصحية خاصة مرضى السرطان في بلادها الذين تضرروا من التجارب النووية في العهد السوفياتي، وتقديم العون الطبي والعلاجي لمرضى ولدوا باعاقات نتيجة التجارب النووية على اراضي بلادها، كل ذلك يعبر عن الرغبة الحقيقية لكازاخستان في ان يتخلى العالم عن هذه الاسلحة التي تفتك بالانسان والبيئة.وشهد المؤتمر دعوة صريحة الى الامم المتحدة باعلان" يوم عالمي للاعتذار" عن ما تسببه اسلحة الدمار الشامل من كوارث انسانية وابعاد الاطراف التي تقف بوجه المحادثات الرامية للتخلص من اسلحة الدمار الشامل في العالم .وبالرغم من القوة الاقتصادية والامكانات النووية في كازاخستان وامتلاكها العديد من الموارد الطبيعية ،بحيث يبلغ انتاجها من اليورانيوم 20الف طن مما يؤهلها بان تصبح قوة نووية بامتياز الا ان رئيسها آثر الحياة على الموت وتخلى عن كافة الجوانب النووية بما فيها التجارب وامر باغلاق محطة التجارب النووية التي شيدت في العهد السوفياتي ، وايد فكرة انشاء "بنك التزويد النووي"والذي يعني ضرورة مراجعة البنك من قبل البلدان الراغبة في امتلاك البرامج النووية للاستخدامات السلمية وذلك للحفاظ على المعايير الدولية لاستخدامات اليورانيوم .من كل ما تقدم وما شاهدناه في استآنا تولدت لدينا القناعة الادبية بان كازاخستان نموذجا يحتذى على الصعيد العالمي في التخلي عن اسلحة الدمار الشامل وان رئيسها نورسلطان نزارباييف يستحق بجدارة جائزة نوبل للسلام على مواقفه الجريئة من اجل السلام والامن والاستقرار في العالم وان داريغا نازارباييفا رئيسة المنتدى الاعلامي نجحت نجاحا باهرا في تنظيم اعمال المنتدى العاشر والذي تحول الى تظاهرة دولية سنوية يلتقي فيها المفكرون والاعلاميون لمناقشة قضايا العالم المعاصرة مما اكسبها احترام وتقدير العالم اضافة الى احترام وتقدير مواطنيها.