عن الحجر


لماذا يصر الأردني على وضع حجر خلف العجل الخلفي لسيارته ؟

كان لنا جار يدعى "أبو شادي" ، وكان لديه سيارة مرسيدس 190 موديل ألف وتسعمية وخشبة ، لون خمري ، وكان "أبو شادي " كلما أراد ايقاف السيارة وصفها يطلب من أحد الموجودين في الشارع أن يجد له حجر أو يقوم هو بنفسه بالبحث عن حجر مناسب – صغير كبير لا يهم – المهم أن يضعه وراء العجل الخلفي لسيارته خوف أن " تدحل " .

مع الأيام وبسبب انتشار السيارات الكوري وبسبب الخراب المتكرر لسيارته المرسيدس ، نصحه أحد الجيران ، بالتحويل عالكوري ، وبالفعل قام بشراء سيارة "كيا سيفيا" حديثة موديل 1996 ، ثم غير السيارة مرة ثانية واشترى "أفانتي" ، ليلحقها بتغيير ثالث من خلال شراءه " افانتي XD " ، مع هذا كله ما زال أبو شادي كلما أراد ايقاف سيارته يطلب من أحد الموجودين في الشارع أن يجد له حجرا أو يقوم هو بنفسه بالبحث عن حجر ليضعه وراء العجل الخلفي لسيارته فما زال هاجس " الدحول " يراود أبو شادي .

مع الأيام أيضا ولقلة الحجارة وصعوبة وجودها ، أصبح أبو شادي يحتفظ بحجر في سيارته ، ينزله معه كلما أراد ايقاف سيارته ويضعه خلف العجل ثم يعيده إلى سيارته من جديد .

للعلم المسألة بالنسبة لأبو شادي باتت مسألة نفسية لا أكثر .

عقلية الحجر منتشرة في مجتمعنا كثيرا ، فرقها الوحيد أن هناك من يضع الحجر خلف العجل خوف أن " يدحل " بينما هناك من يقومون بوضع الحجر أمام العجل خوف أن يسير ويستمر .

أنا أيضا بحاجة الى حجر ، أريد أن أضعه خلف القلب مباشرة ، أخاف أن "يدحل" القلب عني

المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com