أخبار البلد
وصلتنا الرسالة التالية والموجهة من حزب الجبهة الاردنية الموحدة لرئيس الوزراء، فيما يلي نصها:
دولة رئيس الوزراء الأفخم
السلام عليكم ورحمة الله بركاته وبعد:
انطلاقاً من فلسفة حزب الجبهة الأردنية الموحدة بالتواصل والتفاعل مع صنّاع القرار في كافة مؤسسات الدولة الأردنية وعلى رأسها الحكومة صاحبة الولاية العامة في إدارة شؤون الدولة، وذلك من أجل معالجة قضايا الوطن وبما يخدم مسيرة البناء والإصلاح وينعكس إيجابياً على البلاد والعباد، فإن الحزب يتقدم من دولتكم بهذه الرسالة العاجلة التي تتناول أوضاع الجامعات الأردنية والتعليم العالي في البلاد.
دولة رئيس الوزراء الأكرم.
ليس بخافِ عليكم دور العلم والمعرفة والثقافة في بناء الأوطان والمجتمعات، فالجامعات هي العمود الفقري في هذا المجال ولا سيما أنها مصانع لقادة المستقبل، ومنابر حرة للحوار والحرية وطرح الأفكار والارتقاء بسلوك الإنسان وقيمه وتجديد المعرفة وتطويرها وابتكارها، ومصدر أساسي للموارد البشرية.
وبناءً عليه، فإن حزب الجبهة الأردنية الموحدة يضع بين أيديكم المقترحات العاجلة التالية من أجل النهوض بالتعليم العالي في بلادنا وهي مقترحات قابلة للتحقيق إذا ما توفرت الإرادة السياسية لإصلاح التعليم العالي في البلاد:
1. الموافقة على إنشاء نقابة لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنية وذلك كإطار ناظم لهذه الفئة الهامة من المجتمع الأردني تعنى بهموم أعضاءها بما يسهم في تطوير التعليم العالي في البلاد.
2. إقرار النظام الموحد لرواتب العاملين في الجامعات المقترح من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والذي نسبت مجالس أمناء الجامعات الأردنية بالموافقة عليه وذلك لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للعاملين في الجامعات الأردنية بما يؤدي إلى وقف تسرب الكفاءات الأردنية في الجامعات إلى الخارج.
3. تشجيع البحث العلمي بزيادة المخصصات المرصودة للبحث العلمي والتخلص من الإجراءات البيروقراطية المتشددة التي تعيق البحث العلمي وربط البحث العلمي بحاجات المجتمع والدولة وخطط التنمية الشاملة في البلاد.
4. زيادة الدور التوعوي للجامعات في المسائل السياسية والأولويات الوطنية، بإقامة الندوات المتخصصة والمؤتمرات والمحاضرات العلمية في ضوء تراجع دور الجامعات في هذا المجال وضعف الثقافة السياسية لدى الطلبة. وهذا يحتاج إلى رفع الوصاية الأمنية عن الجامعات بحيث تصبح مؤسسات حرة للتعليم، تمارس فيها مختلف أنواع الحريات، فاستقلال الجامعات وضمان حريتها الأكاديمية والفكرية والإبداعية هو ضرورة لا غنى عنها من أجل أن تقوم الجامعات برسالتها على الوجه الأكمل.
5. تشجيع الطلاب على الانخراط في الشؤون العامة للدولة من خلال العمل السياسي المنظم وإعطاء صورة إيجابية للطلبة حول ضرورة وأهمية المشاركة السياسية وتعزيز شعور الطلبة بمشاركتهم في صنع القرار. باعتبار الطلبة طليعة في المجتمع الذي تعيش فيه، تتميز بالمعرفة والعمل والتضحية وتقبل التغيير الإيجابي وتحظى هذه الفئة برعاية واهتمام كافة المسؤولين في الدولة الأردنية وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي يعتبرهم رأسمال الدولة الأردنية وفرسان التغيير ومحرك التنمية والتحديث في المجتمع والدولة، فهم شباب اليوم وقادة المستقبل الحاملون لرسالة الأردن والساعون بإذن الله إلى توفيقه وتقدمه وازدهاره.
6. استثمار مساق التربية الوطنية في الجامعات الأردنية في نشر ثقافة الديمقراطية والتنمية السياسية، وتأكيد مفاهيم وقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والمشاركة السياسية والمجتمع المدني، وقيم الحوار والرأي الآخر والتعددية، وذلك بعمل مراجعة لواقع المساق في الوقت الحاضر في الجامعات الأردنية، ولا سيما في ضوء تعثر تطبيق المساق وتحقيق الأهداف المنشودة من جعله مساق إجباري لطلبة الجامعات الأردنية، حيث أنه في الوضع الحالي منفّر للطلبة ولا يحقق الأهداف المنشودة.
7. دعم الجامعات مالياً وذلك بمساعدتها على التخلص من المديونية، وهذا يتم باعتماد عدة إجراءات منها تحويل حصة الجامعات من رسوم الجامعات التي يدفعها المواطن ولا تقوم الحكومة بتحويلها إلى الجامعات .
دولة رئيس الوزراء الأكرم.
إننا إذ نقدم هذه المقترحات على عجالة فإننا نعتقد أن إصلاح التعليم العالي في بلادنا هو المدخل لكافة الإصلاحات الأخرى المنشودة في مختلف مجالات الحياة. وعليه فإن الحزب سيقدم قريباً للحكومة والمجتمع الأردني رؤيته حول إصلاح التعليم في الأردن بعد إجراء الدراسات والحوارات مع المختصين في هذا المجال.
دولة رئيس الوزراء الأكرم.
نظراً لما عهدناه فيكم من تقدير صادق للمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقكم في هذه المرحلة الدقيقة في مسيرة المشروع الوطني النهضوي، وتأكيداُ على الإنجازات التي حققها الأردن في مجال العليم العالي في الماضي ومن أجل الحفاظ على ما تحقق فنحن يا دولة الرئيس نرى أن اتخاذكم قرار حاسماً في هذا الموضوع هو ترجمة حقيقية لطموحات سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في أن يكون الأردن الدولة الأنموذج في المنطقة في العلم والمعرفة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير فلا استبداد في الرأي والقرار لمن هم في الحكم أو المعارضة.
وفقنا الله جميعاً لخدمة الأردن وشعبه العزيز وقيادته الهاشمية الفذة، ورزق أهله من الثمرات ومتعهم بالأمن والاستقرار وكلل مساعي الجميع مسؤولين ومواطنين بالنجاح من أجل أن يبقى الأردن بإذن الله عزيزاً شامخاً يحقق المعجزات في شتى مجالات الحياة.
أمين عام حزب الجبهة الأردنية الموحدة
أمجد المجالي
عمّان في 1 ذو الحجة 1433 هـجريـة
الموافق 17 تشرين الأول 2012 ميلادية