مها ياغزالة الشوارع مقاعد المدرسة تنتظركِ

أخبار البلد - بقلم احمد الغلاييني

تمشي الأقدار بي صدفة إلى هناك ، ربما هو موعد رتبتهُ السماء لآرى صفاء عينيها ، وارى براءة طفولتها تقتلهُ الشوارع . لم أكن هناك سوا عابر صدفة من طريق إلى طريق أبتعد عن الوحوش المعدنية خشية ان أنام الضحى على سرير أبيض هو سرير الشفاء وسرير المرض هو اللحن والأغنية والقصيدة . دخلتَ ، سلمتُ عليه ، سألت عن مكانه حيث غائباً يبحث عن الراحة والإختلاء بالنفس ..

طلبتُ كوب النسكافية المفضل ، أتصفح كتاباً بين يدي يتحدث عن عدالة السجون وعن الفرح في أن يسجن العصفور فهناك لن يقتلك ظلم الوالد او تجبر الوالدة ، أو شهوة الجد في تعبئة الجيوب .

جاءت ببرآتها مليكة بشعرها النحاسي "الملبد" بقذارة الشوارع تطلب بكل عزة نفس الجالسين الشراء . من اعوامها الخمس سرقت تلك البراءة . سرقها جدها الطمع والمستغل لبرأة طفولتها .

قالت : حلمي أن اضرب أبرة "التطعيم" لأدخل المدرسة ، ولكن المدرسة لاتبحث عن الفقراء والمطقعين بالجوع الجالسين بين عصابات "المافيا" ليست لكِ .

مها حلمكِ أن تصبحي طالبة مدرسة تحملين كتب الأحرف الأولى ، لاتحملين ملصقات للبيع ، لاذنب لكِ أيها الملاك ، أنهم المجرمين , والدكِ والدتكِ جدكِ اختكِ خنساء هم المجرمين والقاتلين لبرأة طفولتكِ .اما أنتِ ايتها الغزالة لستِ سوى ملكة تلك الشوارع التي تسرقنا من جسدنا كل يوم أنهار من العرق والتعب حتى ننهار تحت جبروت الأسفلت .

وأنتِ لكِ كل هذا المجد ، حتى وأن كان حلمكِ المدرسة ، رغم قهر مرض الوالدة التي أخذتهُ حجة لتعملين في بيع الملصقات على الشوارع ليس كافياً لتنحرمي منها ياعزيزتي .

مولاتي الملكة أن العدسة بكت لأنكِ حرمتها من مجد التقاط الصورة ، فكان الحزن غطى عليها . لتصرخ هي من المسؤول عن ضياع مها ؟ .