وقاحة أردوغان.. «الوصف الدقيق لرجل أرعن»
خلال زيارته لروسيا وفي حديث لوكالة أنترفاكس الروسية وصف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تصرفات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تجاه سورية بالوقحة، وهذا التعبير قد يكون هو التعبير الأدق والأنسب لهذا الرجل الذي يتصرف وكأن سورية ولاية عثمانية وهو السلطان العثماني الذي يحق له تعيين هذا الوالي أو تغييره كما صرح مراراً هو ووزير خارجيته -الأحمق- أحمد داوود أوغلو متجاهلاً أن في سورية شعباً يجب أن تكون له الكلمة الفصل في هذا الأمر.
مشكلة أردوغان أن تعصبه الديني وانتماءه الإخواني ونزعته الطورانية وعضوية بلاده في حلف الأطلسي أفقده الكثير من البصيرة وجعله يغوص في التاريخ ويحلم بعودة الإمبراطورية العثمانية متجاهلا قول الفيلسوف اليوناني هيروقليطس: «لا يمكن الاستحمام بماء النهر مرتين وإن حركة تاريخ المجتمعات لا تكون إلا نتيجة للتحرك البشري وتتجه إلى مواقع أكثر تقدماً والتغيير يحكم الإنسان كما يحكم الأشياء أي لا عودة إلى الوراء كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة المكسيك التي عقدت مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في شهر حزيران الماضي حين اقترح ترحيل ما تبقى من خلافات إلى محادثات لاحقة وكأنه يعيد بذلك ما قاله الزعيم السوفييتي السابق جوزيف ستالين خلال معركة ستالينغراد «لا خطوة إلى الوراء» ومن هنا يأتي قول بوتين أيضا: «إن حلف شمال الأطلسي منظمة من مخلفات الحرب الباردة ومن ثم يجب تحويلها إلى منظمة سياسية» على حين يرى أردوغان أن الأطلسي يجب أن يشن حرباً على سورية كما فعل في ليبيا بذريعة أن سورية تعتدي على تركيا من خلال مسرحية الطائرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية السورية في اللاذقية بعد اختراقها للأجواء السورية أو من خلال مسرحية القذيفة التي ادّعت تركيا أنها أطلقت من الجيش السوري على حين إن التقارير الإعلامية تفيد أن القذيفة من سلاح الناتو وأن من أطلقها هم أنفسهم الجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا نفسها والهدف إشعال الحرب بين الدولتين وجر الأطلسي إليها من خلال تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الحلف التي تنص على أن «أي اعتداء على إحدى الدول يعتبر اعتداء مسلحا على باقي الدول»!
المشكلة.. أن أردوغان لا يريد أن يعترف بأن العالم تغير وأن سورية ليست صربيا وأن روسيا اليوم ليست روسيا في التسعينيات! وأن ادعاءه بوجود سلاح على طائرة قادمة من روسيا ليس تحدياً لدمشق بقدر ما هو تحد لموسكو حتى إن مجلس الأمن القومي الروسي اجتمع لبحث صفاقة أردوغان ومن يقف وراءه وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن ما تحمله الطائرة هو معدات إلكترونية ونقل هذه المعدات على الطائرات المدنية من الممارسات العادية.
قد يكون الجواب الأنسب للساعين لنصرة (الحرية) في سورية هو ما قاله المفكر الفرنسي أوليفييه رو – وهو مستشرق يحمل ثلاث شهادات دكتوراه في العلوم السياسية، ويُعتبر من أكبر المؤرخين المعاصرين للنزاعات في البلدان الإسلامية - الذي استضافته قناة فرانس 24 - حيث رأى أن العالم على وشك أن يشهد أول انتصار نوعي لزعيم عربي هو بشار الأسد على زعماء القرار في العالم! ويرى أوليفييه رو أن مجلس الأمن اجتمع وأقر الحرب على أفغانستان في ساعتين، لكنه أخفق في إقرارها على سورية منذ شهور، وهو ينعقد بدعم من الغرب ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ولم يستطع أن يتخذ قرار المواجهة المباشرة مع الأسد، لا بل أصبح بعضهم يسعى للتحايل على المجتمع الدولي على أمل أن يخرج بشيء يعيد لهذه الدول هيبتها بعد التحدي الصريح والواضح والعلني من الأسد الذي أصبح الشخصية الأكثر نفوذاً وانتشاراً في عقول وأفكار الناس وهذا برأيه ميزة للأقوياء فقط!
والسؤال هل يبقى بعض هؤلاء يصارع طواحين الهواء ويدعو الأمم المتحدة لتشريع تسليح المعارضة وإقامة مناطق حظر طيران كما تفعل كل من تركيا والسعودية وقطر؟