هل ستغلق مؤسسة شومان؟

 

 


مؤسسة شومان هي إحدى المؤسسات التابعة للبنك العربي وقد أسسها المرحوم عبد المجيد شومان لتكون منبرا للثقافة والمعرفة حيث خصص لها ثلاثة بالمئة من أرباح البنك العربي وقد كانت هذه المؤسسة عبر السنوات الماضية منبرا للثقافة ومصدرا مشعا للمعرفة وكان جميع الأردنيين يلتقون فيها من مختلف الأطياف السياسية والفكرية ويطرحون آراءهم وتناقش هذه الآراء بكل أريحية وموضوعية وقد امتدت أذرع هذه المؤسسة لتأخذ بعدا عربيا حتى أصبحت من المؤسسات العربية الثقافية المعروفة وقد استضافت العشرات من العلماء والمثقفين العرب ليحاضروا فيها ويلتقوا مع النخب الثقافية والسياسية الأردنية.

لقد تقلب على رئاسة هذه المؤسسة عدد من خيرة الخيرة وكان كل واحد منهم يترك بصماتٍ واضحة على مسيرتها الثقافية وآخر هؤلاء السيد ثابت الطاهر الذي ما زال يرأسها لكننا مع الأسف عرفنا بأنه سيستقيل قريبا أو حتى قدم استقالته من رئاستها وهذه الاستقالة هي بالتأكيد خسارة كبيرة لهذه المؤسسة.

استقالة السيد ثابت الطاهر كما قلنا خسارة كبيرة لمؤسسة شومان وقد يخلفه شخص آخر يستطيع مواصلة مسيرتها بكفائة واقتدار لكن ما نخشاه ويخشاه الجميع هو أن يتم اغلاق هذه المؤسسة الرائدة بعد استقالة آل شومان من إدارة البنك العربي والبدء ببيع جزء من أسهمهم فيه.

البنك العربي من البنوك الكبيرة والمعروفة وتنتشر فروعه في عدد كبير من دول العالم ويحقق كل سنة أرباحا طائلة من عمله ويتمنى الكثيرون ان تبقي الادارة الجديدة على هذه المؤسسة.

لقد أصبحت هذه المؤسسة علامة بارزة في مسيرة الثقافة الأردنية ويعمل بها عدد كبير من الموظفين كما تقدم كل سنة جوائز للعلماء والباحثين من الشباب تقديرا وتشجيعا لهم على ما أنجزوه كما تقوم بتكريم الرجالات البارزين من الأردنيين والعرب الذين تركوا بصمات واضحة في مسيرتهم الحياتية وتستضيف كل أسبوع محاضرا متميزا ليتحدث في أحد المجالات السياسية أو الثقافية أو الإجتماعية أو الحياتية من الأردنيين والعرب ويناقش الحاضرون الآراء التي طرحها المحاضر بكل جدية وانفتاح ولا نعتقد أن هناك مؤسسة ثقافية مثل مؤسسة شومان تستقطب حضورا مكثفا من مختلف المشارب حتى أن إدارة هذه المؤسسة تضطر لزيادة المقاعد الموجودة في قاعة المحاضرات الكبيرة والواسعة بسبب العدد الكبير من الحضور.

مع الأسف الشديد فإن معظم مؤسساتنا المالية الناجحة والتي تحقق أرباحا كبيرة كل سنة غير معنية بالثقافة أو بأي نشاطات غير منهجية وما قامت به إدارة البنك العربي عندما كان يرأسها المرحوم عبد المجيد شومان بإنشاء هذه المؤسسة هو عمل عظيم بكل المقاييس ونحن لا نريد أن نستبق الأمور لكننا نتمنى على إدارة البنك العربي الجديدة والتي يرأسها الاقتصادي الكبير السيد صبيح المصري أن تبقي على مؤسسة شومان وأن تدعمها لكي تواصل مسيرتها الرائدة وتظل منارة للثقافة وللرأي والرأي الآخر
.