بعد عقد من الفشل...لم يتغير شيء
كل الأرقام، وكل المعطيات الموضوعية، تدل وبشكل أكيد على أن إدارة البلد في العقد الأخير كانت قد فشلت فشلا ذريعا، وها هي تنجو من المساءلة وتستمر في الحكم.
الدلائل على الفشل كانت كافية كي تكسو العظام لحما، لكن الفاسدين والمستبدين كانوا نماذج فضفاضة لا تنغلق على ذاتها، وهاهم يستمرون ويذهبون إلى الانتخابات ليفوزوا مهما كانت النتائج.
كلهم حرس قديم ساهم في مشهدنا البائس الحالي، عبد الإله الخطيب كان منهم، وعبدالله النسور أصبح بعد أن كان منهم، وكلهم نسخ من داخل "السيستم” سكتت عن كل الأحابيل التي حيكت بحق الوطن.
أنا شخصيا محتقن وبائس وغاضب لان شيئا لم يتغير، الإدارة الفاشلة التي باعت المقدرات وأرهقت الميزانية، وتورطت بالمديونية، وضربت تقاليد الحكم عندنا، ما زالت وللأسف تتنفس تحت الماء وفوقه على السواء.
يظن الحكم عندنا أن الذهاب إلى الانتخابات سيكون نهاية تاريخ الربيع، ولا يدري أننا ندور في حلقات مرحلية غير حاسمة، قد توطن المأزق وتنفلت من خلالها كل عقلانية.
أرقى ما في الوطن حراكه وشارعه، فما زال هؤلاء يحفظون توازنهم تحت وطأة الأحداث والتطورات المتسارعة، يصبرون بثقة على تجدد النخبة الفاسدة، ويحاولون إلى المالانهاية.
يجب أن نتفق ونتوافق على أن التغير هو الحل، ولا حل غيره، وهو الطريق لاستمرار البلد كما ينبغي، أما استمرار الإدارة شكلا ومضمونا فسنكون أمام خسارة أخرى لا يمكن تداركها.
القضية ليست مشكلة صلاحيات تتوزع هنا وتؤخذ من هناك، القضية أن الفاشلين ومن أفشلونا ومن سرقونا ومن سكتوا على سرقتنا، يجب أن يذهبوا على اقل تقدير لبيوتهم، ويدعونا نختار ونحاول ونصيب ونخطئ.
نحتاج اليوم لإدارة جديدة، وهذه الحاجة لابد أن تصبح عميقة في ذهن الملك قبل التفكير بملاعب السياسة، نحتاج لإدارة غير مهزومة أمام الآخر.
لسنا بصدد تنافس سياسي بين الحركة الإسلامية وبين يمين الدولة الذي أدار وفشل، بل نحن إزاء يوميات بائسة للإنسان الأردني، تحتاج إلى تفكيك وتركيب مستعجل وبأسرع وقت.
الخط الشعبي هو الخيار الأكثر دفئا، فأعيدوا السلطة إلى الشعب، ودعوه يدير حياته كما كل الأمم المتقدمة، واذا أردتم السلامة فاجعلوا الأمر هادئا وسلميا.