ليس الماء وحده


عندما كنا نستعمل مياه الآبار المنزلية، بل عندما كنا نشتري الماء بالتنكة من وادي النصر بعمّان الشرقية، كانت الحياة هادئة وادعة، وبسيطة، وسهلة، ومريحة لأعصابنا، وقد تركت فينا ذكريات نشتاق اليها الآن ونناجيها.
وبعد أن أتت المياه الينا من خلال شبكات المياه، أصبح الحصول على الماء يسيرا، وإزداد إستهلاكنا للمياه، بعد أن تعرّفنا على أشياء كثيرة لها أثر قوي في علاقتنا مع الماء.
أصبح التركيز على أو التفكير في أمور لم تكن في الحسبان، بعد أن تفنن المنتجون ، أو لنقل المسوقون، في تقديم منتجاتهم الجديدة المريحة لنا، الداعمة لرفاهيتنا وبصورة لا تتوقف، بحيث تكدّست حاجات جديدة في أذهاننا، وتغيّر ذوقنا، وأصبح يؤرقنا بل ومن الممكن أن يؤلمنا تأخير إشباعها، ومعروف للجميع بأن إشباع الحاجات يُكلّف الجيوب، أقصد الإستدانة كثيرا.

أصبحنا ( لأن معظمنا يغار، ويحسد، ويعشق أن يكيد الآخرين، وأن يقلّدهم) نفكر، في مراحل متقدمة، في تقليد الآخرين من حيث الحصول على منتجاتِ ماركات عالمية لتمديد الشبكة المنزلية، وفي شراء أجهزة الجاكوزي والساونا، بل في إمتلاك بركة سباحة خاصة كبيرة لا نظير لها، لاسيما وأن المصارف تتيح لنا الإقتراض بل وتروّج له إذا كان الدخل غير قادر على شراء كل ما ذكر آنفا، وإذا إعتذر المصرف لنا فسدنا.

هل عرفتم، أيها الناس، لماذا كانت أيام زمان أجمل ؟