كلنا فيليكس

بقلم : أحمد نضال عوّاد 


استطاع النّمساوي فيليكس بومجارتنر تحطيم ثلاثة أرقام قياسية ليدخل التّاريخ بما أنجز وغامر ، بما تحدّى وثابر ، بما تدرب وحاول ، بما أراد حتى استطاع ، وبما ابتغى حتى بلغ إلى غايته وأدرك مأربه ووصل إلى المراد .


بالمقابل لم يستطع تحطيم الرّقم القياسي للسقوط الحر ، وليس هذا خطأً أو نقصاً ، فالهدف تحقّق في ثلاثة من أربعة أهداف ، والوصول إلى المبتغى ليس شرطا أن يكون بمطلق التخطيط ، بل علينا أخذ النّجاح بعامته ، ونسعى إلى تحقيق ما نستطيع .


فيليكس خاطر في حياته من أجل تحقيق هدفه ومبتغاه ، فكانت الإرادة حاضرة في قفزته من أقصى ارتفاع وصل إليه بالون مأهول ، كلّ ذلك كان بغية حصوله على ما يريد ، لن أسمّي هذا جنونا أو انتحار ولكنّه الطموح الذي يعانق عنان السّماء ويحتضن الفكر والعلم الذي يدور في العقول ليعمل على تحقيق الفوز و النّجاح .


هكذا وأكثر يجب أن يكون طموحنا في إصلاح ذاتنا وأنفسنا ، وفي إصلاح مجتمعنا ووطننا ، نسعى إليه مهما كلّف الثّمن ابتداء من أنفسنا ومرورا بالآخرين .


كلامي لا يعني أنّ فيليكس قدوة لنا ، ولكنّه يعني أن نكون أصحاب إرادة حقيقية ، وأهداف مدروسة ، نخطط لها بطرق عقلانية ، ونعمل على تحقيقها بطرق علمية وفنيّة ، بما يتناسب مع الظّروف والقدرات ، وبما يعمل على إحداث النهضة والتغيير إلى كلّ ما هو جميل .


فيجب علينا أن نكون كما فيليكس في تصميمه على بلوغ النّجاح وابتكار الشيء الجديد ، بالمثابرة والإرادة ، وتحويل الأقوال والأفكار إلى أعمال واقعية تسجّل في صفحات التّاريخ ، كلّ ذلك بغية التّطوير والنّهوض ؛ لأنّ عقولنا ليست أقلّ من هذه العقول !