• أردوغان من القرصنة الجوية.. إلى السقوط الذاتي
ويستمر أردوغان في غيه ويمضي قدماً مع فريقه العثماني المتطلع لاستعمار جديد، مرتكباً أفعالاً عدائية بحق سورية منتهكاً عن قواعد القانون الدولي حتى قواعد الأخلاق.
ارتكابات إجرامية حولت حكومة «العدالة والتنمية» برئاسته إلى عصابة إجرام تمارس إرهاب الدولة المنظم مقتدية بحليفها الإستراتيجي «إسرائيل» وبهذه الذهنية الإرهابية مارست عصابة أردوغان القرصنة بحق طائرة نقل مدنية سورية كانت قد رخصت لها بعبور أجوائها ثم غدرت بها وأجبرتها على الهبوط للتفتيش على الأرض التركية، ثم ارتكب أسوأ الممارسات المتسمة بالانحطاط الأخلاقي بحق طاقم الطائرة الذي تحميه قواعد القانون الدولي والمعاهدات التي ترعى النقل الجوي والتي وقعت تركيا عليها، لكن أردوغان لا يراعي كما بات واضحاً ذمة ولا يحترم عهداً أو عقداً فحقده على سورية تسبب له بالعمى السياسي والقانوني وبات يضرب على غير هدى فينتهك الأعراف والقانون ويتسبب لنفسه ولغيره بالأذى والضرر.
الأجواء التركية منطقة إرهاب أردوغاني
لقد حوّل أردوغان بخروجه على قواعد القانون الدولي، الأجواء التركية منطقة للإرهاب الجوي حيث باتت غير آمنة لحركة الطيران المدني منذ اللحظة التي تحركت المقاتلات التركية الهوية والأميركية الصنع والقرار، وحاصرت الطائرة السورية المدنية، وتصرفت بذهنية انكشارية لا تعبأ بحق من حقوق الإنسان، ولا بقاعدة من قواعد القانون، وعرضت حياة العشرات من ركابها فضلاً عن طاقمها للخطر بعدما هددت بإسقاط الطائرة إن لم تمتثل لمقتضيات القرصنة التركية وتهبط مكرهة وقسرياً في مطار من مطارات أردوغان العسكرية. ليمارس عليها عدوان الآخر عبر التفتيش وسرقة بعض الحمولة لتكتمل مراسم القرصنة الأردوغانية.
قام أردوغان بهذه الأفعال المنافية للقانون والأعراف رغم علمه بعدم جواز ذلك وصفتها الجرمية العدوانية وهنا لا ننكر بأن للدولة الحق بحماية سيادتها على أجوائها ومنع مرور أي طائرة أو حمولة طائرة خلافاً لإرادتها ولكن عليها أن تتخذ التدابير الاستباقية التي تعلم بموجبها الآخرين بقراراتها هذه، أو تحدد ما تقبل به وما ترفض وتعلم الآخر بنياتها وأنها ستراقب حركة الطيران في أجوائها بما يتوافق مع قراراتها، وإذا شاءت أن تمنع أو تفتش طائرة اشتبهت بحمولتها، عليها إبلاغها بذلك قبل دخولها في أجوائها، وإن كانت دخلت فعليها أن تطلب من الطيار ومن غير مظاهرة حربية أن يهبط للتفتيش وفقاً للقانون الدولي فإن رفض جاز استعمال القوة لإكراهه على الهبوط.
لكن أردوغان المتحرك بحقد وتعصب وعصبية أعمت بصره، وضرب بعرض الحائط تلك الوعود ولم يحترم شيئاً مما ذكرنا وتصرف تصرف العدو من غير أن يعلن حالة عداء أو حرب على سورية فكان غادراً في فعله، مرتكباً لجريمة موصوفة في أدائه تجاوزت سورية والسوريين لتصل في مفاعيلها إلى مواطنين روس كانوا على متن الطائرة الآتية من موسكو في رحلة عادية إلى دمشق.
خطيئة عدوانية إضافية
لقد أرعب التصرف التركي كلاً من كان على متن الطائرة وخاصة عندما اقتربت الطائرات الحربية منها وهي في الجو أو عندما ألزمت بالهبوط في مطار عسكري حتى ظن الركاب بأنهم باتوا قي الاعتقال وهنا ارتكب أردوغان خطيئة عدوانية إضافية حيث كان عليه أن يجري التفتيش في جزء مدني من مطار أنقرة ولكنه لم يفعل كما تفرض قوانين الاتحادات الإقليمية والعالمية ومنظمة الطيران الدولية.
وبعد الإجبار على الهبوط مارست انكشارية أردوغان الوحشية بحق طاقم الطائرة متمادية في انتهاك القانون وها هو المهندس السوري المرافق للطائرة يتحدث بمرارة عن ذلك قائلاً: «عندما أبلغونا إنهم يريدون إنزال الحقائب طلبنا وصل استلام وتسليم فرفضوا ثم جاءت مجموعة مسلحة من الجيش تجاوز عدد عناصرها العشرة وهاجمونا بأعقاب البنادق وقيدونا وأنزلونا وبطحونا على أرض المطار» هذا طبعاً إضافة إلى احتجاز ركاب الطائرة لمدة تسع ساعات بعيداً عن أي خدمات إنسانية وإلى الاعتداء المباشر على الطاقم لمجرد أنه طلب التعامل معه وفق القوانين والأنظمة المعمول بها دولياً.
فتشوا ولم يعثروا على شيء يبرر قرصنتهم عند ذلك لجؤوا إلى السلوك المعتاد لديهم وهو التزوير والتلفيق حيث حاولوا إجبار قبطان الطائرة على التوقيع على تعهد أو تصريح «أن ما جرى ليس عملية إرغام الطائرة على الهبوط وإنما هبوط اضطراري».
إرهاب وقرصنة وخطف هي جرائم تعكس طبيعة أردوغان الحاقدة وحاله الراهن بعد أن فقد توازنه إثر ثبات سورية وتسفيه رهاناته على سقوطها لذا انقلب إلى أعمى يخبط خبط عشواء ويرتكب الأفعال العدوانية التي ترتد على تركيا سوءاً وعزلة وهي سلوكيات تبتعد عن تصرفات رجل الدولة الحريص على بلده، وخاصة بعد أن جعل نفسه رئيس عصابة إرهابية أو فرقة انكشارية.
يتخبط أردوغان في غيه قاصداً جر الشعب التركي إلى خنادق القتال لاستهداف الشعب السوري الصديق لكن الشعب التركي الممتلك للوعي وبعد النظر يستمر برفض سياسة أردوغان، ويرفض السقوط في الحفرة التي حفرها له مع أعداء سورية ليسقط الشعب السوري فيها ولكن رغم الخسائر التي وقعت وتكبدتها سورية في سياق معركتها الدفاعية التي تخوضها الآن، فإن الشعب السوري يستمر عاملاً على خطين دفاع ناجح ويد ممدودة للصداقة مع من يستحق صداقته. أما أردوغان رأس حربة معسكر أعداء سورية فإنه يزداد خيبة وإحباطاً في الداخل والخارج وهو يرى مزيداً من عزلة إقليمية ودولية واتساع الهوة التي تفصله عن شعبه، اتساع في حجم يسوّغ القول إن أردوغان وأحلامه العثمانية بات على حافة السقوط في هاوية ومزبلة التاريخ، وما كان إلا حصاداً لزرعه العدواني.