"الاخوان" يطالبون النسور ببصمة تاريخية .. واستقبال حذر للصحافة الاردنية

'اخبار البلد : 'القدس العربي': خلافا لاعلان موقفه الجديد من قانون الانتخاب لم يرشح عن رئيس الحكومة الاردني الدكتور عبد الله النسور اي موقف محدد بخصوص قانون المطبوعات المعدل، الذي اثار ولا زال يثير ضجة واسعة النطاق، وسط توقعات بان يسعى النسور لتجميد تطبيق القانون على الاقل بعدما كان من المعارضين له.
اثناء العمل البرلماني وصف النسور قانون المطبوعات المعدل بأنه قانون متخلف ويعيد الاردن للوراء.
ولاحقا لم يصدر عن الرجل موقف محدد عندما اصبح رئيسا للوزراء، خصوصا وان تنسيقية الصحافة الالكترونية لا زالت تقيم خيمة للاعتصام والاحتجاج في شارع الصحافة، الذي يستخدمه رئيس الحكومة يوميا في طريقه ما بين المكتب والمنزل.
ويترقب الصحافيون تحديد موقف حكومة النسور من خيمتهم بعد فرض قانون يقيد حريات الصحافة، لكن لا تبرز امال عريضة بتغيير اتجاه الحكومة، خصوصا ان وزير الاتصال وشؤون الاعلام سميح المعايطة استمر في منصبه بالحكومة الحالية ويعتبر من اشد المتحمسين للقانون المعدل.
رغم ذلك يتوقع بعض ناشطي الجسم الاعلامي التوصل الى تفاهم مع حكومة النسور يقضي بتجميد معدل المطبوعات مؤقتا الى ان تعود الحياة البرلمانية للبلاد ويتمكن خصوم القانون من فرض مراجعة شاملة له.
في غضون ذلك استقبلت الصحافة المحلية في عمان وزارة النسور بالكثير من الحذر وغابت تلك المقالات التي تحتفل بالعادة بالرئيس القادم للوزراء ونشرت مقالات متعددة تحاول قراءة المشهد الجديد ما بين اراء النسور العلنية تحت قبة البرلمان ومواقف حكومته خصوصا من القضايا الاساسية.
تقدير الكاتب البارز في صحيفة 'الغد' محمد ابو رمان كان ان النسور قد لا يجد الوقت الكافي لتنفيذ سيناريوهات اختراق منتجة للوضع السياسي المستعصي، خصوصا على صعيد ازمة قانون الانتخاب التي حسمها الرجل مبكرا بشكل دفع الاسلاميين لاعلان ان حكومته ليست اصلاحية.
بالقياس وفي نفس الصحيفة قدر الكاتب فهد الخيطان أن مهمة النسور صعبة في مجال انتاج مشهد سياسي جديد، ملمحا الى ان الرجل عارض سياسات وتشريعات المطلوب من حكومته اليوم تنفيذها.
الاسلاميون رغم ذلك يحاولون التعامل باعتدال واضح مع النسور، فقد نشر القيادي البارز في صفهم الدكتور ارحيل الغرايبة مقالا في صحيفة 'العرب اليوم' تحدث فيه عن مواقف سابقة ايجابية للنسور بحق الحركة الاسلامية في وقت انشغل فيه البعض بالتحريض ضدها.
الغرايبة قال: الرئيس المكلف يعلم تماما انه سوف يغادر، كما غادر من سبقه، ولكنه بحاجة الى صناعة الفرق الذي يميزه عن سابقيه وبحاجة ان يضع بصمته الخاصة المتمثلة بتحقيق انجاز تاريخي يقفز الاردنيون عبره عدة درجات في سلم الاصلاح في ظل فرصة حقيقية يملكها الرئيس بشكل فعلي، يفرضها الواقع المحلي والاقليمي بكل تأكيد، ويدركها صاحب البصيرة.
ثم سأل الغرايبة: هل هذا ممكن، هناك شكوك كثيرة تثار، خاصة في ظل اول تصريح واهمّ تصريح صدر عن الرئيس المكلف يفيد بأن الفرصة قد فاتت، ولا مجال للتغيير.