تجار موسميون يغشون زيت الزيتون البلدي بخلطه زيوت أقل سعراً ويصعب كشفها
يسعى بعض التجار الموسميين من ذوي الانفس المريضة في كل موسم لقطاف الزيتون الى افساد زيت الزيتون البلدي الذي تميز بجودته منذ عقود، لدرجة جعلته أحد أهم المنتجات الزراعية التي نفخر بها محليا وعالميا من حيث الجودة والنوعية اللتين اكسبتاه شهرة عالمية وذلك عن طريق غش الزيت بخلطه بزيوت اخرى مثل كسب الزيتون أوزيت الذرة أوزيت الفول السوداني أوزيت القطن أوزيت الصويا أوزيت عباد الشمس إما منفردة أومخلوطة نظرا لارتفاع سعره مقارنة ببقية الزيوت كونه الزيت الوحيد الذي ينتج طبيعياً بدون أية معاملة كيميائية تدخل عليه ولاحتوائه على طعم ونكهة مميزة وذات قيمة غذائية عالية.
ورغم التوعية المستمرة من الجهات المعنية الا ان هذه الممارسات الخاطئة ما زالت موجودة وتحولت لظاهرة تحتاج للمعالجة، وهي تؤثر على جودة الزيت تأثيرا كبيرا ولأن هذه الانواع من الغش لا يمكن تمييزها الا بالفحص المخبري، فإن المواطن في كثير من الاحيان يجد نفسه غير قادر على التمييز، ولا يجدي نفعا في غالب الاحيان اللجوء الى التقييم الحسي من قبل مدعي الخبرة، ولهذا تكون النتيجة وقوع المواطن ضحية غش الغشاشين.
هذا الغش الصارخ لمنتج الزيت اصبح يشكل ظاهرة يمتد اثرها السلبي ليقع على المواطن والمزارع فيسرق الغشاش مال الاول، وجهد الثاني، ومن هنا لا بد من التصدي لهذه الظاهرة من قبل الجميع.
ولا شك ان طرق الغش متعددة كما يراها بكر خليل ابوبكر احد منتجي زيت الزيتون الذي اعرب عن اسفه لقيام بعض المصابين بالجشع وقلة الضمير بغش زيت الزيتون وذلك بخلط تنكة زيت زيتون بلدي بتنكة اخرى من زيت القلي ذي السعر المتدني ليصبح ناتج هذه الخلطة تنكتين تباعان بسعر زيت الزيتون البلدي، مشيرا الى انه وامعانا بالخداع والغش يقوم البعض وبعد خلط زيت القلي بزيت الزيتون البلدي بعصر كمية من اوراق اغصان شجر الزيتون واضافة ما يتم عصره منها الى الكمية المغشوشة حيث يغلب اللون الاصفر الغامق القريب الى اللون الاخضر اليانع ليكتمل مشهد اخفاء عملية الغش وينطلي الأمر على المتذوق الذي لا يشعر في معظم الاحوال بهذا الغش الصارخ.
من جانبه اكد مدير عام اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران ومؤسس الجمعية الاردنية لمصدري منتجات الزيتون المهندس موسى الساكت لـ»الدستور» ان عمليات الغش تتم عن طريق فئة تمتهن التجارة الموسمية بمنتج زيت الزيتون، مستغلين الموسم وحاجة الناس وذلك بخلط زيت الزيتون البلدي بزيوت نباتية اخرى، منوهين الى ان هؤلاء الاشخاص يضعون في تنكة زيت الزيتون ما نسبته (20%) من زيوت الصويا، ويضيفون نكهات الأمر الذي يجعل عملية اكتشاف الغش صعبة على المستهلك، الذي يعتمد على التقييم الحسى للحكم على جودة زيت الزيتون نظرا لاختفاء كمية الزيت النباتي بالبلدي ليحمل الطعم نكهة البلدي، اوبخلط زيت زيتون قديم رديء النوعية بزيت زيتون جديد، بعد اضافة نكهات واوراق زيتون واصباغ وغيرها من المضافات الممنوعة والتي قد يؤثر بعضها سلبا على صحة المستهلك.
واضاف العوران ان هناك من يقوم بإدخال زيت زيتون مغشوش من دول مجاورة عن طريق التهريب بعد خلطه بزيوت نباتية اخرى اومادة الجفت، اوادخال زيت زيتون بجودة وسلامة غير مضمونة.
وأهاب العوران بالمواطنين شراء احتياجاتهم من زيت الزيتون مباشرة من المزارعين اومن المعاصر وذلك لضمان نوعية وجودة المنتج بخاصة ان الشراء يتم من جهة تضمن جودة منتجها.
من جانبه كان الناطق الرسمي لمديرية الأمن العام المقدم محمد الخطيب ان الأجهزة المختصة في الأمن العام تتعامل مع اية شكوى ترد حول من يتاجرون بمنتج زيت الزيتون بحيث يتم فورا ضبط اية كمية وردت بها شكوى انها مغشوشة ويتم تحويل المضبوطات الى مؤسسة المواصفات والمقاييس لتجري الفحوصات المخبرية اللازمة لمعرفة ما اذا كانت الكميات مغشوشة ام لا، مؤكدا انه بناء على ما يرد للمديرية من المواصفات والمقاييس حول نتائج الفحص، فإنه يتم توقيف من يثبت انه يبيع زيت الزيتون المغشوش لتحويله الى القضاء.
ودعا المواطنين الى ابلاغ اي مركز امني في حال وجود أية كمية مغشوشة يعرضها التجار والباعة الموسميين في أية منطقة من المملكة لاتخاذ الاجراءات اللازمة فورا.
الى ذلك عززت وزارة الزراعة وكافة الجهات الرقابية حملاتها التفتيشية ومراقبتها لضبط المتلاعبين بجودة وسلامة هذا المنتج الحيوي واتخاذ اجراءات رادعة بحق المخالفين.