بسام حدادين.. نائبا ووزيرا
لم يكن بسام حدادين نائبا عاديا، يمر بمجلس نيابي أو مجلسين، ويغادر بدون أن يترك بصماته. فهو نائب غير عادي من حيث الأداء والعمل والتوجهات، ولذلك فاز منذ عودة الديمقراطية في العام 1989 بالانتخابات النيابية التي جرت منذ ذاك الوقت، وكان عضوا في المجلس السادس عشر. كثيرون يتذكرون الانتخابات النيابية التي شارك فيها، وما رفعه من شعارات سياسية واجتماعية واقتصادية والتي ظل يرفعها في كل انتخابات نيابية. فهذه الشعارات والأهداف تنتصر للمواطن، وتسعى إلى تعزيز الحريات العامة والديمقراطية.نعم، هناك من ينتقد بسام حدادين وأداءه السياسي والنيابي. ولكن يجمع كثيرون على أن حدادين كان صاحب مشروع سياسي ديمقراطي، وأنه لم يكن ككثير من النواب الذين جاؤوا إلى لمجلس النيابي لمصالح شخصية، أو للشهرة.ولكن دخول حدادين نادي الوزراء كان مفاجئا للبعض، خصوصا أولئك الذين انتخبوا حدادين لمشروعه السياسي والفكري، ولتوجهاته الديمقراطية والاجتماعية، وانحيازه للفقراء والمحتاجين.كما أن خطوة حدادين، وقبوله بحقيبة وزارية في حكومة عبدالله النسور في مرحلة حساسة، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، كان مستغربا من قبل سياسيين وحزبيين. في حين أن بعض السياسيين لا يستغرب خطوة وقرار حدادين، ويرى أن النائب المخضرم سينهي مشواره النيابي بمقعد وزاري.وبعيدا عن أي انتقادات لقبول حدادين بحقيبة وزارية، فإن قبوله، في هذه المرحلة، بوزارتي التنمية السياسية والشوؤن البرلمانية كان مفاجئا. ولو شغل هذا المنصب في حكومة سابقة لكانت المفاجأة محدودة، ولكن أن يقبله في هذه المرحلة التي تشهد أزمة سياسية وحزبية واضحة، فهو المفاجأة بحد ذاتها، إلا إذا كان يتوقع أن يبقى في منصبه بعد الانتخابات النيابية، وأن يقوم بدوره كوزير للتنمية السياسية والشؤون البرلمانية في الحكومة القادمة التي من المتوقع أن يفرزها البرلمان المقبل.مع ذلك، فإن أسئلة عديدة يجب أن تطرح على حدادين الذي يؤمن بالأحزاب وبمؤسسات المجتمع المدني، ومنها: ما هو دوره في هذه المرحلة؟ وما هو دور وزارة التنمية السياسية الآن، خصوصا بعد أن حسمت قوى سياسية وحزبية، وحراكات شعبية وشبابية مهمة ومؤثرة، موقفها وقررت مقاطعة الانتخابات؟ هل سيسعى الوزير حدادين إلى إقناعها بالمشاركة في العملية الانتخابية؟ نشك في ذلك، فالمناورة على هذا الصعيد صعبة، أو مستحيلة، بعد أن حسم رئيس الوزراء الأمر، وأكد عدم وجود أي تعديل على قانون الانتخاب، مثلما تطالب قوى وأحزاب المعارضة.ماذا سيفعل الوزير حدادين في هذه المرحلة؛ هل سيسعى إلى اقناع الأحزاب المترددة بالمشاركة أم أنه سينتظر إلى حين انتهاء هذه المرحلة، ليعمل بكثافة لتنمية السياسة المحلية؟ ولكنه مع ذلك لا يعرف فيما إذا كان سيعود وزيرا في حكومة سيحدد ملامحها البرلمان المقبل.أخشى أن تمر الأيام ولا نعود نسمع شيئا عن الوزير حدادين على الصعيد السياسي والديمقراطي، كما كنا نسمعه من قبل. فوزراء التنمية السياسية السابقون لم يكونوا مؤثرين، وانشغلوا بافتتاح ندوات ومؤتمرات وورش عمل، ولم يكونوا رقما في المعادلة السياسية المحلية. نتمنى للوزير حدادين النجاح، وأن يترك بصمة حقيقية واضحة، ويحقق ما عجز عنه وزراء قبله على صعيد تنمية الحياة السياسية والحزبية