ونحن نربي أطفالنا نكتشف أننا نربي أنفسنا

بقلم الاعلامي بسام العريان

كل الأشياء المهمة في حياة الانسان تحدث في سن مبكرة . فمثلا من 15 الى 18 عاما يدرس الثانوية التي تحصيله فيها يؤثر على مساره التعليمي بعد ذلك . وفي الجامعة يحدد تخصصه شكل مستقبله . العمل بعد ذلك يحدد نوعية الفئة التي سينتمي اليها ونوع الدخل الذي سوف يحصل عليه . وبناءا على ذلك يتزوج بعد أن عرف وضعه ووجد المرأة التي يعتقد أنها تناسب هذا الوضع .

كل ذلك يجدث غالبا و عمره بين 15 - 28 عاما . وهي سن فيها الكثير من النزق و القرارات التي قد لا تكون حكيمة واختيارات تحكمها العاطفة أحيانا .


في الوقت الذي يستطيع فيه الزوجان أن يتحملا مسئولية الاطفال يكونان قد أصبحا من ذوي الأحفاد ......


يربي الرجل أطفاله في العشرينات وهو و زوجته يعيشان فورة الشباب . ولا يدركان الأخطاء التي وقعا فيها الا بعد أن يكبر الأطفال وربما صار لهما أحفاد . هذه هي الحياة وطبيعتها .

يتسارع وقع خطى الأيام، وتتسابق لحظات المرء، نحو ساعات يشبه بعضها بعضا، وتشتد غفلة الإنسان مع متطلبات شئونه الحياتية، فلا يفيق إلا بعد ما طويت مراحل من عمره مهمة، فيندم عندئذ ندما كبيرا، ويتمنى أن لو أيقظه موقظ أو صرخ في وجهه ناصح.


يجب على الآباء المشاركة في تربية الأبناء وعدم القاء هذا العبء على عاتق الأمهات اللاتي ازدادت مسؤولياتهن لتتعدى القيام بجل أمور البيت وهذا ما جعل التفكير في قيادتها أمرا عصيبا . هذا واجبنا مع انصاف القوارير الاتي لن نفيهن حقهن ما دمنا ننظر إليهن بمنظور أقل منا.

فالأب يمر به وقت ليس بقصير دون أن يعي العالم الذي يجول به ابنه ولا التيارات التي تتلاعب بهذا الابن كيفما شاءت ويتوقف دوره على الوقوف عند حدوث المصيبة وتوبيخ الابن بكل ما جادت به قريحته الغارقة بالتهكمات ودون النظر إلى أنه المسؤول المباشر في ذلك.

والبعض يرى التربية بأنها انصياع الأبناء لأوامر الآباء الذين يريدون التباهي عند أقربائهم في تأكيد السلطة دون مناقشة الأبناء في عقلانية تلك الأوامر أم جنونها.

وإن الإبن في هذا الموضع أشبه ببكرة الخيط التي تبدأ من النقطة وتسير في هذه الحياة بكل ما فيها من مغريات وتنتهي إلى أحد أمرين..

إما إلى تكوين شخصية المواطن الصالح النافع لنفسه ولأسرته ولمجتمعه ووطنه.

وإما إلى الابن العاق العاطل الذي لا يرى هدفا لحياته وربما لا يرى سببا لوجوده فيها مما يدفعه إلى الوقوع في الكوارث التي قد تصنع ألوان متعددة من العبء ، فالأجدر بنا عند الخوض في فكرة الزواج ان نفكر في كل هذه الأمور ....

إسألوا أنفسكم أولا :

هل نحن على قدر من الثقافة للتعامل مع ابنائنا في هذا الزمان ؟

هل نحن على قدر كاف من الوعي بفن التعامل مع الزوجة لانها محور تربية الأبناء في الأساس ؟

هل نحن على قدر كاف من الهدوء للدخول في تيار الحياة الزوجية بكافة مناحيها واتجاهاتها ؟

وهل وضعت لبيتك حجر الأساس بالمكسب المادي أم أنك ستترك الأمور في مهب الريح وتقول الرزق على الله الطفل يأتي ورزقه معاه ؟

هذا تفكير غير عقلاني تذكر ... ( إعقل وتوكل )

وليس ( طنش وتوكل )


أسئلة وجب على كل فرد أن يجيب نفسه عليها قبل الإقدام على أهم خطوة في الحياة إذ يترتب بعدها كل أمر في حياتك كما خططت له من البداية فخطط لحياتك قبل الفشل لا بعد الفشل