دعونا لا نكون حجر عثرة أمام تقدم شركة الفوسفات !!!


إن شركة مناجم الفوسفات الأردنية تعد من أهم المؤسسات الكبرى الوطنية التي تساهم في دفع عجلة التنمية للإقتصاد الوطني ورفد خزينة الدولة من العملات الصعبة والذي بدوره يعود على الوطن والمواطن بالنفع الكبير والملموس على المستوى المحلي بشكل خاص والمستوى الوطني بشكل عام ، بالإضافة إلى مساهمتها في الحد من مشكلة البطالة والتي يعاني منها أبناء وطننا الغالي وإستيعابها بطواعية لعدد كبير من أبناءه منذ بداية تأسيسها وحتى الآن ما زالت الشركة الكريمة والمعطاءة التي قدمت وتقدم الخير من خلال إعطائها جل الإهتمام لمستخدميها ورفع المستوى المعيشي والصحي والإمتيازات المتعددة في مختلف المجالات لهم ولعائلاتهم وتنمية وتطوير قدراتهم وكفاءاتهم ومهاراتهم العلمية والعملية بالإضافة إلى تواصلها المستمر والفاعل مع المجتمع المحلي ومساهمتها في تنمية وتطوير البنية التحتية لمختلف المناطق التي تتواجد فيها مواقعها الإنتاجية المتعددة .

وعند النظر إلى قيام متقاعدي شركة مناجم الفوسفات الأردنية بالإعتصام أمام الإدارة العامة للشركة والتجمهر بشكل ملحوظ للعامة وقد إشتعلت رؤوسهم بالشيب مظهرة السنين على وجهوهم الكد والتعب ، منهم من أرهقه الوقوف فجلس على قارعة الطريق ومنهم من أرخى لجسده العنان مستلقياً على ظهره ومنهم من بقي يكابر على نفسه بالوقوف صامداً معتصمين ومحتجين حتى ترضخ وتستكين الشركة لكآفة مطالب المتقاعدين منذ عام 1980 .

إلا أن الشركة قامت مشكورة وتلطفها بالنظر لمطالب المتقاعدين ودراستها بكل جدية وما آلمها من سوء أحوالهم وأوضاعهم المعيشية وما وصلت إليه ظروفهم القاسية والتي يرثى لها واقعهم ، إلا أنها وجدت من الناحية القانونية والإدارية أن تلك المطالب التي ينادون بها غير مشروعة وليست من حقهم فأخذت الإدارة على عاتقها لتكون لهم المخلصة والوفية في مساندتهم ومساعدتهم في إقامة دعوى قضائية أمام المحاكم المختصة تتحمل تكاليفها أعبائها ونفقاتها من أجل إرضاء متقاعديها المحترمين وحتى لا تكون جاحدة لحقهم أو ناكرة لهم جميل الإخلاص والوفاء بالعمل في خدمتها سابقاً . فهي قابلت الإساءة من أبنائها بالإحسان ، وعملت بما لها وما عليها من واجب تجاه أبنائها المتقاعدين بالوقت الذي قامت فيه بعدم المساس بحقوق مساهميها الكرام .

فهذه تعد وقفة إيجابية وخطوة مثمرة وإخلاص ووفاء غير منقطع من مؤسسة كبرى وصرح إقتصادي عظيم في وطننا الغالي ندرة حدوثها عند غيرها من الصروح والمؤسسات الإقتصادية والإنتاجية الكبرى في العالم . والذي يجب على الجميع بالمقابل سواء كانوا مستخدمين أو متقاعدين أن نحافظ على هذا الصرح الإقتصادي الإنتاجي الوطني الكبير المعطاء ليتمكن من السير بخطى ثابتة نحو المستقبل وأن لا نكون أول من يكون عقبة يعرقل مسيرته في التقدم والإزدهار وقطع طريق مواصلته العطاء وسبل الخير لهذا البلد الطيب ولأبناءه الأبرار ، وأن نكون لشركة مناجم الفوسفات الأردنية الدرع الواقي والسد المنيع في وجه كل من تسول له نفسه بالوقوف حجر عثرة أمام مسيرتها المقدسة في إنعاش إقتصادنا الوطني .

سميح الطويفح /
عاشق تراب الأردن