السبيل تتهم الدستور بوصف نظام الملك حسين في الخمسينيات بالشبيح .

اخبار البلد
اتهمت صحيفة السبيل اليومية والمحسوبة على الإخوان المسلمين زميلتها الدستور بوصف نظام الملك حسين بالشبيح .


وقالت ان صحيفة يومية محسوبة على الحكومة النظام الأردني في فترة الخمسينيات بالشبيح، وبأنه كان يستخدم الشبيحة لقمع المعارضين بالأسلحة البيضاء.


واستشهدت السبيل في تقرير الزميل مصطفى ريالات من صحيفة الدستور و الذي حمل عنوان «تفاصيل الحرب على الدولة، الذي أصدره المراقب العام للإخوان لكوادر الجماعة»، بمقولة نسبتها للنائب والسفير السابق محمد داودية» ان الاخوان المسلمين كانوا في خمسينيات القرن الماضي شبيحة النظام، وكانوا يهاجمون المسيرات المعارضة بالاسلحة البيضاء».


وبهذا التقرير فإن الصحيفة تعتبر نظام الملك الراحل الحسين بن طلال نظاما شبيحا، كان يستخدم البلطجية- الذين هم في نظر الصحيفة الاخوان المسلمين- لقمع المسيرات المعارضة بالأسلحة البيضا على حد قولها .


وتحدث التقرير الذي حمل بشدة على الاخوان المسلمين، عما أسماه تناقضات الخطاب الاخواني فيما يخص المرأة، ودور الشباب، واحترام الإعلام، وحرية التعبير، بالاضافة إلى البلطجة التي وصفها بأنها صنيعة إخوانية، وأن الأردن لم يعرف البلطجة والتشبيح إلا على عهد الاخوان المسلمين، الذين كان النظام في الخمسينيات خلال حكم الملك الحسين بن طلال يستخدمهم لقمع المعارضين بالأسلحة.
ويرى الناشط الإعلامي رئيس تحرير صحيفة الغد الأسبق موسى برهومة، أن الزعم بأن النظام في الخمسينيات كان يستخدم «الشبيحة» فيه إساءة واضحة للملك الراحل الحسين بن طلال، لافتا إلى ان من يستخدم الشبيحة فهو شبيح مثلهم، وهذا لا يجوز إطلاقه على النظام.


وقال: «إطلاق وصف الشبيحة والبلطجية على الإخوان المسلمين أمر معيب».
وأضاف برهومة ان هذا الخطاب تحريضي ومرفوض إعلاميا، ويتنافى مع أخلاق مهنة الصحافة، ويجب على النقابة التدخل لضبط الإنفلات الإعلامي؛ كونها لديها سلطة رقابية وأخلاقية على الإعلام.


بيد أن رئيس تحرير الغد الأسبق يرى أن هذا الانفلات الإعلامي يتم توجيهه من قبل قوى «لم يسمها»، تريد تأزيم المشهد السياسي في البلد، وتحاول تزييف الوعي والواقع.


واستغرب برهومة من هذا الخطاب الذي يصف الملك الراحل الحسين بن طلال ويصف أيضا الإخوان المسلمين، الذين هم مكون أساسي من مكونات المجتمع الأردني، بهذه اللغة التحريضية، وسط غياب كامل للأخلاق الصحفية، على حد تعبيره.


ومن جهته، رفض وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال السابق راكان المجالي الرد على هذا الخطاب التحريضي، وقال إن فيه إساءة للملك الحسين بن طلال أكثر منه للإخوان المسلمين، لافتا انه أصدر بيانا يرد فيه على هذا التوتير السياسي، ومن ضمنه الانفلات الاعلامي.


وحمّل المجالي في بيان أصدره أمس النظام والمعارضة مسؤولية إيصال البلاد إلى حالة غير مسبوقة في التأزيم، وقدم مبادرة سياسية للخروج من المأزق السياسي في المملكة.


وتسود المملكة حالة من الإنفلات الإعلامي، وحالة من التجييش والتحريض، وشنت وسائل إعلامية حملة تشويه غير مسبوقة على الحركة الإسلامية، والحراكات الشعبية الإصلاحية، بعد إعلانها تنظيم تظاهرة جماهيرية حاشدة. وزادت شدة الحملة بعد نجاح الحركة الإسلامية والحراكات الشعبية والإصلاحية، في حشد عدد كبير من المواطنين في مسيرة «إنقاذ الوطن» الجمعة الماضية، والتي اعتبرت المسيرة الأضخم منذ بداية الحراك الإصلاحي.
وفيما يلي نص التقرير الذي نشرته الزميلة الدستور .


تفاصيل «خطاب الحرب على الدولة» الذي أصدره المراقب العام لـ«الإخوان» لكوادر الجماعة
كتب : مصطفى الريالات
تتعدد صور ونماذج خطاب جماعة الاخوان المسلمين المتعلق تحديدا بالاصلاح لتتجاوز حدود اللغة الى الدين بتوظيفه للوصول الى اهداف سياسية خاصة بهم وابلغ دلالات هذا القول ما تتضمنه رسالة المراقب العام للجماعة التي تحمل الرقم (2/2012) والتي اصدرها فضيلته لكوادر الجماعة للتحشيد الى مهرجان يوم الجمعة الماضي.
الرسالة التي تم تداولها على نطاق ضيق تكشف بوضوح ميكافيلية الجماعة في سعيها الحثيث للوصول الى الحكم بذريعة الاصلاح، بحيث يوجه المراقب العام كوادر الجماعة للمشاركة في المسيرة التي تحولت لمهرجان خطابي، باستخدام آيات القرآن الكريم من اجل ان «يتحقق هدف الجماعة في تغيير بنية النظام».
ان شعار «تغيير بنية النظام» الذي يتحدث عن المراقب العام في حقيقة الامر يعني ببساطة «الملكية الدستورية» التي كانت الجماعة وادواتها السياسية اكدت غير مرة انها لا تسعى لذلك (حديث نائب المراقب العام زكي بني ارشيد في لقاء خاص لموقع CNN بالعربية، في حزيران الماضي وجاء فيه: «رفض الحركة الإسلامية في البلاد تبني شعار «الملكية الدستورية»، وتقليص صلاحيات الملك بشكل مطلق»..).
هذا التناقض في المواقف للجماعة يفسر الحالة السياسية التي تعيشها والتي تعتمد على مبدأ التقية في سبيل انتزاع اطماعهم بالسلطة، فتغيير بنية النظام يعني للاخوان تعديلات دستورية على المواد (34، 35، 36) من الدستور وهي المواد التي تتعلق بصلاحيات الملك، فكيف اذن لا يسعون الى تقليص صلاحيات الملك عند المطالبة بتلك التعديلات، ثم ماذا تعني الملكية الدستورية التي يرفع شعار الدعوة اليها قيادات في الجماعه..!!! متناسين قوله تعالى «قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا». صدق الله العظيم (سورة الكهف- آية 103 و 104).
لا يتوقف التناقض في خطاب الاخوان المسلمين عند هذا القدر، فالامثلة كثيرة ومتعددة، فالحديث عن الحريات والاعلام الحر كشعار ترفعه الجماعة يتناقض مع سلوكياتها على الارض، فحادثة القاء ميكروفون التلفزيون الاردني الذي يحمل «التاج الملكي» ارضا من قبل كوادر في الجماعة دليل على تناقض الخطاب الاخواني بشأن الحريات، وحادثة القاء ميكروفون قناة الحقيقة الدولية ارضا والدوس عليه في مهرجان الجمعة الماضية وايضا حرق صور الاعلامي الزميل محمد الوكيل، ادلة على تناقض الخطاب الاخواني وتكشف حقيقة ما يظهرون، فهم يرفضون سياسة تكميم الافواه كشعار ويتعاملون بالعكس من ذلك على الارض، وهم يتحدثون عن احترام الرأي والرأي الاخر، وهم في الحقيقة يريدون حصريا الرأي الواحد الذي يماثل رأيهم..!!.
ومن النماذج الاخرى لتناقض خطابهم، فان موقفهم من الشباب والمرأة المعلن يختلف بشكل كبير عن ممارساتهم الحقيقية وهنا تكفي الاشارة الى حالة «الربيع العربي» التي تسود هذا الاوان صفوف الجماعة خصوصا قطاع الشباب مهم حيث يرفعون اليوم شعار «تحطيم المحظورات» داخل الجماعة وفي مقدمتها الوصول إلى عضوية مجلس الشورى في الجماعة، بالمطالبة بازالة تلك التعقيدات التي تحول دون وصولهم إلى أهم مواقع الحركة تأثيراً، حيث لا يستطيع الشباب الوصول إلى عضوية مجلس الشورى في ظل القانون الأساسي الداخلي الذي يحدد عمرا لا يقل عن 12 سنة تنظيمية ليحق للشباب الترشح لعضوية شورى الجماعة، كما أنهم لا يستطيعون الانتخاب إلا بعد مضي 5 سنوات على انتسابهم، فضلاً على ذلك فإن المرأة الإخوانية لا تستطيع أن تنتخب أو تترشح، كما أن الوصول إلى عضوية المكتب التنفيذي والهيئات الإدارية للشعب وعضوية الدوائر واللجان السياسية يعد من التابوهات التي يصعب الاقتراب منها وإن تم اختراقها فهي تخضع للتعيينات بدلاً من الاختيار.
إن العصارة التي يمكن التوصل إليها تدل على وجود فجوة بين أجيال الجماعة واختلاف كبير في وجهات النظر بينهما حول العديد من القضايا الهامة والضرورية والمفصلية، كما يشير إلى وجود خلل في طبيعة التمثيل داخل الجماعة، فالقانون الأساسي الذي يعترض عليه الشباب يحرمهم من المشاركة في انتخابات الهيئات الإدارية للشعب بما يعزز شعورهم بالاستثناء والتهميش.
في المقابل، يتناقض الخطاب الاخواني في ما يخص المرأة التي يعتبر صوتها عورة فيما لا يترددون في استخدام النساء في مسيراتهم لترديد الهتافات!!!! وتحليل ما يحرمونه ان المفارقة في مشهد الحراك الاخواني تحت يافطة حرية الرأي والتعبير تلك الدعوات المتشددة لخلق فريقين في الوطن الاصلاحي والموالي الذين يطلقون عليهم اسم بلطجية او «شبيحة»، وتناست قيادات الجماعة ان البلطجة عرفها الاردن على ايدي جماعه الاخوان المسلمين الذين كما يقول النائب والسفير السابق محمد داوودية (ان الاخوان المسلمين كانوا في خمسينيات القرن الماضي شبيحة النظام وكانوا يهاجمون المسيرات المعارضة بالاسلحة البيضاء)..!!! واذا كان حق الجماعة ان تستنفر كوادرها في مناسبة تعتزم اقامتها فان السؤال الذي لا يجد اجابة الا عند الاخوان انفسهم هو لماذا (التعيمم على المرضى بالخروج في المسيرة)..؟ وهو امر فيه مخالفه للشرع، بدلالة قولة تعالى «لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَج ولا عَلَى الأعْرَج حَرَج ولا عَلَى الْمَرِيض حَرَج».
بمعنى انه لَيْسَ عَلَى الأعْمَى مِنْكُمْ أَيّهَا النَّاس ضِيق, وَلا عَلَى الأعْرَج ضِيق, وَلا عَلَى الْمَرِيض ضِيق أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ الْجِهَاد مَعَ الْمُؤْمِنِينَ, وَشُهُود الْحَرْب مَعَهُمْ إِذَا هُمْ لَقُوا عَدُوّهُمْ , لِلْعِلَلِ الَّتِي بِهِمْ.
وبالتالي اذا كان بالجهاد ليس عليهم حرج.. فهل يتم مخالفة الله تعالى لتحقيق مصالح ذاتية ضيقة لا تتردد في استغلال الدين ابتداء وحرية الرأي والتعبير ومناخ الحرية والديمقراطية وسماحة النظام السياسي لترجمة مراميهم الحاقدة العابثة وارتكاب افعالهم القبيحة.
في رسالته لكوادر الجماعة، يحث المراقب العام اخوانه على المشاركة في المسيرة باستخدامه قوله تعالى في سورة التوبة «انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون». (التوبة:41).
وهذه الاية عند اهل التفسير هي من «آيات الجهاد» او «آيات النفير» وموضوعها الحث على الجهاد، والدعوة إلى المسارعة إليه، في كل حال، وعلى أية صفة.
ان ظاهر الآية صريح في الدعوة العامة للنفير والجهاد في سبيل الله.
لقد تعددت أقوال أهل التفسير، في معنى قوله تعالى «انفروا خفافا وثقالا»، وحاصل أقوالهم: أن الآية عامة في خطابها، تدعو المسلمين جميعًا إلى النفير في سبيل الله، لا تستثني منهم أحدًا، وهذا القول هو اختيار شيخ المفسرين الإمام الطبري. ومعنى الآية على هذا القول يكون: إن الله جل ثناؤه أمر المؤمنين من أصحاب رسوله بالنفير للجهاد في سبيله خفافاً وثقالاً مع رسوله صلى الله عليه وسلم، على كل حال من أحوال الخفة والثقل. وعلى هذا القول، يكون الخطاب في الآية عامًا للمؤمنين في كل زمان ومكان.
وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (وإذا استنفرتم فانفروا) رواه البخاري ومسلم.
اذن، المراقب العام للاخوان في رسالتة حول المسيرة التي تحولت الى مهرجان خطابي يدعو للنفير والجهاد (لكن ضد من)، وهي دعوة واضحة وصريحة لاثارة الفوضى والعنف في بلاد طالما تحدثت عنها جماعه الاخوان المسلمين بان حبها من الايمان..!!!.
ان خطاب (رسالة) المراقب العام لكوادره حول المسيرة، لا يمكن ان يخرج عن كونه خطاب حرب على الدولة فهو لا يكتفي عند قوله تعالى في سورة التوبة وانما يذهب في نهاية خطابة الى تذكير كوادر الجماعة بالبيعة بقولة «إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا». الفتح:10.
وهذه الآية الكريمة نزلت في بيعة الرضوان في صلح الحديبية عندما بايع الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة على القتال في سبيل الله وعدم الفرار، فرضي الله عن الصحابة أجمعين.
والمعنى للاية: إن الذين يبايعونك يا محمد بالحديبية على أن لا يفروا، إنما يبايعون الله لأنهم باعوا أنفسهم من الله بالجنة، يد الله فوق أيديهم، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يد الله بالوفاء بما وعدهم من الخير فوق أيديهم، وقال السدي: كانوا يأخذون بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبايعونه، ويد الله فوق أيديهم في المبايعة.. فمن نكث، نقض البيعة، فإنما ينكث على نفسه، عليه وباله، ومن أوفى بما عاهد عليه الله، ثبت على البيعة فسيؤتيه أجراً عظيماً وهو الجنة.. انتهى من تفسير البغوي مختصراً.
لقد كشفت المواقف السياسية الاخيرة التي سجلتها قيادات جماعة الاخوان المسلمين بوضوح عن استراتيجية الحركة الاسلامية تجاه الدولة الاردنية وتحولها إلى ترويج الافتراءات على وطنها، وتسويق المعلومات المغلوطة عنه وهو ما كشف عنه محضر اللقاء السري لقيادات الاخوان المسلمين مع مسؤولين امريكيين وقبل ذلك تلك المواقف التي اعلنت في اعتصام دوار الداخلية او تلك التي سجلت في بيانات تتعلق باللاجئين السوريين بتأييد اعتدائهم على رجال الامن العام وليس اخيرا بيان ما يسمى مجلس الاصلاح الاعلى.
كل هذه المواقف تؤشر بشكل واضح الى ان الاخوان قرروا الصدام مع الدولة الاردنية خصوصا بعد ان تبين لهم خروجهم من «المولد بدون حمص» وبالتالي ظهرت مواقفهم الحقيقية من خلال بيان مجلس الاصلاح وتصريح المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين همام سعيد بقولة (ان رسائلنا كما هي لن تتغير سواء في اطار الحركة أو بالتنسيق مع الحراكات الاخرى وتتمثل بالمطالبة بالاصلاحات ونقول أن مقاطعتنا للانتخابات في هذ العام ليست كمقاطعتنا لانتخابات 97 فمقاطعتنا هذا العام من أجل تغيير بنية نظام يجب ان تؤخذ على محمل الجد..)!!!.
لقد سعى الاخوان المسلمون الى تصوير الواقع الراهن بما هو عكس الحقيقة، في قناعتنا ان ذلك يعكس محاولات يائسة باسلوب المزايدات، وهي محاولات مكشوفة لن تنطلي على الاردنيين جميعا، ولن تنال من هذا الوطن الذي ظل على الدوام الصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات العابثين، وبالتالي لن تستطيع تحقيق اهدافها، ذلك أن الديمقراطية الاردنية، بما اختزلته من آمال وطموحات الحاضر والمستقبل، قد اكتسبت الريادة التي أسهمت في ترسيخ مداميكها وتعميق جذورها، وإقامة بنيانها الشامخ، على قاعدةٍ صلبة، لتصبح على درجة عالية، من الثبات والاقتدار، بما لا يجعلنا نخشى عليها من أي مخاوف على المدى القريب والبعيد.