عرار ساخرا مسيرة الجمعه .. ملوخية وألوان بطاقات جسور وتدقيق في الاصول والمنابت
يرد الإسلاميون في الأردن بوقائع ميدانية محددة على محاولات التحريض التي تسترت عندما ظهرت مؤخرا في المستوى الإعلامي بزي التحليل خصوصا عندما تعلق الأمر بالتدقيق في أصول ومنابت المشاركين في مسيرة ضخمة لا زالت تقلق جميع أطراف المعادلة في المملكة.
جزء من الهجوم على مسيرة الإسلاميين في الإعلام الرسمي وبعض الإعلام الأهلي تطلب عمليا 'فلسطنتها' مرة أخرى عبر تكثيف خبيث للجرعة التي تقول بأن غالبية المشاركين في مسيرة إنقاذ الوطن كانوا من مدن الكثافة السكانية ومن مخيمات اللاجئين بمعنى من المكون الفلسطيني.
مثل هذه الإشارات التي تتغطى بالتحليل برأي الرجل الثاني في تنظيم الأخوان المسلمين الشيخ زكي بني إرشيد قد لا يكون هدفها إظهار القدرة على التحليل العلمي بقدر ما هو 'تشويه' المسيرة الفارقة وتحريض بعض الفئات الإجتماعية ضد البعض الأخر والإسترسال مجددا في لعبة التخويف من مكونات المجتمع وإثارة حساسيات.
إرشيد قال بأن مضمون فكرة الأخ المسلم عابرة أصلا للجغرافيا وللمناطقية مقترحا على جميع من يسعى لقراءة واقع البلاد السياسي بعد مسيرة الجمعة الماضية التوقف عن التصنيف والتدقيق بسجلات الأحوال المدنية والنظر للمستقبل وفقا لروحية المواطنة فالتركيز على تركيبة وهوية وأصول المشاركين بالمسيرة ليس مهما قياسا بالمسيرة نفسها وخطابها ورسالتها.
عليه المسيرة نظمت في عمان وكان من الطبيعي أن تنعكس التركيبة الإجتماعية على مكان المسيرة وكذلك الأماكن القريبة منها علما بأن 80 حراكا تمثل مختلف المحافظات شاركت في المسيرة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
قبل ذلك كانت ردود الفعل المختصة بتركيبة المشاركين بمسيرة إنقاذ الوطن تعبر عن نفسها بأربعة مسارب فالكاتب فهد الخيطان إستنتج بأن مدن الكثافة السكانية شاركت لأول مرة هذه المرة تحت عنوان خطاب سياسي داخلي وتحت لافتة الأخوان المسلمين وبعيدا عن القضية الفلسطينية مقترحا أن ذلك تطور مهم في مسار الأحداث.
لاحقا إلتقط زميله الكاتب محمد أبو رمان نفس الرسالة وسلط الضوء عليها على أساس أن مشاركة 'الثقل الفلسطيني' أصحبت حقيقة وواقعا فيما إتخذ كتاب أخرون يساريون ومقربون من السلطات مسارا يعترض على مشروع 'المواطنة' الذي طرحه الإسلاميون في مسيرتهم المثيرة ويغمز بين الأسطر لصالح تجديد فكرة الوطن البديل والتخويف منها.
بالنسبة لإرشيد هذه اللعبة التي تمارسها بعض الأقلام أصبحت ممجوجة وتجاوزها الشعب الأردني والواقع والوعي الجمعي ولابد من تطوير الوعي بالحاجة الملحة لتجاوز كل تقاليد الحوار التي أصحبت من الماضي.
وبالنسبة للناشط البارز في مخيم البقعة خالد عرار فقصة الإشارة لمشاركة المخيمات في المسيرة المشار إليها تثير الإستغراب وتعكس إحساسا عاما بتكرس ثقافة التقسيم بين الناس حتى من بعض الأقلام التي يفترض انها واعية ومثقفة ومضادة للتصنيف.
عرار يسأل: كيف تم إحصاء المشاركين بالمسيرة وتحديد أصولهم؟.. ويقول ساخرا: يبدو أن أبناء المخيمات هم من لبسوا قبعة صفراء أو خضراء بألوان بطاقات الجسور أو من حملوا معهم ساندويتشة ملوخية ويضيف: هذا طرح معيب بكل الأحوال.
لكن الملاحظات الناقدة التي تعيب هذا الطرح تجاهلت وقائع أخرى ميدانية سواء عندما تعلق الأمر بحضور حافلات من شمال وجنوب المملكة أو بتمثيل الخطباء في المسيرة وعددهم 12 خطيبا لنخبة من أهم العشائر الأردنية التي يقول المؤرخ السياسي الدكتور سعد أبو دية أنها تغيرت.