ساعتان مع الأمين
في جلسة حوارية اتسمت بالصراحة والشفافية، استمرت أكثر من ساعتين مع "عمدة عمان" المهندس عبدالحليم الكيلاني، (تنشر العرب اليوم تفاصيلها خلال يومين)، خرجت بانطباعات محبطة مؤلمة مقلقة، حتى قد يصل المرء الى (غسل اليدين) من قصة محاربة الفساد، وامكانية محاصرة الفاسدين، بعد أن تغلغل في كل شيء.
الأمين ذاته، قلق، ويشعر أن الأمور ليست مطمئنة، وهو يحاول أن يعيد فتح ملفات كثيرة، ويعيد تحويل اتجاهات مشروعات مُقَرّة، ويبحث عن استثمار خليجي لدعم موازنة الأمانة، ويحاول أن يطبق ما كان يحتج عليه ويرفضه من قرارات للامانة عندما كان وكيلا، ورئيسا لأقسام عديدة في الأمانة.
المشكلة أن كل المشروعات أو للدقة معظمها، التي تحدث عنها الأمين، فيها (لكّة فساد) أو مصلحة لفلان، أو تمرير لعلان، أو تقدير خاطأ يحمل الأمانة خسائر بالملايين.
حتى النفايات التي طَفّت في شوارع عَمّان، وراءها قصة فساد، كانت تطمح لخصخصة أعمال النظافة.
تحدّث عن قوى الشد العكسي في الأمانة وخارجها، وعن بروقراطية ديوان المحاسبة، وعن قصة الباص السريع، وعن شركات اللوحات الإعلانية الضخمة، واللوحات المخصصة للسيارات والمشاة، والمحاباة لشركات على حساب شركات أخرى.
كَشَفَ ملفات فساد تحت الدراسة، اكثرها رشا، وعن ملفات في طريقها إلى المدعي العام.
لم ينكر وجبات التعيين التي نسمع عنها، والتي يتم تمريرها لمتنفذين، لكنه غَطّى معظمها لظروف انسانية، ولِما تَمرُّ به البلاد، وإغلاق باب التعيين من قبل الحكومة، كما تحدث عن موظفين لم يصلوا الأمانة منذ سنوات، وعن مستشارين تنعف بهم الأمانة دخلوا من بوابات القطاع الخاص، ومن بوابات (كل فرنجي برنجي) وحصلوا على رواتب عالية جدا.
تحدث عن كادر الأمانة الذي يتجاوز 23 الف موظف، تصل موازنة رواتبهم نحو 110 ملايين دينار سنويا، وعن العجز الكبير في الموازنة الذي اقترب من 800 مليون دينار.
لم ينف علاقة نواب سابقين مع باعة البسطات، وعلاقتهم في "حراك الامانة" وكيف يتم توظيفه لمصالحهم.
كان واضحا عندما تحدث عن مشروع شارع الفاطميين في عبدون، وعن مشروعات على طريق المطار، وعن كوفي شوبات في مشروعات سياحية ذهبت لشخص واحد وبمسميات مختلفة.
كان متألما من قرارات المحاكم وثقلها على موازنة الأمانة.
كان شفافا إلى درجة لم ينكر قيام الأمانة هذه الأيام ورغم الضائقة المالية بإعداد أغنية من كلمات أحد موظفي الأمانة، سوف يتم بثها في المناسبات الوطنية، وبتكلفة لا تتجاوز 30 ألف دينار.
وباعتراف صريح قال الامين :إن الهيكلة سبب تراجع خدمات الأمانة.
لا أريد أن أحرق الحوار الذي شاركت فيه هيئة التحرير في "العرب اليوم" ولا الاقتراح الذي قدمه رئيس هيئة المديرين الياس جريسات بتشكيل مجلس مستشارين من أصحاب الفكر في التخصصات كافة، يساند رئاسة أمانة عَمّان ولا تكون له مصالح شخصية في قراراتها الاستراتيجية التي تخدم البلاد، وتطور عمل الأمانة.