الرجال عند الشدائد يا وطن ...المصري نموذجا

بقلم د.مولود رقيبات


ان قامة وطنية ،وشخصية سياسية، تتمتع بدبلوماسية عالية وخبرات متنوعة وثقة صاحب القرار جلالة الملك عبدالله الثاني ،مثل طاهر المصري فيها ما يجمع اكثر مما يفرق، تعد في هذه المرحلة الانسب والاقدرعلى قيادة السفينة والوصول بها الى بر الآمان في مرحلة لا يمكن الانكار بانها حساسة للغاية، ودقيقة الى درجة انها تتطلب دبلوماسية من نوع راق ،عالية الافق ،ثاقبة التفكير . هذه الصفات تجتمع كلها بشخص طاهر المصري، رئيس مجلس الاعيان ،القادر على تولي رئاسة الحكومة الانتقالية للاشراف على الانتخابات المتوقع اجراءوها منتصف كانون ثان المقبل .اقر واعترف انه لا يوجد اثنان في الاردن والاقليم يختلفان على حكمة وقدرة دولته في ادارة المرحلة بعقلانية قل نظيرها في زمن يحتاج الوطن فيه للتروي والعقلانية، وتغليب المصالح الوطنية على الاجندات الخاصة والتبعيات الحزبية وامور البزنس والاثراء ،زمن يجب ان يتغلب فيه صوت العقل على الباطل والجهالة .فالمرحلة التي يعيشها الوطن اليوم خاصة بعد فشل جماعة الاخوان المسلمين في تحقيق غاياتهم من مسيرتهم التي اطلقوها الجمعة الماضية وسط البلد وتحولت لمجرد مهرجان خطابي ،والانضباط والوعي الكبيرين اللذين ميزا منظمي هذا المهرجان، وما تحلت به قوات الامن من ادراكها لمسؤولياتها الوطنية ، تتطلب بالطبع مراجعة الحسابات والتريث بالاحكام ،سيما ان بعض قيادات الجماعة اعلنت بعد المسيرة بان ابواب الحوار مفتوحة مع الجميع في اشارة على استعداد الجماعة ومعها القوى السياسية والوطنية الاخرى مراجعة مواقفها وحساباتها من عملية الاصلاح الاردنية التي تتوجها الانتخابات البرلمانية المقبلة ،وربما العدول عن قرارها مقاطعة هذه الانتخابات ،ادراكا منها "الجماعة" بان اختيار الشارع لم يعد يجدي نفعا وان بقائها خارج المؤسسات الشرعية يفقدها المشاركة في اتخاذ القرارات بعد ان تيقنت بان الانتخابات تحصيل حاصل وان الاستعدادات للانتخابات على قدم وساق، وحل المجلس يوم الخميس الماضي وتشكيل المحكمة الدستورية وتسمية اعضائها ووصول عدد المسجلين للانتخابت الى اكثر من مليوني ناخب ،كل هذه المستجدات على الساحة تستدعي من الجماعة العودة الى الحوار والتشاور لتمكينها من المشاركة في الانتخابات واقتراح التعديلات التي تطالب بها على قانون الانتخابات الحالي من خلال المؤسسة التشريعية، البرلمان القادم. هذه الظروف الموضوعية تستدعي من صاحب القرار الملك عدم الاستعجال بالاعلان عن موعد اجراء الانتخابات قليلا ،واختيار الشخصية المناسبة والمقبولة على صعيد الوطن باكمله لقيادة المرحلة الجديدة التي برزت مؤخرا . والمصري المعروف والمقبول لدى غالبية القوى السياسية من قومية ويسارية وجماعات دينية بحياديته السياسية وغيرته على المصالح الوطنية ، يعد الرقم الانسب في هذه المعادلة وفي هذه المرحلة، وهو الاقدر على محاورة الجميع والتوصل الى مشاركة اوسع و تجهيزقاعدة صلبة لعملية الاصلاح بمشاركة غالبية التيارات السياسية والاجتماعية . فالوطن ينادي رموزه وشخصياته الوطنية والرجال عند الشدائد ابو نشأت.