عمان تفكك عزلة رياض حجاب: لقاءات رسمية أمام الكاميرات ونشاط إعلامي وزوار مجهولون

بسام البدارين: لا مجال للحديث عن حوارات (إستراتيجية) من أي نوع يمكن ان تكون قد ولدت أو برزت في هوامش اللقاء الرسمي العلني اليتيم الذي حظي به رئيس الوزراء السوري المنشق والأسبق رباض حجاب في عمان.
ولا مجال بالمقابل لإستعراض معطيات جدية تتعلق بمضمون هذا اللقاء خارج إطار الصورة العلنية كهدف سعت إليه بوضوح الدبلوماسية الأردنية في ظل (صمت رهيب) يخيم على العلاقات الثنائية بين المؤسسة الأردنية ومؤسسة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

لذلك يبدو أن اللقاء العلني المصور والمتلفز بين وزير الخارجية الأردني ناصر جوده والرئيس المنشق رياض حجاب رسالة سياسية وإعلامية قد تؤدي إلى إنتاج إيحاءات من كل الأنواع خلافا لإنها رسالة تخاطب (جهة ما) خارج عمان ودمشق على الأرجح وفقا لقراءات بعض المحللين.

وكانت العلاقة الأردنية المتوترة حدوديا وأمنيا مع سوريا بشار الأسد قد تفتحت السبت على لقاء إعلامي علني بين جوده وحجاب أعاد إنتاج بعض الأسئلة فقد حظي اللقاء بتغطية من وكالة الأنباء الرسمية بترا وجلس حجاب لأول مرة في المقعد الذي يجلس عليه كبار الساسة والدبلوماسيين عندما يزورون مقر وزارة الخارجية الأردن الأنيق غرب العاصمة عمان.

وفقا لبترا ناقش كل من حجاب وجوده الأوضاع على الساحة السورية وهي صيغة تستخدم لأول مرة في الإعلام الرسمي الأردني وتوحي ضمنيا بأن عمان يمكنها اليوم – لأسباب ليست واضحة بعد- مناقشة الأوضاع في سوريا مع رئيس وزراء منشق مطلوب في دمشق بتهمة الخيانة.

جوده في اللقاء اكد على موقف الملك عبدلله الثاني بضرورة الوصول الى حل سياسي يضمن وقف نزيف الدماء في سوريا ويعزز وحدتها الترابية وبدء مرحلة انتقالية تعيد لسوريا أمنها ووحدتها وتعزز كرامة شعبها بمشاركة كافة الاطياف السياسية والمكونات الاجتماعية للنسيج الوطني السوري وتطلعاته للحرية والامن والاستقرار.

واشار جودة الى استمرار الاردن وبتوجيهات من الملك عبدالله الثاني باستقبال الاشقاء السوريين انطلاقا من واجب الأردن التاريخي تجاه أشقائه.

..هنا حصريا يمكن ملاحظة أن مسائل كبيرة من طراز وحدة تراب سوريا ومرحلة إنتقالية والنسيح الوطني الإجتماعي السوري تناقش لأول مرة بإسم المؤسسة الدبلوماسية الأردنية مع رئيس وزراء سوريا المنشق.

بنفس القياس وحسب بترا تحدث حجاب أيضا عن عمق وتميز العلاقات التي تربط الشعبين الشقيقين الاردني والسوري واهمية الدور الاردني في خدمة امته معبرا عن تقديره لجلالة الملك وحكمته وسعيه للوصول الى حل سياسي يحقن الدماء ويلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري.

اللافت ليس حصول اللقاء فقط فأغلب التقدير ان حجاب تحدث مع كثيرين في عمان خلف الكواليس بل كونها المرة الأولى التي تقرر فيها السلطات الأردنية تفكيك (عزلة) الرجل وإخراجه من مقر الضيافة السري غير المعلن للعلن وبهذه الطريقة.

قبل ذلك دخل حجاب عمان بطريقة لا زالت غامضة وعزل تماما عن كل الأضواء وأمنت له حراسة أمنية مضاعفة قبل ان يغادر عمان في زيارتين لم يكشف النقاب عنهما يقال أن إحداهما للدوحة ثم يبدأ بإستقبال شخصيات معارضة في العاصمة الأردنية كان من بينها العماد المنشق مناف طلاس .

ذلك يحصل على الأرجح لسبب فعمان ترفع به الحظر الذي فرضته على نفسها عمليا طوال فترة الأزمة السورية عندما يتعلق الأمر بالمساحة التي يمكن أن يتحرك فيها ضد نظام بشار الأسد معارضون أو منشقون .

يحصل ذلك فيما إختفت من وسائل الإعلام الأردنية موجات (الشفافية) التي إجتاحت المنطقة الحدودية وكانت تبلغ الرأي العام والعالم بحصول إحتكاكات وأحيانا إشتباكات مع جيش بشار الأسد .

كما يحصل وسط تذمر اللاجئين السوريين وتكاثر شكواهم وإنخفاض مستوى التوتر العسكري على الأقل على الحدود بين الجانبين مع عدم وجود (أي تواصل) رسمي من أي نوع مع نظام أو حكومة بشار الأسد.

لذلك يعتقد بان إستقبال حجاب والإفراج عنه وتفكيك عزلته في عمان خطوات تحصل أو ترتب لهدف حيث بدا واضحا أن حجاب بدأ يتنشط إعلاميا إنطلاقا من عمان فالرجل لديه مكتب إعلامي وناطق بإسمه يتصل بالصحافة وزوار بين الحين والأخر.