جمعة الانقاذ سبعون الفا ام سبعة آلاف !!!

العميد المتقاعد بسام روبين

الرواية الرسمية ان عدد المشاركين في جمعة الانقاذ لم يتجاوز العشرة آلاف ورواية المنظمين تشير الى ان الارقام وصلت الى السبعين الفا وهنالك بعض الجهات المهتمة بالارقام نشروا ان عدد المشاركين حوالي ثلاثين الفا, ارقام متضاربة وايا كان العدد الصحيح لأعداد المشاركين فقد أخطأ كل من وزير الخارجية ووزير الاعلام في تقزيم اعداد المشاركين وابتعدوا عن الجوهر واستمروا في التصعيد مع الجهات المنظمة للمسيرة من خلال تصريحاتهم مؤخرا بعكس جهاز الامن العام والذي دفع بالتي هي احسن فأصبح المشاركون اولياء حميمين لهم لذلك كان اداء جهاز الامن العام رائعا وحضاريا متقدما والقائمون على المسيرة كانوا على مستوى عالي من الوطنية والسلمية والانضباطية ونحن نقدر لهم جميع الاجراءات التي اتخذت من قبلهم في سبيل المحافظة على سلمية المسيرة وحضارتها وأود أن اقول هنا للحكومة ان تقزيم اعداد المشاركين لا يعني بالضرورة ان الشعب يعيش في نعيم وانه مقتنع وراضي من ممارسات الحكومة ولكن هذا مؤشر الى ان الشعب الاردني طيب ونفسه طويل وما زال يمنح الحكومة فرصة الرجوع الى الطريق القويم من خلال صمته المعبر فرئيس الحكومة واعضاء الحكومة يعرفون تمام المعرفة تردي الاحوال المعيشية واستمرار بناء مستعمرات الفساد وبطء اجراءات الاصلاح وفي ظل هذا المشهد الرقمي المتناقض نحن نأمل ونتمنى على الحكومة القادمة ان تتجاوز هذا التردي في العلاقة ما بين الحكومة وما بين الاطياف السياسية المعارضة ونتمنى على شخص رئيس الحكومة القادم ان ينفتح على احزاب المعارضة وان يقدم مصلحة الوطن والشعب على اية اعتبارات أخرى وقد اعجبني قول احد حكماء الاردن قبل يومين حين قال :"نحن لا نريد استمرار سياسة تغيير الاشخاص وانما نريد تغيير المنهج واستحداث منهج قويم يراعي المصالح الوطنية والشعبية العليا ويتماشى مع منظر الربيع العربي الجميل " بالمقابل ايضا نحن نطلب من الاطياف المطالبة بالاصلاح ان تخطوا خطوة باتجاه الحكومة وان تتوفر لديها المرونة في التعامل مع المواقف والطروحات لعل وعسى ان يكون ذلك دافعا حقيقيا للحكومة للتنازل عن كبريائها وعن الاملاءات والضغوطات الخارجية التي تتعرض لها وبذلك نفوت اي فرصة سلبية على كل من يريد شراً بهذا الوطن وشعبه ومن الخطأ الفادح ان نصنف المعارضين بأنهم يريدون شرا بالأردن بل على العكس هم يريدون كل الخير لهذا الوطن وشعبه وينادون بما يجول في خاطر معظم الاردنيين من محاربة فساد واصلاحات تدريجية وتوفير الحياة الكريمة للمواطن وانني أود أن ألمح للحكومة هنا بأن هنالك بعض الفضائيات وبعض مقدمي البرامج يسيئون للاردن ويريدون به شرا من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون لذلك يجب ان تعيد الحكومة تقييم المشهد الاعلامي وان لا تسمح لأي فضائية أو اذاعة بالاساءة الى اي ركن من اركان هذا المجتمع وأن لا تكيل بمكيالين وان تقف من الجميع على نفس المسافة وان تفرض احترام الرأي والرأي الاخر سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويمكن رئيس الحكومة القادم من انهاء حالة الانقسام والخلاف وتقريب وجهات النظر بين جميع اطياف الشعب والحكومة انه نعم المولى ونعم النصير