براءة اختراع برسم التسجيل للاخوان المسلمين

 بقلم د.مولود رقيبات

الكلمة التي القاها المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين، الدكتور همام سعيد يوم امس الجمعة امام آلاف المشاركين في مسيرة ما اتفق على تسميتها مجازا "انقاذ الوطن" تضمنت هذه الكلمة اكتشافا من نوع جديد لغالبية من استمع وتفكر بهذه الكلمات .فقد اعلن الشيخ همام خلال كلمته ان "الفساد عدونا الحقيقي ،وراينا اثاره الكارثية والكل منهوب ومسلوب ولا حرية لابناء الشعب في ظل انتشار الفساد". هذا حرفيا ما جاء في الكلمة وهو ما استوقفني ودعاني للكتابة بنوع من الاستغراب وربما ايضا بشيء من الفضول لمعرفة المزيد من ادبيات هذه الحركة التي لم نعد نفهمها ،ففي الامس القريب كان شعار الجماعة، ولسان حال مشايخها، واستراتيجيتها التي تقوم عليها منذ تاسيسها في عشرينيات القرن الماضي تقول وتؤكد للعالم كله بان عدوها الحقيقي والاول والاخير هم اليهود وانها "الجماعة "لن ترفع سلاحا الا بوجه اليهود ومحاربة اسرائيل، بالرغم من ان هذا الشعار سقط منذ عقود، والدليل ان الامة العربية وخلال عشرات السنين خاضت حروبا عدة في المنطقة مع اسرائيل ولم يقدم الاخوان المسلمون ولو شهيدا واحدا، واكتفوا طول هذه الفترة من وجودهم برفع الشعارات البراقة ،المنادية بمحاربة العدو وتحرير الارض، والتباكي على المسلوب من المقدسات الاسلامية ،وجمع الاموال لانشاء الجمعيات والمستشفيات والمؤسسات التجارية التي تدر الملايين على صناديق الجماعة المتنوعة الاطياف والمسميات .واليوم لم يبق الدكتور سعيد مستورا بعد ان اعلن على راس الملأ انهم تحولوا عن العدو ليصبح الفساد في الاردن هو عدوهم الحقيقي الواجب التصدي له وتأجيل البت في امر العدو المحدق بالمنطقة كلها وربما ان تكون هناك تحالفات وكنت حذرت من وجود مثلها ما بين الجماعة من جهة واسرائيل من جهة اخرى على درب الوطن البديل ، وما تباكي الجماعة وغيرتهم على الشعب الاردني المنهوب حسب رأيهم والاصرار على تنظيف البلد من الفساد الذي يشكلون جزءا منه ،وهذا الجزء متراكم منذ عقود ،حيث تولى بعض من قياداتهم مواقع حساسة ووزارات سيادية في الاردن وشاركوا بزراعة وتربية الفساد الاردني ان كان موجودا بالاصل ، هذا التباكي وهذه الغيرة لا تتعدى كونها مقدمة لاحلامهم النرجسية بالاستيلاء على السلطة بتوفر المليارات التي يطمعون فيها وعدم اللجوء الى الحليف الاسترتيجي الولايات المتحدة للاقتراض كما يفعل معلمهم مرسي بمصر، ولا الطلب من صناديق المعونة الاسرائلية العدو المفترض والذي استبعده همام سعيد من قائمة الاعداء ليصبح في قائمة الاصدقاء المؤجلين.

سبحان الله الواحد القهار الذي وضع في فم المراقب العام للجماعة هذه الحقيقة التي سيبني عليها السياسيون والمثقفون الاردنيون مواقفهم الجديدة بعد ان تبينوا وعلى لسان المراقب العام اعلى سلطة تنفيذية للجماعة اغفال العدو وتغليب المصالح الآنية والفرص المرحلية على مصالح الوطن الذي يزهو باستعداداته للعرس الديمقراطي المتمثل بالانتخابات النيابية مطلع العام القادم ويحدوه الامل ان تكتمل ديمقراطيته بحكومة منتخبة تمثل الاردنيين كافة وترعى مصالحهم بعد ان عرفوا ان الاصلاح ومحاربة الفساد في قاموس الاخوان لا يعدو قناعا مخزوقا بانت من خلاله انيابهم النحاسية ونظراتهم الشيطانية نحو كراسي السلطات جميعها والاستفراد بالوطن وارضاء الجيران اعداء الامس للاخوان وفرض الحلول على حساب الاردن والاردنيين .واخيرا اتوجه الى كافة القوى السياسية والوطنية الاردنية الاسراع لتسجيل براءة اختراع او اكتشاف جديدة لجماعة الاخوان المسلمين بعد ان انفضحت عوراتهم امام الالاف في مسيرة الانقاذ.