المعارضة اذ تعاقب الاسلاميين

قامت الحركة الاسلامية بفعالية5-10 منفردة مع بعض الحراكات الشبابية وارادت ايصال رسالة واضحة للنظام وللمعارضة بانهاسيدة المواقف المعارضة وانها المتحكمة بالشارع وحشوده ولكن حسابات البيدر جاءت مخالفة لحسابات الحقل
فالفعالية كانت ضعيفة حشدا وتنظيمااذ تغيرت الترتيبات باللحظات الاخيرة من مسيرة الى مهرجان خطابي
الرسالة وصلت ولكن بتاثير سلبي للجماعة الاسلامية والمعارضة الاردنية قاطبةوقد تكون ضربة قاسمة لكل الامال والطموحات المرجوة بالاصلاح ويجب على الاسلاميين التدارك للوضع بالنزول من برجهم العاجي الذي نصبوه لانفسهم وزيادة التنسيق مع باقي اطياف المعارضة خاصة وان ورقتهم الرابحة المتمثلة بالقدرة على التحشيد قد سقطت بشكل مستغرب وتداعيات هذا السقوط ستكون سلبية على العملية الاصلاحية عامة
بصراحة هذه المسيرة لا تعبر ابدا عن حجم الاسلاميين بالشارع ولكن يحسب على قياداتها القراءة الخاطئة والتوظيف السئ للاحداث
فالاسلاميين اغفلوا حقيقة ان الشعوب العربية(بعد مناظر القتل الفظيعة القادمة من سوريا)لم تعد اجواء الثورات تغريهم وان اهم عامل بانتشار الربيع العربي هو السقوط السريع للنظامين المصري والتونسي
اضف الى ذلك سوء التعامل مع الهجمة الاعلامية الموجهة ضد المسيرة ولعل اخطر التداعيات السيئة ظهور مستوى الشرخ العميق بين قيادات الاخوان ومتخذي القرار فيها فسمعنا تصريحات عقلانية محنكة من السيد حمزة منصور وقرانا تصريحات هوجاء ةتسميات منفرة من بعض القيادات وخاصة السيد زكي بني ارشيد التي اثرت سلبا على نجاح الفعالية
لنعد الى الوراء قليلا
قاد القوميين واليساريين احتجاجات المعلمين المطالبة بنقابة لهمافاقاموا اعتصاما على الدوار الرابع(ليس بعد صلاة الجمعة ولا بالشوارع الضيقة) ومعروف للجميع الدعم منقطع النظير الذي قدمه الاسلاميين للتحشيد في هذه الفعاليةحيث كانت الحركة العمود الفقري للاعتصام واستطاعوا جمع ما يقارب عشرون الف شخص على الدوار الرابع
ونتيجة لذلك حقق المعلمون اهدافهم في نقابتهم
ومن هذا نرى ان التفرد الذي اتبعه الاسلاميين ادى الى ردة فعل عكسية وان الاستئثار باهتمام النظام الذي سعوا الى تحقيقه قد ذهب ادراج الرياح فيجب على على الحركة الاسلامية ترتيب اوراقها والقفز فوق نقاط الاختلاف مع اطياف المعارضة الاخرى والا ستكون فعاليتهم يوما مسيرة(اكلت يوم اكل الثور الابيض)