قف....... عذرا ايها الاخوان اللعبة انتهت

بقلم الدكتور مولود رقيبات

غدا الجمعة الخامس من تشرين اول ،بعد ان تطفىء عمان مصابيحها تطل علينا شمس يوم خريفي مشمس وسماء صافية كصفاء نفوس الاردنيين الاطهار، يخرج الناس في اعمالهم واشغالهم يتمتعون بحرارة الايام الاخيرة من ذيول الصيف العماني ،ويذهب الاطفال الى الحدائق في يوم عطلتهم وكعادتها تكتض الساحات وسط عمان بالزوار والمتبضعين( المتسوقين)، وفي الوقت نفسه تخرج بعض الجماعات من جحورها تلبس الثياب والعمائم تتباهى في مسيرة سمردية تنفض عنها روائح العفن المتراكمة على اطراف ثيابها منذ عقود، لتلتقي مع خفافيش الليل التي تختبئ في الكهوف وبين الصخور العمانية لتشكل فيما بينها فريقا من المتشمسين والمتحمسين للعبث في الشوارع ومضايقة المارة بعد صلاة الجمعة المباركة .

على هذا النحو يتصور الاردنيون مسيرة الزحف المقدس التي تصر جماعات الظلال من اخوان وجبهات عمل تدعي اسلاميتها على تسييرها يوم غد الجمعة بعد الصلاة وتناست هذه القوى بانها ستصطدم بالمفاجأة الكبرى حين تواجه جدار الاستنكار الشعبي العريض الذي ترتفع عليه عبارات قف..... عذرا ايها الاخوان، كما هي اشارات المرور التي ترافق المسيرة وتنبه الى التزامها بمسير واضح لا يعيق كثيرا حركة السير والمارة، نعم هذا هو الشعار الذي سيرفعه احرار الاردن، ليس فقط في عمان ،بل في ارجاء الوطن مدويا عاليا محذرا من التتابع القريب الذي يشكل الخطورة .

سيرفع الاردنيون هذا الشعار، مطالبين قوى الظلام وخفافيش الكهوف بالتوقف وابلاغهم بان الوقت للتسويف انتهى وان اللعبة انتهت .ستعلم هذه الخفافيش ان شعاراتها على مر العقود الطويلة لن تنفعها ولن تسعفها في كسب التأييد الذي تدعي، ولا القدرة بعد اليوم على البقاء في الشارع كما يحلو لها ،لان للشارع اهل ورعاة وهو ليس ملكهم وحدهم ،علما ان الكثيرين اعلنوا ذلك من قبل. غدا يذوب الثلج ويظهر ما تحته وتتكشف خيوط اللعبة ويتضح الحجم الحقيقي لهذه الجماعات التي تناسل بعضها من بقايا التاريخ القديم والاخر من جبال تورا بورا في افغانستان مصابة بغرور النصر في ميادين القاهرة وساحات تونس ، غدا يعرف الاردنيون ان ما كان يظنه الاخوان حقيقة لم يتجاوز الاوهام،وانه مهما كثرت الاعداد المشاركة في مسيرتهم لا تتعدى كونها ارقام لا تسمن ولا تغني من جوع.

سبق وكتبت بان لا خوف من المسيرة الاخوانية بالرغم من الضجة الاعلامية التي يحبذ الاخوان اثارتها حولهم وهنا اعود لاؤكد بانها تصطدم بهذا الجدار الشعبي الوطني الرافض لكل ما يحيك ويدبر التنظيم الاخواني العالمي للوطن العربي بحماية ودعم اجنبي معروف واهداف واضحة. غدا سينتهي دور الشعارات الطنانة التي سيطرت شهورا ليرتفع شعار قف...... اللعبة انتهت ويستمر موكب الاصلاح والبناء على الطريق الصحيح.