لا خوف من مسيرة الجمعة الاخوانية

بعد ان عزمت جماعة الاخوان المسلمين على تنفيذ مسيرتها اليتيمة بمفردها يوم غد الجمعة والتي اعدت لها اعدادا اعلاميا كبيرا كعادتها في حب االظهور الاعلامي ،وحشدت لها بالتجييش من خلال الرسائل النصية والتعميم على النقابات وتوزيعها للطواقي بدل العمائم على اعضائها، نستطيع القول بان الجماعة واطقمها الاخرى من كورس العزف في جبهة العمل الاسلامي لن تحقق الهدف الذي تسعى اليه منذ انطلاقتها في عشرينيات القرن الماضي باقامة الدولة الاخوانية القائمة على سحب من الخيال البعيدة عن الواقع حتى الارضي واقرب ما تكون الى احلام المريض اثناء عملية جراحية ،ولن يتمكن الاخوان في هذه المسيرة اثارة الفتنة التي يتوقعونها بين ابناء الوطن الواحد بالاصطدام مع صوت العقل الذي تمثله مسيرة اخرى دعا اليها الغيورون من ابناء الوطن للتعبير عن ولائهم للقيادة الهاشمية والتفافهم خلف جلالة الملك في مسيرة الاصلاح الحقيقي التي يقودها جلالته. 

في مسيرة الغد سنرى طقا للفناجين ولكن لن نرى قهوة بعد ان سمعنا على مدى اسابيع جعجعة الاخوان في الحشد والزحف المقدس، وستسقط غدا اخر ورقة توت عن عورة الجماعة بعد ان انكشفت عن عورات التنظيم كله بعد احداث مصر وتونس واستيلاء التنظيم على السلطة هناك والتوجه بالبلاد الى المجهول، نعم ستسقط غدا كل الادعاءات الفارغة التي حاولت الجماعة على مدى عامين تسويقها على الاردنيين في حرصها على اصلاح البلد واعادة اموال الشعب المنهوبة وثرواته المسروقة ،بعد ان يرى العالم النسبة الضئيلة من العدد خمسين الف الذي ادعاه الاخوان لمسيرتهم . كنا نتمنى ان تلتقي المسيرات جميعها على حب الوطن ومراعاة مصلحة الشعب اولا واخيرا ووضع الخلافات السياسية والحزبية والمصالح الشخصية والارتباطات الخارجية جانبا والانخراط في لوحة شعبية واحدة في مسيرة الخير والبناء للوطن ،ولكن وامام تعنت الجماعة بما تمثله من اقلية ضئيلة في الشارع واصرارها على التفرد بمسيرتها لا نجد قوة ولا حول الا القول العودة عن الخطأ فضيلة يا اصحاب الفضيلة والفرصة ما زالت امامكم وانتم تشعرون وتستشعرون موقف الشارع الاردني باصقاعه كلها من مغامرتكم الفاشلة وندعوكم للاستجابة لصوت العقل والصواب والاصلاح الذي يقوده الملك والشعب الاردني، بعيدا عن التجييش والاستهتار بمشاعر الناس ورغباتهم، وانتم العارفون كما الجميع ان خطوتكم هذه لا تتعدى استعراض العضلات قبل الاسحقاق الوطني باجراء الانتخابات النيابية والمضي في المسيرة الديمقراطية، لن تعيد لكم مثل هذه الخطوات التي تشبه الحراث في البحر اعتبارا في الشارع ولن تضفي على تنظيمكم الشرعية بالشارع الذي تصرون البقاء فيه تبتعدون عن قضايا الوطن، وتتنصلون من المشاركة في بناء الدولة من خلال مؤسساتها ،مما يدلل اما على عجزكم الموروث، واما عن عدم رغبتكم في تحمل المسؤوليات الوطنية والاستجابة لمتطلبات المرحلة التاريخية للوطن .
الضجة الاعلامية التي اثارتها جماعة الاخوان حول هذه المسيرة ستنتهي بعد ظهر غد الجمعة، وسيتطاير غبارها ليذر عيون الجماعة ليزيدها عمى على عماها وعزلة الى عزلتها بعد ان يتقين الجميع ان الاخوان ليسوا الا ارقاما يتباهون فيها من خمسين الفا الى مائة الف والى مليونيات الفيس والتويتر، وهي بالتالي ارقام ولكن يبقى الوطن والشعب اهم من الارقام ما دام الصفر فيها اللاعب الرئيس. لن تأتي المسيرة "الاخوانية" غدا باضافة جديدة الى سجل مسيراتها السابقة ولن تزيد الاردنيين الا اصرارا على موقفهم بالمضي قدما نحو الاصلاح غير ملتفتين لدعوات الاخوان بعد ان انقشعت عنهم كل الغيوم وآثروا الشارع والشهرة على الوطن ومصالحه ،وما دامت هذه هي اهداف مساعيهم فلا خوف على الاردن من مسيرتهم غدا.