المغامرون ومصير الغالبية

نلتقي كثيرا في حياتنا بالعديد من أشكال المغامرة والمغامرين، واغلب الناس يعشقون متابعة المغامرات و مشاهدتها و الحديث عنها, وذلك لكونها تحمل في طياتها شيئا جديدا يخالف الروتين و يسبب حالة من الإثارة للمغامر و للمتابعين. و كثيرة هي حالات النجاح التي شهدتها ساحات المغامرات و كثيرة هي حالات الفشل أيضا. و كم من انسان دفع حياته ثمنا لمغامرة لم يحسب عقباها. ولكون المغامرة تخاطب ابداع شيء جديد فعلى المغامر أن يوازن ما بين قيمة الغاية من نجاح المغامرة و ما بين مخاطرها، فإن كانت قيمة المخاطر أكبر فعليه أن يتراجع عنها. فعلى المغامر أن لا يلجأ للمغامرة بأي ثمن لأنه عندها تصبح ضربا من ضروب الفوضى و الانتحار. واحيانا يقف العقلاء عاجزين عن ثني هؤلاء المغامرين عن مغامراتهم غير المنطقية وغير المحسوبة والخطرة إلا من خلال الاستعانة بالإطار الاجتماعي أو القانوني والتي تعتمد شدتها على مدى الخطر ومدى تأثيره على الأخرين.
و من المؤكد ان المغامرة ليست حكرا على الفرد وهي متاحة للجماعات بكافة أشكالها فقد تكون دولة مغامرة وقد تكون عشيرة من الدولة و قد تكون عائلة من العشيرة و قد تكون ائتلافا سياسيا او حزبا من ائتلاف و قد تكون طائفة دينية و قد يكون تيارا من الطائفة. واذا بقينا داخل حدود الدول فإنه لا يحق لأي مكون من مكونات المجتمع اللجوء إلى مغامرة قد تلحق الأذى والخطر بباقي مكونات المجتمع الأخرى، بل لا يحق لأي فئة وان كانت أغلبية أن تتبنى اية استراتيجية قد تلحق الأذى بأي فئة أخرى حتى وان كانت اقلية. وعمليا لا يوجد هناك أية أغلبية حقيقية متناغمة الى حد الوفاق التام. كفى تضليلا للرأي العام وكفى ركوبا على جراح الناس و حاجاتهم كفى تزويرا لإرادة الشعب. كفى استخداما للهرم المقلوب في تجيير كل معاناة الناس واستغلالها للمصالح و الاجندات الهوائية التي تحركها الرياح الموجهة من مكان إلى آخر.
الشعب الاردني لا يريد برنامجا مغامرا ولا يريد مغامرين يضعون أمنه المجتمعي في خطر. الشعب الاردني لا يريد حريقة مراحل. الشعب الاردني لا يريد أن يحرق الاخضر و اليابس من أجل اجندات مستوردة لا تمثل تطلعاته. الشعب الاردني يريد اولوياته هو وليست اولويات فئة او جماعة او حزب او عشيرة.
الشعب الاردني لا يريد أن يرسم مستقبله و مستقبل ابنائه مغامروون