قائمة المرشح الواحد
يأخذ الزميل جميل النمري على القائمة الوطنية على أنها مغلقة، بما لا يتيح التفاهم، بين مكونات القائمة، ولذلك يطالب أن تكون مفتوحة، وبالتالي يتحول التصويت إلى شخص بعينه وليس للقائمة، وهو مأخذ عليه لا على القائمة، لأن فلسفة القائمة تقوم على نكران الشخص المرشح، ويتم الانحياز للقائمة - البرنامج، وهو ما فرحنا له وتباهينا به، لأنه تقليد غير مسبوق في الأردن.
ومع ذلك، لو سلمنا جدلاً، أن القائمة تعني شخصاً بعينه، وهو رأس القائمة، فذلك أفضل من مرشح الدائرة المحلية، ومرشح الكوتا، فنجاح شخص واحد من كل قائمة بإسم قائمة، هذا يعني أن هذا المرشح الذي جلس على رأس قائمة من 27 مرشحاً، أنه أولاً إستطاع تشكيل قائمة من 27 مرشحاً من جميع مكونات الأردنيين، وقفوا إلى جانبه ودعموه وسمحوا من خلالهم كي ينتخبه الأردنيون من كافة مواقعهم من أحياء المدن وقرى الريف وبوادي المملكة ومخيماتها، وهذا يعني أنه نائب وطن وليس نائب حارة أو طائفة أو عشيرة، فالحارة تحتاج لمختار، والطائفة تحتاج لرجل دين، والعشيرة تحتاج لشيخ، ولكنهم جميعاً يحتاجون لنائب عن الأردنيين الناخبين، ولكل الأردنيين.
أشكر صديقي جميل النمري فقد نبهني لأهمية أن يشكل مرشح قيادي، لقائمة وطنية من 27 مرشحاً، كي تنال القائمة مقعداً واحداً في البرلمان على الأقل، فهذا مصدر قوة للنائب، لأنه نائب وطن يستحق أن ينال شرف منح الثقة لحكومة أو حجبها عنها، ويستحق صوته الاعتبار حينما يقول رأيا بقانون، وعندما يخفق في تأدية دوره البرلماني، سيكون مكشوفاً للأردنيين على مستوى الوطن، لأنه يستطيع رشوة عشيرة أو حارة أو طائفة ولكنه لا يستطيع خديعة وطن ورشوة وطنيين على مستوى الأردن بمدنه ومخيماته وأريافه وبواديه، وهكذا ستتم معاقبته في الدورة المقبلة، بحجب الأصوات عنه وعدم عودته لمجلس النواب.
حزب البعث العربي الأشتراكي قد يشكل قائمة تستحق الأحترام تحت إسم له دلالة عميقة عنوانها «قائمة الشهيد صدام حسين» إذا إتخذ قراراً بالمشاركة، وحزب البعث التقدمي قائمته ستكون «من أجل حماية سوريا» ودعمها ووحدتها وقائمة ثالثة ستخوض المعركة تحت عنوان «حق العودة» وقائمة رابعة ستحمل عنوان «قائمة رفض الوطن البديل» وهكذا سنجد أنفسنا أمام قوائم تحمل عناوين ومواضيع سياسية عميقة الدلالة تعكس موقفاً سياسياً سينحاز لكل منها قطاع من الأردنيين.
ولكن هؤلاء الذين سينحازون لقائمة الشهيد صدام حسين أو قائمة العودة أو دعم سوريا يمثلون الأردنيين في البوادي والأرياف والمخيمات والمدن وهنا تكمن أهمية القائمة الوطنية حتى ولو مثلها نائب واحد في البرلمان.
h.faraneh@yahoo.com