الباص السريع يعود الى الزرقاء بعد غياب
فجأة يعود الباص السريع بعد طول غياب إلى واجهة الأخبار ثانية ,ولكنه ليس باص عمان المعروف بـ «باص التردد السريع» الذي سوّق باعتباره «حافلات ذات سعة عالية تسير على مسارب مخصّصة وبمواعيد ثابتة ومستوى عال من الخدمات ،ومحطات حديثة تسهّل على المستخدم الانتقال بين وسائط النقل العام المختلفة،ويتميز بطاقة استيعابية لنقل أكثر من ستة الآف راكب في الساعة ، وحافلات مزدوجة تتسع لأكثر من ١٢٠ راكبا تسير وفق تردد أقل من ثلاث دقائق.
وفجأة أيضا يختفي الباص, وتبقى الجزيرة الوسطية على امتداد نفق الصحافة وشارع الجامعة الأردنية باتجاه صويلح شاهدا على غيابه وحضوره ,وعلى الازمات التي لم تنته ,فلا حافلات مزدوجة كما قيل في جدواه ,ولا «نظام دفع الكتروني عصري يمكن المستخدمين من دفع التعرفة قبل الصعود إلى الحافلة،ونظام معلومات للمستخدمين بأوقات وصول الحافلات وخدمة تخطيط الرحلة ومواقف ومجمعات حديثة للمركبات.
وكما غاب باص التردد السريع ,كذلك اختفى «القطار الخفيف «بين عمان والزرقاء ,فلم يعد هناك داع لسكة حديد و14 محطة يتوقف فيها بتذكرة أقل من دينار ناهيك عن ما قيل حينها ان القطار رغم «خفته» فسيوفر بين 2000 و 2500 فرصة عمل خلال فترة تنفيذ المشروع و 600 وظيفة دائمة لتشغيل المشروع بعد تنفيذه .
ويعود الباص السريع الى الزرقاء ثانية ,ويقول وزير النقل هاشم المساعيد في تصريح لـ «الرأي» ان موضوع الانتقال الى الباص السريع بدلا من القطار الخفيف ليس مفاجئا بل كانت فكرة طرحت قبل نحو عامين قبل ان تبدي مجموعة طاهر انفست استعدادها لتنفيذ المشروع.
ويزيد الوزير ان قرار التحول الى الباص السريع اتخذ بعد تعثر المستثمر الطاهر من الايفاء بشروط المشروع ويؤكد الوزير ان مشروع باص التردد السريع اقل كلفة واسرع من حيث الانجاز.
ويتساءل مواطنون .. عن ماهية الاسباب التي دفعت وزارة النقل الى الانتقال المفاجئ للباص السريع على خط عمان الزرقاء علما ان سكان العاصمة ذاقوا الأمرين على مسربي الطريق طوال أكثر من ثلاثة أعوام ويزيد ,ووصفوا الباص بتجربة فاشلة تستوجب حذرا شديدا في تكرارها بين المدن الأردنية .
ويقولون أن مشروع الباص السريع بين عمان والزرقاء يتطلب استملاكات جديدة على جنبات الشارع من عمان وصولا الى الزرقاء وتنفيذ اعمال بنى تحتية قد تدوم شهورا وربما سنوات مع عدم ضمان تشغيل المشروع ، أو إعلان فشله أو تعليقه أسوة بمشاريع سابقة، أو عدم جدواه .
ويوضح المساعيد ان الحكومة ستطرح عطاءات تنفيذ المشروع عقب استكمال الدراسات اللازمة ,والمشروع سيكون وسط الاتوستراد ويتطلب استملاكات يصفها بـ «البسيطة».
ويبدو ان اطرافا كثيرة في معادلة النقل العام اكتشفت ان «الباص السريع» أسرع من القطار الخفيف من حيث التنفيذ وسرعة نقل الركاب على طريق عمان الزرقاء بيد ان مهتمين في هذا القطاع يتساءلون فيما سينجح مشروع على اكثر شوارع المملكة اكتظاظا بالسيارات بطول 25 كيلو مترا بعد انتكاسته بطول بضعة كيلو مترات داخل عمان وبعد استكمال نصف بنيته التحتية.
احتارت الحكومات المتعاقبة مثلما احتارت عقول الناس بين ان يكون مشروع النقل العام بين عمان والزرقاء قطارا خفيفا أم باصا سريعا حيث مر وقت طويل ومثل هذه المشاريع ورق في الأدراج .. فلا القطار عاد خفيفا ولا الباص مر سريعا وكل ما يبدو للعيان هو وعود تليها وعود وباصات تتبعها باصات فيما مشقة الازدحام المروري صيفا هي الثابت على الطرقات.