الاسلاميون وديك غوغول
منذ انكشاف الغزل الأمريكي - الإسلامي وما هو اكثر من ذلك في ساحات عربية معروفة، وإعلان الرئيس المصري احترامه لاتفاقيات التعاون مع العدو الصهيوني والجمهور العربي عموما يواجه تحديات مركبة في مواجهة الفساد والاستبداد، من جهة، ولقطع الطريق على الإسلام الأمريكي، من جهة ثانية.. وفيما يخص الأردن فان هذا الجمهور مطالب اليوم بمهام مزدوجة جديدة، فمن جهة، عليه البرهنة أن الإسلام السياسي الأمريكي لا يسيطر على الشارع، مما يستدعي التسجيل في قوائم الانتخابات البرلمانية لكشف الحجم الحقيقي لهذا الاسم.. ومن جهة ثانية لا يجوز التراخي في الكفاح الشعبي المتواصل من أجل إصلاح ديمقراطي حقيقي وحياة وقوانين انتخاب ديمقراطية، مما يستدعي الالتزام بشعار (أسجل ولا انتخب).. وبين هذا وذاك، يحشد الإسلاميون قواهم لمسيرة كبرى يقولون انها ستتجاوز الخمسين الفا من أتباعهم، وهذا من حقهم، بيد أن هذه المسيرة كما تظهر أرقام المسجلين، لم تعد ذات قيمة وأهمية وستعكس ضعف الأخوان وحجمهم الحقيقي لا قوتهم التي تبالغ أوساط رسمية بها أكثر من الإسلاميين أنفسهم، وتثير (الهلع) لابتزاز ألأوساط الشعبية ووضعها تحت إبطها. فالإسلام السياسي في الأردن هو أضعف حلقات هذا الإسلام في المنطقة.. ومن المستغرب أن لا يفكر القوميون واليساريون بحشد مماثل ، وبامكان الأوساط الثقافية، وهي أوساط تقدمية في غالبيتها الساحقة أن تحشد الآلاف أيضا تحت عنوان (تقدميون ضد الرجعية والظلامية). ومن المتوقع والمفهوم أن تضم مسيرة الإسلاميين الكبرى عائلات بأكملها، رجالا ونساء وأطفالا كما مسيرات المحطة وصويلح.. مقابل ذلك وفي لعبة الأرقام فان عدد المسجلين للانتخابات البرلمانية الوشيكة تعدى حاجز نصف الناخبين ويقترب من المليونين دون أطفال.. ولو حذفنا نصفهم تقريبا لأسباب مختلفة وأبقينا على مليون مسجل وأجرينا مقارنة بين المسيرات الإسلامية العتيدة المنتظرة (عشرين أو ثلاثين أو خمسين الفا) وبين المليون المسجل ، فان الفرق شاسع ويؤكد أن الشارع خارج سطوة الإسلاميين. وعلى الجميع أن يفهم هذه الرسالة جيدا، وأولهم سفارات الأطلسي (أمريكا وفرنسا وبريطانيا) وثانيهم بعض أوساط (الربيع الإسلامي) وما يراد له على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، وثالثهم الأوساط الإسلامية نفسها التي قد يحدث معها ما يذكرنا بما كتبه الأديب الروسي، غوغول حول الديك الذي كان يعتقد أن الشمس لا تشرق بدونه وعندما غط ذات يوم في نوم عميق واستيقظ متأخرا، اكتشف ان الشمس قد أشرقت بدونه.. ومن قبل ومن بعد، ما الذي تبقى عند الإسلاميين لحشد الناس معهم، بعد ان اعلن مرسي في مصر احترامه لكامب ديفيد، وبعد ان اكد الناطق الرسمي باسمهم في سورية ملهم الدروبي، لقاءاته مع برنار ليفي، مهندس ثورة الناتو في كل مكان والمستشار الأول لرئيس وزراء العدو، نتنياهو. |
||