الى جماعة الاخوان المسلمين في الاردن


لا يحق لأي شخص كان، فئة ، حزب أو جماعة أن يمتطي سنام الدين الإسلامي أو غيره من الأديان ، ليرهب الناس في سياقات العمل السياسي ، أو في السعي لإحتلال سدة الحكم ، خاصة في زمن التقنيات وفي وبلد تلاشى فيه الجهل والجهالة وكما يقال ( أن درء المفا سد أولى من جلب المنافع)، لكن شهوة الوصول إلى الحكم التي تبحث عنها جماعة الاخوان المسلمين أفقدتها عقلانيتها وأصبحت في ألآونة ألأخيرة في حالة من التخبط الملحوظ للجميع واصبحت نوايهم مكشوفه للجميع وخاصه بعد الخلافات الداخليه بينهم, فهم يعطون الحق لأنفسهم ثم في ذات اللحظة ينكروة علي غيرهم في نوع غريب من أنواع الشيزوفرينيا الفكرية التي تدل علي حقنا في إنعدام ثقتنا دائما في خطاب الأخوان المسلمين لأنه كالحرباء القادرة علي التلون في أي وقت لمجاراة الواقع.
لكني اقول لهم هل ردّ الجميل الى الاردن يكون عن طريق التهديد والوعيد بدل المشاركة في تطوير التجربة التي يمرّ بها البلد في ظروف اقليمية في غاية التعقيد؟ الاكيد ان التظاهرات التي يرافقها تهديد باللجوء الى العنف لا تحلّ اي مشكلة في الاردن، لا لشيء سوى لانّ الملك عبدالله الثاني اتخذ منذ البداية قرارا باجراء اصلاحات واسعة على كلّ صعيد. ولقد ادخل جلالة الملك حديثا تعديلاعلى نحو اربعين مادة من الدستور الاردني؟ والقاريء لما تضمنته هذة التعديلات يتأكد من ان الهدف من الاصلاحات تعزيز الديموقراطية والقضاء، قدر الامكان على الفساد والمساهمة في الوقت ذاته في تطوير التجربة الديموقراطية في بلد يواجه سلسلة من التحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي.
نعم هناك فساد وهناك تقصير في بعض الادارات وهناك مشكلة اقتصادية كبيرة في بلد لا يمتلك نفطا ولا ثروات طبيعية ويعتبر بين الافقر في العالم من ناحية مصادر المياه. ولكن من ينظر الى الصورة الشاملة يكتشف ان الاردن استطاع التقدم على كل صعيد، خصوصا في مجال تطوير الانسان. هناك حياة سياسية غنية ، الى حدّ ما طبعا، وذلك منذ أن اتخذ جلالة الملك الحسين رحمة اللة قرارا بالعودة الى الحياة النيابية والحزبية. وجرت في العام 1989 انتخابات نيابية حقق فيها الاسلاميون نتائج طيبة. لم تقف مؤسسات الدولة في وجههم، بل احتضنتهم ودعتهم الى المشاركة في كل القرارات، التي اقتصرت للمرة الاولى على الضفة الشرقية، والقرار الذي اتخذه الملك الحسين في تمّوز- يوليو 1988 والقاضي بفك الارتباط مع الضفة الغربية، ووضع الملك الحسين رحمة اللة حجر الاساس للدولة الفلسطينية المستقلة وذلك برسمه حدودها. لم يكتف جلالتة بذلك، بل ذهب الى توقيع اتفاقية سلام مع اسرائيل حفظ بها للمملكة الاردنية الهاشمية حقوقها في الارض والمياه في العام 1994 ، فعل ذلك لتأكيد على ان الاردن ليست الوطن البديل وان وطن الفلسطينيين هو فلسطين. بالإضافة الى ذلك كلة استطاعت الاردن ان تقف ثابتة صامدة صابرة في وجة كافة العواصف العاتية التي مرّت بها المنطقة.

لكني اقول هل ستبقى أوضاع الاردن مرهونة بصراع ثنائي ما بين الجماعة والدولة !! ،
لكن المطلوب من الحكومة والاحزاب وخاصة حزب الاخوان المسلمين الإحتكام للجلوس على الطاولة وان تقدم تنازلات من الجميع من اجل مصلحة الاردن فالأردن غالي فلا نفرط بة مهما كانت المباديء او الطموحات.