هذا نص رسالة ليث شبيلات لمدير الامن العام
وجه المعارض الأردني البارز ليث الشبيلات رسالة مفتوحة لمدير الأمن العام يناقشه فيه بمضمون موقف المؤسسةالأمنية بخصوص الإبتعاد عن التواجد في محيط مسيرة ضخمة يجهز لها الأخوان المسلمين .
وطالب الشبيلات مدير الأمن العام حسين المجالي بالقيام بواجباته في الخصوص محذرا من فتنة في البلاد.
وفيما يلي تنشر القدس العربي نص الرسالة :
الأخ الفريق حسين المجالي
مدير الأمن العام المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،
الموضوع: يوم الجمعة 5-10-2012 عند الامتحان يكرم المرء أو يهان
ما قالة بلغتنا من أكثر من جهة، كان آخرها ما أسر به لي أحد الشخصيات الوازنة ممن هم أقرب إلى ما يسمى بالموالاة التقليدية في بيت عزاء الدكتور الفاضل المرحوم عبد الرحيم ملحس أمس، ومفاده أنه عندما سألك عن صحة ما يروج من أن الأمن العام لن يقوم بالفصل بين تجمعين كبيرين من المتظاهرين المختلفين يوم 5-10-2012 لم يرتح إلى إجابتك غير الحاسمة في موضوع هو من صلب اختصاصك ولا يتحمل مسؤوليته غيرك.
أنا لست مشاركاً في فعاليات ذلك اليوم لأسباب تتعلق بعدم ثقتي ببرامج السادة الاخوان المسلمين حيث يحشدون "لجنازة حامية .
ولكنهم يمارسون حقهم كمواطنين ومن حقهم عليك وحدك أن تضمن أمنهم لا أن تسكت عن كل الترويج المهدد الذي وصل إلى القول بأن الأمن سيتنحى جانباً تاركاً الطرفين وجهاً لوجه، طرف يحظى برعاية السلطة الضمنية وفيهم كثير ممن يشتركون مع بعض المسؤولين في كونهم من أصحاب السوابق وطرف يضطهد ويرهب لمطالبته بمعالجة السرطان بماذا؟ بالأسبرين !
أخي حسين
إياك ثم إياك أن يجرك أحد لمخالفة القسم الذي أقسمته عندما توليت مسؤولية أمن مجتمعنا فتسقط سقوطاً ذريعاً لا سمح الله بعد أن كنت أقرب للنجاح من غيرك. فابق على درب الأمانة والشرف وإياك ودرب خيانة مسؤوليات منصبك. فلو حدث يوم الجمعة ما يثبت صحة ما انتشر من أقاويل فإنك وحدك المسؤول الأول (كنت أتمنى أن أخاطب بهذا اخانا وزير الداخلية لو كانت الحكومة تمارس حقاً واجباتها الدستورية إذ يفترض أنه هو المسؤول الدستوري الأول عن الأمن الداخلي لو أراد) . فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وأية معصية أعظم من التغاضي والسماح بوقوع فساد البين بين الناس بينما يعادل إصلاح ذات البين بين شخصين عبادة ستين عاماً.
المشكلة الأمنية لم تبدأ بعد في الأردن، فالشعب للأسف لا تحركه مطالب سياسية بل الجوع والحرمان والضنك، ولم تكن الحلول السياسية المجتزأة فيما سبق إلا أدوية فاسدة كانت تعطى لشعبنا كل ماتحرك. ولكن "ليس كل مرة تسلم الجرة” إذ لن ينفع أي دواء سياسي عند الانفجار الاقتصادي القادم وسقوط العملة اللذين لا يتغافل عن استشراف حدوثهما إلا أحمق أو كذاب.
الوضع يغلي غلياناً ! ولكن ! تتصدى له من جهة مطالبات علاج "أسبرينية ” بسيطة يقابلها من جهة أخرى عدم اهتمام …والستر على الله.
إن المسؤولية تقتضي منك أن تعقد مؤتمراً صحفياً سريعاً تطلع المجتمع فيه على خطتك الأمنية لضبط الأمن وحماية حقوق كل المعبرين عن آرائهم يوم الجمعة . وإن عدم فعل ذلك يزيد من تخوف الناس من صحة ما يروج عن نوايا غير حميدة عند الأمن العام.
كلي ثقة أنك ستتصرف إن شاء الله بما يليق بسمعتك .
مع المحبة والسلام
أخوك
المهندس ليث الشبيلات