قيادة الظل الأخوانية ردا على الوطن البديل: الأردنيون من أصل فلسطيني لا يطمحون بالحكم وخلافنا على الملك وليس معه

جاء تأكيد القيادي المهم في حركة الأخوان المسلمين الأردنية نبيل الكوفحي على أن الأردنيين من أصل فلسطيني ليسوا معنيين بأي مشاريع لحكم الأردن في سياق الرد المباشر والأول عملياعلى اللغز الأكبر في سياق خلفيات التحريض على الحركة الإسلامية.
الكوفحي وهو نجل القيادي التاريخي لجماعة الأخوان المسلمين في مناطق شمالي الأردن أحمد الكوفحي وأحد أبرز قيادات الظل في كواليس الجماعة الأخوانية وجه رسالة جريئة الثلاثاء بخصوص الإتهامات الباطنية للجماعة على هامش ندوة حوارية في أحد منتديات الشباب.

بداية تصدر الكوفحي عملية رد غير مباشرة على رئيس مجلس النواب الأردني عبد الكريم الدغمي الذي ربط بين طرح تعديلات دستورية ومشروع تأسيس الوطن البديل في المملكة.

هنا حصريا شدد الكوفحي على أن الشكل الحالي للنظام السياسي في الأردن (لا يحمي) من الوطن البديل خلافا لما قاله الدغمي معتبرا أن الفئة الإجتماعية المتهمة بالوطن البديل (يقصد أردنيي الأصل الفلسطيني) لها قضية لن تنساها وهي فئة لا يوجد لديها أي طموح بحكم الأردن.

وخاطب الكوفحي حضور الندوة قائلا : أتحدث بإسم هذه الفئة فهي لا تطمح بالحكم في الأردن فلا تقولوا لي بأن الوضع الحالي لنظام الحكم سيقود إلى الوطن البديل معتبرا أن الوطن البداية هي الفزاعة الثانية التي تحاول عرقلة الإصلاح السياسي الجذري والحقيقي فيما الفزاعة الأولى هي تحول السلطة إلى الحركة الإسلامية قائلا بأن الحركة لا تطمح بالسلطة والتحكم بها وخلافها {على الملك وليس مع الملك} .

ويشار إلى ان الكوفحي عمليا من أبرز المسئولين في الحركة الإسلامية الأردنية عن الإتصالات الدولية والشئون الخارجية ومن قيادات الظل التي لا تتصدر المشهد الإعلامي بالعادة وتزهد بالأضواء.

لذلك إنطوى حديثه الذي نقلت مضمونه صحيفة عمون على رسائل قوية غير مباشرة يرد فيها الأخوان المسلمون على سلسلة عمليات التحريض الجهوية والإقليمية التي تستهدفهم قبيل مسيرة مثيرة للجدل يفترض أن تنظم ظهر بعد غد الجمعة.

ويمثل الكوفحي حلقة قيادية مهمة في داخل التنظيم الإسلامي شمالي البلاد وينتمي إلى عشيرة مهمة في الشمال وهو نجل عضو البرلمان الأكثر حصدا للأصوات في تاريخ الإنتخابات الأردنية وهو الدكتور أحمد الكوفحي.

ويبدو أن الكوفحي الإبن تحدث بصراحة عن هذا الموضوع المسكوت عنه بعدما حذر الدغمي من أن المساس بالصلاحيات الملكية بموجب تعديلات دستورية يريدها الأخوان المسلمون سيؤدي في النهاية إلى الوطن البديل.

وكان الدغمي قد حذر علنا من أن الأردنيين إختبروا النظام الحالي الذي كان دوما في الإتجاه المضاد للوطن البديل لكن الكوفحي رد متأخرا بأن النظام بشكله الحالي لا يوفر الحماية من الوطن البديل مؤكدا عدم وجود طموحات من أي نوع لدى الأردنيين من أصل فلسطيني لحكم المملكة مشدداعلى ضرورة وجود هوية وطنية شرق أردنية واضحة تمنع إستثمار مثل هذه الفزاعات والأقاويل لأغراض إعاقة الإصلاح السياسي.

وفي الواقع يرى نشطاء بان الكوفحي يرد ضمنيا أيضا على مقوله شهيرة لرئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز الذي حذر من مسيرة الجمعة المقبلة بسبب حساسيات يمكن أن تثيرها بين مكونات المجتمع الأردني.

وأهمية تعليقات الكوفحي تنطلق من أنها تحاول إبلاغ البنية العشائرية والتقليدية في المجتمع الأردني بان التحريض ضد الأخوان المسلمين على أساس أنهم يمثلون تعبيرات وطموحات للأردنيين من أصل فلسطيني ليس سوى فزاعة وفرية خصوصا بعد إعلان 78 حراكا تمثل المحافظات مشاركتها في مسيرة إنقاذ الوطن المثيرة للجدل.

وبخصوص هذه المسيرة وحفاظا على الإستقرار الأهلي طرح القيادي في الحركة الإسلامية الدكتور إرحيل الغرايبة على تيار الموالاة السؤال التالي : لماذا لا يدعون إلى حشد جماهيرهم في يومٍ آخر، أو في مكانٍ آخر، دون احتكاك، ودون صدام، ودون عنف ودون تحريض ودون إساءة أو تجريح، وجموع المواطنين تستطيع أن تميز بين الغث والسمين، ويترك لها الحكم؟.

وقال الغرايبة في مقال له نشرته يومية العرب اليوم صباح الأربعاء : هناك أخبار متداولة أنّه يجري تحشيد وتحريض وأنّ هناك نوايا لافتعال صدام بين فئات الشعب الواحد، وبين مكونات المجتمع الواحد، وهناك من يقول بأنّ بعض الأطراف وراء هذا التحشيد، وأنا أربأ بالعقلاء من أبناء هذا الوطن، سواءً كانوا في مواقع رسمية وحكومية، أو كانوا في المعارضة أن ينزلقوا هذا المنزلق الخطير وهذا المربع المظلم الذي سوف يترك جرحاً لا يبرأ، وندبة في قلب المجتمع الأردني، لها أثرها البليغ على مستقبل الأجيال.

وشدد الغرايبة على أن مسيرة (10/5) ليست الأولى ولا الأخيرة، وسوف تنتهي كما انتهت قبلها كثيرٌ من المسيرات والاعتصامات، والحركة الإسلامية كما عهدناها دائماً راشدة منضبطة، حريصة على أمن هذا الوطن ومصلحة هذا الشعب، حتى لو خالفها الآخرون، واعترض على أدائها بعض الأطراف الاجتماعية والسياسية، فكلنا جميعاً في قاربٍ واحد، وسفينة واحدة شئنا أم أبينا.