عشيرة ليست للبيع

في وسط الأجواء المشحونة بالاستقطابات، وأزمة المواطنة والهويات البينية وحالة الشد والجذب التي تبرز أسوأ ما فينا، وتجعل الأخ يعادي أخاه ويتربص به، يأبى أيلول صاحب الذيل المبلول والخير الموفور أن يغادرنا الا وقد رد لنا بعض سماحاتنا وأصالتنا ونخوتنا كمجتمع أردني، والعطية مختومة بيد عشيرة العبيدات الذي أثبتت أن الذمم لا تشترى، والتاريخ لا ينسى، وعندما يموت الآباء فإن الأبناء لا يلطخون إرثهم المجيد.
موقف متوقع وغير مستغرب أن تقف عشيرة العبيدات من أحد أبنائها المبتعث الى الكيان الصهيوني موقف المفاصلة، فإما أهلك وآباؤك وتاريخك، وإما منصب السوء والخزي والعار، والخياران لا ثالث لهما إما براءة من الأهل أو براءة من الخيانة.
موقف العبيدات المشرف هو تبكيت لكل من يجرؤون على الفصل بين ما هو فلسطيني وما هو أردني، ولو قسناه بكل الاعتبارات فهم فلسطينيون بقدر ما هم أردنيون، وصك جنسيتهم ممهور بدم جدهم كايد مفلح عبيدات أول شهيد أردني على أرض فلسطين، الذي قال قولة خالدة قبل 92 عاما في معركة تلال الثعالب: "عندما يكون الموت حقاً، فأشرف أنواع الموت ان يكون على تراب فلسطين شعارنا إلى الابد، وسنعلمه للجيل الذي سيأتي بعدنا".
والاختيار ليس اعتباطيا فهذا التاريخ للعبيدات، والحاضر الاصلاحي الذي يقودونه لا بد أن يتلوث هكذا يظن من يعتقدون أن كل من وما في الأردن برسم البيع، حتى ذمم الناس! وأن الأصابع واحدة فقد تعودوا لكثرة من سايروهم في الفساد أن لكل شخص سعراً ومفتاحاً، بشرط اختيار السعر والمفتاح المناسب، ولم يعلموا أن من باع مبادئه يصبح كالحذاء قابلاً للانتعال السريع، وقابلاً للخلع الأسرع.
تحية للعبيدات، وتحية لكل أردني يثبت أن الدم لا يصير ماء، وأن إخوة يوسف سيحمونه ولن يلقوه في غيابة الجب، وأن السيف الذي دافع عنك يوما ما لن يطعنك في الظهر.
والاختبارات قادمة، وما زال أصحاب الشرف متفوقين بدرجات،
هذا هو الأردن، وهؤلاء هم الأردنيون.