القيادي الفلسطيني بسام أبو شريف في حوار ... سورية هي آخر مكان في العالم يواجه الامبريالية وعلى أرضها تدور حرب كونية

أكد مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بسام أبو شريف «أن سورية تتعرض لمؤامرة كونية كبيرة لأن سورية هي قلب العروبة النابض وهذه المؤامرة التي تتعرض لها تهدف لتقسيم وتفتيت هذا القلب وإشغال الجيش العربي السوري عن مهامه في الدفاع عن فلسطين والعروبة، وتوزيعه في الأرياف وشوارع المدن وهذا ما تريده إسرائيل وهي الآن تشعر بسعادة كبرى لأنه يجري العمل على تخريب سورية». وأشار أبو شريف «لقد ناشدنا قوى المعارضة الوطنية المخلصة داخل سورية بأن تتخذ مبادرة بالتعاون مع الحكومة السورية لمواصلة الإصلاحات ومواكبتها وتطبيقها بنية صادقة وبتعاون متكامل للخروج من الأزمة».

روسيا والصين موقفهما لن يتغير
مؤكداً في الوقت ذاته «أن مدخل اللجوء إلى السلاح كان يراد منه أن تصبح سورية على شاكلة ليبيا بتدخل أجنبي ولكن الموقفين الروسي والصيني كانا ثابتين لأنهما يعلمان تماماً أن الموقع في سورية هو آخر المواقع في العالم التي تقف في وجه الامبريالية والصهيونية».
مشيراً أن من مصلحة الصين وروسيا وكل القوى المناهضة لأميركا أن تحمي سورية من التفتيت والضياع والانهيار وحماية العالم من الامبريالية.

سورية تشهد ساحة حرب كونية
وأضاف أبو شريف «لقد أصبح الوضع في سورية ساحة مواجهه كونية عالمية واستخدمت فيها واشنطن عملاءها في المنطقة من الأنظمة العميلة لها مثل قطر والسعودية لتدفع المال وشراء السلاح وجلب آلاف المرتزقة لزجهم في المعركة وتحقيق ما تريده واشنطن والصهيونية وهو تدمير سورية».

الحوار هو الطريق
للخروج من الأزمة
وتمنى أبو شريف ألا تبقى الأمور في هذا التتابع الخطير مطالباً كل الأطراف باستثمار كل الفرص المتاحة للحوار حتى يتم نزع كل المبررات من الامبرياليين والذين يدفعون من بعض الدول العربية مثل قطر والسعودية اللتين تدفعان مليارات الدولارات للمرتزقة وشراء الأسلحة بهدف تحطيم الشعب السوري.
وأكد أبو شريف أن هناك تجاراً للحروب يقتاتون من جثث القتلى في سورية يريدون تحطيم آخر قلعة مقاومة في المنطقة العربية.
مؤكداً أن هناك مليارات الدولارات سرقت ونهبت باسم جمع التبرعات للشعب السوري من أشخاص وجماعات معروفة باتت تعيش على الدم السوري وتتغنى بالديمقراطية.

تركيا الخاسر الأكبر
وحول المواقف التركية المعادية لسورية شدد أبو شريف أن «حكومة أوردغان ستكون الخاسر الأكبر من الأحداث في سورية مشيراً أن أنقرة لها طموح وأطماع في العالم العربي وقد أدخلت في المؤامرة ضد دمشق من دول النفط التي تسيطر عليها واشنطن والصهيونية العالمية».
وأضاف أبو شريف «نتمنى أن تصحو تركيا مما هي فيه وأن تعود عن موقفها المعادي للشعب للسوري وتمنع تدفق المسلحين وتعمل على حماية الحدود».

الأغلبية الساحقة في العالم
تؤيد الحق الفلسطيني
وبخصوص الملف الفلسطيني وتوجه السلطة الفلسطينية للجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على «دولة غير عضو» في المنظمة الدولية أكد أبو شريف أن القرار الذي ستتخذه الأغلبية الساحقة في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة هو قرار مؤيد للقضية الفلسطينية وللشعب.
الفلسطيني قائلاً «إن هذه الأغلبية تمثل شعوب العالم التي ترى في قضية الشعب الفلسطيني قضية عادلة لكن السؤال يبقى: هل هذا القرار الذي ستتخذه الجمعية العمومية للأمم المتحدة سيكون إضافة إلى مجموعة من القرارات التي اتخذت على مدى 60 سنة الماضية من دون أن يكون لأي من هذه القرارات مترتبات عملية؟».
مضيفاً «إن الحق الفلسطيني الذي اغتصب لا يمكن أن يعطى من أحد وسيستعيده الشعب الفلسطيني الذي كان ضحية المؤامرة الإمبريالية الصهيونية الدولية وذلك ببعد الشعب الفلسطيني القومي»، مبيناً أن المنطقة العربية وحدة واحدة قسمها سايس وبيكو لدول صغيرة لتكون لقمة صائغة للإمبريالية وللصهيونية.

العرب ضغطوا لتأجيل
توجه عباس للأمم المتحدة
وحول ما تعرض له الرئيس الفلسطيني محمود عباس من ضغوطات لتأجيل التوجه للأمم المتحدة لتقديم الطلب الفلسطيني المشروع للحصول على دولة غير عضو في الأمم المتحدة أو حتى عدم التوجه للأمم المتحدة نهائياً قال أبو شريف «لقد أجلت واشنطن بالتعاون مع دول عربية مناقشة موضوع الطلب الفلسطيني في الحصول على دولة فلسطينية غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة إلى ما بعد الانتخابات الأميركية وذلك لأن الدول العربية تخجل من هذا الطلب.
وأشار أبو شريف أن زج منظمة التحرير الفلسطينية في متاهات أوسلو والاتفاقيات العقيمة مع دولة الاحتلال هو فخ رتبته الصهيونية كي تستفرد بمنظمة التحرير باتجاه أوسلو ومصادرة قرارها والخضوع للامبريالية».
وأكد أبو شريف أنه يجب أن يبقى في ذهن كل مواطن عربي أن الولايات المتحدة تتخذ من شكليات مختلقة أسباباً لتقوم بضرب هذا البلد العربي أو ذاك وترتب ذلك تحت بند معين من بنود الأمم المتحدة لتفرض حظراً جويًا في ليبيا لتدمر ليبيا مرة وتدعي أن العراق لم يلتزم بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم كذا فتدمر العراق وتستولي على ثروته.

ظلم المجتمع الدولي
للفلسطينيين والعرب
وأوضح أبو شريف أن «الأمم المتحدة لم تسأل نفسها سؤالاً واحداً ماذا عن قرار 242 الذي اتخذ بالإجماع والذي كان من المفترض أن يكون قد أنهى الاحتلال الإسرائيلي لسيناء والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة؟ لماذا لا تعاقب دولة الاحتلال على تلكؤها وعدم تنفيذها لمثل هذا القرار فالعالم كله يرى أن إسرائيل تبتلع الأرض الفلسطينية شبراً شبراً دون أن يكون هناك أي تعليق من الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية؟ كلهم صامتون وكأنهم هم الضحايا في حين الشعب الفلسطيني يقتل ويهجر وتصادر أملاكه وبيوته وتقتلع أشجاره وعملية التهجير مستمرة».