أخبار البلد
وصف رئيس مجلس شورى الإخوان المسلمين السابق، الدكتور عبد اللطيف
عربيات مجالس الوزراء بأنها "عاجزة" عن حماية حقوق الناس، بل اتهمها بأنها
"متآمرة" وشجعت الانفلات والانحلال، الذي أوصل البلاد إلى هذا الحد نظراً
لعدم وجود إدارة مسؤولة.
وأكد، خلال حوار موسع مع الإعلامي هاني
البدري في برنامج وسط البلد الاثنين، أن الحركة الإسلامية في الاردن فقدت
الثقة بالدولة عندما تم تغيير قانون الانتخاب، من قانون عام 89 إلى قانون
الصوت الواحد ، الذي اعتبره "قانونا غير أردني".
ووصف عربيات في
البرنامج الذي بث على اثير راديو فن، القانون الحالي للانتخاب بانه "نجس"،
لكونه صمم ودرس ليكون ضد الحركة الإسلامية، باعتبار أنها الأكثر تنظيماً
وذات القدرة على ترشيح أكثر من ممثل لها في أكثر من منطقة في مختلف أنحاء
المملكة.
وأشار إلى أن الأوضاع التي تشهدها المملكة في الوقت الحالي غير "مستقرة"، وثمة "دوّامات" كثيرة على الصعيدين الداخلي والخارج.
وأعرب
عن أمله أن يكون هنالك مخرج للأزمة الحالية لما فيه الصالح العام، لأن ما
افرزه الوضع السابق الذي كنا نحيا به ساهم في أن يجعل ما يجري حاليا
"صعباً".
وقال إن هنالك حاجة ملحة لاستخدام العقل، وإيجاد فكر ووعي،
وحسن الاستماع ليتم التمييز من خلالها بين الغث من السمين، والخطأ من
الصواب، و"ما لعبه الإعلام الخارجي من دور في إيصال المعلومات مع ضعف
الإعلام الداخلي خلق حالة من التشويش الذهني عند المواطنين، دفعت بهم ألا
يدركو ماهية التفكير السليم والقاعدة لذلك".
وشدد على ضرورة اللجوء إلى الكلام الحسن لتوضيح الأمور على حقيقتها، وألا يتم تغليف الأمور بأسماء وعناوين وتشويشات مقصودة.
ولفت
إلى أن الاردن بطبيعته بلد مستقر، ويمتلك صفتين أساسيتين من الممكن معهما
البناء للإصلاح، اولاهما الاستمرارية في التشريع غير المنقطع، رغم وجود
صعود وهبوط فيه، وثانيتهما الاستقرار النابع من الوعي والتمسك بالقيم
والهوية الواضحة فكرا وتاريخا ولغة.
وأكد أن الحفاظ على استقرار المملكة هدف لا يدعيه أحد دون الآخر، ومطلب للجميع، ومصلحة عامة لكافة أطياف المجتمع.
وأضاف
أن الاردن على مدى السبعين عاما الماضية، يمتلك تشريعا أفرز قانون انتخاب
واحداً، تمكن الجميع من فهم نصوصه التي تتضمن بأن هناك دوائر انتخابية،
ينتخب فيه المواطن العدد المقرر له فيها، الذي يتفق مع دستور 1952.
واعتبر
أن نصوص دستور 1952 تتواءم والمطالبات التي تنادي بها الحركات الإصلاحية،
باعتبار أن ما جاء فيه يصلح لكافة المراحل، ولا سيما أنه تطرق إلى الحكومات
البرلمانية التي طبقت على ارض الواقع حينها.
وحول قانون الانتخاب
الحالي وموقف جماعة الإخوان المسلمين، نفى عربيات ما يسمى "بالحرد"، وإنما
ثمة حديث عن اصول دستورية قانونية، واقعية، عملية، تم تطبيقها في دستور عام
1952، والتي يجب أن تستمر.
وبين أن المجلس الحادي عشر لم يأخذ
التوضيح الكافي لمكانته وانجازاته، التي قام من خلالها على تنفيذ خطوات عدة
لمعالجة قضايا ساخنة، وذلك لوجود ثقة بالتشريع والنواب.
لكن الثقة،
برأي عربيات، "فقدت" عندما الغي القانون السابق وأوتي بقانون للانتخاب ليس
"أردنيا" فكريا، إذ تم صياغته من قبل خبير اجنبي يدعي بأنه "مهندس الصوت
الواحد" "المجزوء"، الذي ادخلنا "بالدوامة".
واستند في تعبيره
"بالمجزوء" إلى أن الصوت الواحد ليس كاملا وإنما جزء من الصوت، باعتبار أنه
لا يمكن انتخاب سوى مرشح واحد في الدائرة، وهو ما تم في عام 1993، بعد أن
خضنا الانتخابات رغم معرفتنا المسبقة لما سيحصل.
على أن عربيات لم
يكن على ثقة كاملة بأن ما حدث في ذلك العام هو ذاته سيتم تكراره في حال خوض
الجماعة للانتخابات الحالية، إلا أن التجارب السابقة كانت بالنسبة له
كفيلة بمعرفة ما سيفرزه المجلس الجديد.
وجاءت مشاركة الاخوان
المسلمين في الانتخابات الماضية، بعد أن كان هنالك مقاطعة سابقة، بناء على
الوعود التي اطلقها المسؤولون آنذاك بأنه لن يتم اقرار قانون الصوت الواحد،
بحسب عربيات.
ومن اجل خوض الانتخابات، لفت إلى أنه تم وضع قانون لا يوجد أي "مثيل له"، إلا أنه تم العودة إلى قانون الصوت الواحد.
وكشف
عن أن خوضه لانتخابات عامي 1993 و2007، كان "بالاكراه" وبناء على "امر
وتكليف" ولا اخلف بوعود اطلقتها للمواطنين ولتأدية أمانة اخلاقية مع من
انتخبني، رغم أن جهات رسمية، أبلغت عن عدم نجاحي.
وفيما يتعلق
بمسيرة الجمعة التي دعت اليها الحركة الاسلامية تحت مسمى "جمعة انقاذ
الوطن" قال "نحن لن نخرج عن الحدود، ونحن نسعى لاصلاح النظام والمحافظة
عليه، لا إسقاطه، وان مسيرة الجمعة سلمية ولن نقبل باي حال من الاحوال
الخروج عن السملية او الاساءة لأي شخص ".
واضاف" لن يكون للمسيرة اي اثر او احتكاك، وهي مثلها مثل بقية المسيرات السلمية...".
وحول
أعداد المشاركين في المسيرتين يوم الجمعة، وان فاقت مسيرة الولاء اعداد
مسيرة الاخوان قال عربيات "شعبنا واعٍ ومثقف ويعرف الحقيقة، فهي واضحة بغض
النظر عن أرقام المشاركين في المسيرة ، ونحن نقرأ الممحي.. وأن التدليس ما
عاد ينفع".
وحول اتصالات الجماعة مع الغرب وتلقي تعليمات منهم قال
عربيات ان "هذا الكلام مرفوض رفضا قاطعا وغير صحيح" .مشيرا الى ان
الاميركيين يتربصون بالاخوان ويسعون الى افشال التجربة المصرية.
وحول
مقاطعة الاخوان للانتخابات النيابية المقبلة قال عربيات "الاصل نحن مع
المشاركة والاستثناء المقاطعة ونحن ايجابيون ومتعاونون، وقد شاركنا سابقا،
على ان يتم التغيير والاصلاح، وقد شاركت في لجنة الاجندة الوطنية 2005،
التي صرفت عليها ملايين الدنانير وقد وضع 50 بالمئة للدائرة الانتخابية و50
بالمئة لقائمة الوطن، وقد تم شطبها من قبل من يعد السيناريو ويتحكم في
البلد ".
وحول خيارهم البقاء في الشارع قال عربيات "نحن لسنا في
الشارع، هم في الشارع، هذا البلد لنا جميعا، نحن الاردنيون، ولن نسمح لمخرب
ان يندس بيننا ويصبح مهندسا لقضايانا الاساسية ... اما ان يحرف الدستور
وتحرف الاجراءات ويتعمد الاساءة للناس هذا كلام غير مقبول".
وقال
"نحن لا نعترف بالتقسيم الاجتماعي في الاردن فكلنا ابناء هذا البلد، ونحن
نقول رأينا لكافة شرائح المجتمع ان الانتخابات لا تؤدي الى الاهداف
المطلوبة".
وحول لقاءاته بالملك عبد الله الثاني قال عربيات،
التقيت الملك وسألني شو الحل، فقلت له: "الملك حسين رحمه الله حلها بخطوة
وحدة: كحش الحكومة وكحش النواب.. وأجرى انتخابات نزيهة عام 89".
وانتقد ما أسماهم كتاب التدخل السريع، الذي صنف جزءاً منهم الى قسم "العيابين".