حوار فيسبوكي حول التخطيط الإستراتيجي

حوار فيسبوكي حول التخطيط الإستراتيجي

الكاتب: المستشار شفيق الدويك – عضو مؤسس جمعية الكتاب الإلكترونيين الأردنيين

سأل صديقي الدكتور محمد العطيات السؤال التالي:

انا استغرب كيف يتحكم شخص واحد بإدارة مؤسسه او دولة بكافة امورها، يستطيع ان يتابع ما يجري حوله من امور مختلفة، إذا كان العلم الإداري يقول ان الشخص لايستطيع ان يشرف على اكثر من 12-8شخص على ابعد الحدود في مواضيع محدوده.

أجبت بالآتي: الله يسعد مساك دكتورنا الغالي: يستطيع القائد الفذ ، كما تعلم، قيادة أمم بأسرها إذا كان إستراتيجيا فذا، لأن القيادة وفق النهج الإستراتيجي لا تهتم بالتفاصيل وإنما بالأهداف المحددة التي تدور حول المهمة . وكما تعلم دكتورنا الغالي فإن الإستعانة بالمستشارين والموارد البشرية الكفؤة والفعالة تمكن القائد من تحقيق إنجازات إستثنائية خصوصا إذا ما كانت لديهم القدرة على تكييف الإستراتيجية مع التغييرات التي تحدث في البيئة الخارجية، والتعامل مع الأزمات التي يُتحوّط لهيا من خلال ما يعرف بالإستباقية. إن المنحنى الجمعي للخبرات يساهم مساهمة فعالة في تنفيذ برامج الخطط الإستراتيجية الفرعية كما يساهم في تنفيذ برامج الخطة الإستراتيجية الرئيسية. دمت متألقا على الدوام دكتورنا الغالي.

بعد ذلك، توالت مشاركات الأصدقاء على صفحتي على شبكة التواصل الإجتماعي:
Ibrahim Umosh الله يمسيك بكل خير دكتورنا الإداري الفذ شفيق ...
مجرد سؤال دكتور بالتخطيط الإستراتيجي ... هل قيادة النظام او الدولة يدخل تحت بند التخطيط الاستراتيجي ؟ وهل ان كان كذلك يستطيع شخص ما ان يحكم دولة بدون اي رقابة ادارية عليه ؟ ...
جمال العجارمة ياسلام يادكتور ..هو يحدد الاهداف ...ويضع النهايات ...والباقي هو وسائل واساليب .
Ibrahim Bash سوف اكون سعيدا لو استطعنا تشريح هذا الموضوع الى تفاصيله، ففيه فائدة حقيقية للفرد والجماعة والاسرة والجماعة ، ولك فئات المجتمع مهما تعددت شرائحه. اود البدء بالفكرة الرئيسية وهي: ان التخطيط الاستراتيجي، ولتمكين القائد من ممارسة اعماله، يتكون من مرحلتين هما ... المرحلة النظرية والمرحلة التطبيقية، ولكل من منهما مكوناته الفرعية التي تقود في المحصلة الى تحقيق اهداف محددة يتشارك بها كل من ينخرط في المرحلة التطبيقية، تقوده مكونات مرحة صياغة الاستراتيجية. بالتأكيد هذا ملخص عام جدا.
المستشار شفيق الدويك حبيبي جمال (بدون القاب)، خطرت على بالي وأنا أكتب والله، لأنني أفتخر بك وبفكرك الرائع خصوصا في مجال التخطيط الإستراتيجي . ليتنا نعمل سويا في يوم من الأيام شيئا مشتركا.
جمال العجارمة اتشرف دكتور ان اكون تلميذ بمعيتكم وانا رهن اشارتك.
المستشار شفيق الدويك الله يسعد مساك مفكرنا الكبير الأستاذ ابراهيم - أنظر الى الدولة على أساس أنها مؤسسة لكنها كبيرة )موازنات بعض الشركات الكبرى أكبر بكثير من موازنات بعض الدول كما تعلم(، هذا من حيث المبدأ، وحتى الأسرة أيضا مؤسسة . لا يمكن الإستغناء عن التخطيط الإستراتيجي في قيادة النظام أو الدولة وإلا تعلق في منتصف الطريق. أية مؤسسة لا تطبق مفهوم التخطيط الإستراتيجي تعلق في منتصف الطريق. الرقابة دائما تفي بغرض جوهري وهي تُعنى بالإنحرافات بغية التصويبات على أقل تقدير، والرقابة الكفؤة والفعالة ليست عملا بوليسيا بقدر ما هي عمل يهدف بالدرجة الأولى الى إكتشاف الإنحرافات ووضع القاطرة على الطريق، وتقديم المشورة كلما كان هناك داعيا لذلك.

المستشار شفيق الدويك يهدف الجميع الى تحقيق النهايات ends أو الأهداف المرسومة أو المعدة سلفا (مقدما).
Ibrahim Umosh هل الانفرادية بالرأي والتشريع يعتبر من سلبيات التخطيط الاستراتيجي ؟؟
المستشار شفيق الدويك إذا كنت تقصد ( على مستوى الدولة) فالأمر مختلف تماما. دعني أعترف اليك بأمر هام وسيعرفه الجميع الآن. هناك فجوة بين الظاهر وما وراء الظاهر أي حقيقة المسألة. تبدو بعض التشريعات أو القرارات مجحفة، ولكنها في حقيقة الأمر عادلة أو صائبة إذا ما قُدّر لنا معرفة الأسباب الكامنة وراء تلك التشريعات أو القرارات.
المستشار شفيق الدويك قد أدعوك الى الغداء . يبدو الأمر أنني كريم، وفي حقيقة الأمر أرغب في تعيين قريب لي في منصب ما !!!
المستشار شفيق الدويك قيادة الدول تحتاج الى مكر ودهاء وخبث وذكاء وملاطفة وشراسة وملاسنة وتودد وإعتذار وعدم إعتذار وتقلّب في المواقف ...... الخ
جمال العجارمة دكتور دكتور .. الفردية بالرأي والتشريع ..تأتي تحت بند نقاط القوة والضعف ..فاذا كانت الفردية نقطة قوة نأخذها ..واذا كانت نقطة ضعف نصوبها من خلال استراتيجيات تتغلب عليها..واعتقد بان التخطيط الاستراتيجي هو اكثر عمق من استخدام قرارات فردية لانه هدف تحقيق شي معين في المستقبل اعتمادا على التكتيكات والاجراءات في استخدام الموارد في الوقت الحالي.

Ibrahim Umosh انا معك دكتور لا يوجد قانون دنيوي كامل ... ولكن من يخطط عليه ان يدخل من روح القانون ويبني تخطيطه على اساس تشريعي والتشريع لا يمكن ان يكون بيد شخص اياً كان هنا النقطة التي اتوقع ما يقصدها الدكتور العطيات وهي لا يمكن لاي مدير ان يستطيع ادارة اي مؤسسة يزيد افرادها عن العشر اشخاص بدون مجلس استشاري او مساعدين .. فكيف لنا ان نعمم على ادارة بلد او دولة.


Ibrahim Umosh قيادة الدولة تحتاج الى نضج سياسي ودماء انسانية وكفتين متساويتين لميزان القضاء.
المستشار شفيق الدويك من حيث المبدأ، نحن لا نرى القادة، نحن نسمع إشاعات بشقيها السلبي والإيجابي عنهم، ويحدث كثيرا أن تُحقق مع كاتب مقال سياسي ليعترف اليك بأنه قد سمع فلانا قد قال، بمعنى لم يشاهد، وهكذا تسير معظم الأمور. تأكد تماما بأن للقادة مستشارين جهابذة، وكما ذكرت قبل قليل، ليس بالضرورة أن يكون التشريع أو القرار ملبيا آنيا، بل لربما يخدم القرار مسألة أخرى مختلفة تماما عما يدركه الناس غير المالكين لكامل حقيقة الموقف. نحن يا أخي عندما نقرر (تزويج الولد أو البنت، نسأل عشرات الأشخاص)، بل عندما نشتري قميصا، نأخذ معنا أمة بأسرها لتقرر معنا اللون والموديل !!!

جمال العجارمة بعد اذنك دكتور اجاوب الاخ ابراهيم لانني تقريبا عرفت ماذا يريد... ادارة الدولة ياسيدي منظومة وليست ادارة فردية ...امريكا 52 ولاية مستحيل ان يديرها شخص واحد ((أوباما))، هنالك منظومة ادارة.
المستشار شفيق الدويك متفق تماما معكم أستاذ جمال - لماذا تعين بعض الشركات الكبرى فردا معينا تراه قد تخطى بعقله جميع الصعاب التي تواجهها المؤسسة الكبيرة ؟
Ibrahim Umosh استاذ جمال من وضع تلك المنظومة وهل لرئيس الولايات المتحدة المقدرة على الخروج عن تلك المنظومة
انا لا اقصد بتساؤلاتي السابقة مجرد التساؤل ولكن ما اقصده هو الوصول الى نقطة واحدة وهي ان التخطيط والادارة لا يمكنهما الاستمرار بطريق سليم بحالة القيادة الفردية.
المستشار شفيق الدويك ومع ذلك، فالرئيس الجديد للشركة لا بد له من أن يستعين بمستشارين. مثال حي - عين خالي مستشارا لمصرف كبير في السعودية وإشترط التفرد في القرار. طلب مدراء الأقاليم لإجتماع قصير. حدد مهمة لكل منهم على أن تنجز خلال أسبوع. في الأسبوع التالي، تبين له بأن المدراء لم ينجزوا ما قد طُلب منهم. اقالهم في نفس الجلسة، وعين بدلاء لهم. تمكن خالي من إنجاز ما هو مطلوب منه خلال عامين، علما بأن المشكلة كانت مزمنة وعمرها 10 سنوات.

المستشار شفيق الدويك القيادة الفردية الملهمة تستطيع أخي ابراهيم تستطيع.
المستشار شفيق الدويك صانع النهضة الماليزية الدكتور مهاتير محمد مثلا.
Ibrahim Umosh على نفس المثال السابق خالك هو مستشار اول للمصرف اي بمعنى اخر مدير عام ... ولكنه استعان بمدراء الفروع لتنفيذ مخططه ونجاح المخطط لا يمكن ان يكون الا بتنفيذه فمجرد الاستعانة بالادارة يعتبر تشارك بالقرار كي يصبح عندنا ديمومة للقرار الاداري .. فالقيادة الفردية مهما كانت ملهمة لا يمكن برأيي ان تنجح دون اللجوء الى آخرين


Ibrahim Umosh دكتور التجربة الماليزية ... هل هي صالحة للتطبيق عندنا بالاردن
المستشار شفيق الدويك لا يمكن لقائد معركة من تحقيق النصر بمفرده. هذا الأمر بديهي أخي .
Hussein Ismail هناك ما يعرف ب balance scorecard يستطيع المدير التنفيذي ان يعلم بدقة حالة أداء كل قسم على حدة وأين الخلل !! لكن اين هي المؤسسات والمنظمات العربية التي تشتري هكذا برنامج لتطبيقه وتعلم مبدأ هذه الاستراتيجية في المراقبة والتخطيط !!!!
المستشار شفيق الدويك شكرا لكم أخي العزيز الأستاذ حسين على هذه المشاركة القيمة - كما وتستخدم نفس الأداة في تحسين أداء الموارد البشرية وتقييمها بالإضافة الى التمكن من تحقيق المؤسسة لأهدافها. دمت بخير
المستشار شفيق الدويك التجربة الماليزية وغيرها من التجارب التاريخية يمكن تطبيقها في أية دولة لكن بشروط. والأردن المصدّر للكفاءات الإستثنائية لجميع دول العالم قادر على تحقيق نجاحات غير عادي) لكن بشروط).
حازم مدادحة الاستراتيجية تتطلب الالمام بالديالكتيك المستمر وهو ضرورة النظر الى ألأشياء من حيث صيرورتها والسعي الحثيث الى تلك الصورة المتوخاة ،،، ولكن أحد أهم أسباب فشل الاستراتيجيات لدينا أن الادارة والقائمون عليها ما زالوا تقليديين يمسكون بجميع الخيوط بيدهم ، وهذا سبب فشل حقيقي عند هذا المدير الجهبذ ،،، إذ ان مفاهيم الادارة الحديثة ان المدير الناجح هو المدير القادر على تفويض الصلاحيات ،،،

المستشار شفيق الدويك مداخلة مهمة أخي العزيز الأستاذ حازم - تسلم
المستشار شفيق الدويك سيتم بحول الله تفريغ هذا الحوار ليُنشر على هيئة مقال.
المستشار شفيق الدويك وستذكر المداخلات القيمة بالطبع بغية تحـــــــقق مبدأ " حقوق المُلكية الفكرية ".
Enas Shloul إن التخطيط الاستراتيجي رسم لأهداف بعيدة المدى ووضع الخطط للوصول لها بناء على قدرات (المؤسسة او الشركة او الدولة )وامكانياتها والمتغيرات الخارجية
في واقع الامر ان قيادي فذ يستطيع قيادة امم في حالة واحدة اذا كانت خياراته ناجحة في اختيار الموارد البشرية من المستشارين ذات الكفاءة العالية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والادارة الداخلية ... يعتمد عليهم برسم الأهداف الرئيسية ... يبقى مرحلة التنفيذ هذه المرحلة بحاجة لأناس ذوي كفاءة في اتخاذ القرارات وتنفيذها ... من هنا تجزأ القرار والمسؤولية ولم تبقى حصرا في يد فرد حتى لو كان الاشراف العام له فهناك من يشاركه في القرارات ... مثلا امريكا : تتكون حكومة الولايات المتحدة الأمريكية الفدرالية من ثلاثة فروع متميزة، لكل واحد منها سلطات ومسؤوليات دستورية مُحددة بوضوح.وهذه الفروع هي:
الفرع التشريعي ويتكون من مجلسي الكونغرس :مجلس الشيوخ ومجلس النواب
الفرع التنفيذي : وهو اوسع فرع بالحكومة الفدرالية ويرأسه رئيس الجمهورية وهو منتخب ومدة الولاية 4 سنوات
الفرع القضائي :يتكون الفرع القضائي من المحكمة العليا ومجمل المحاكم الفدرالية الأدنى
اوردت هذا المثال لأني ارى السياسة الناجحة هي سياسة توزيع المهام وعدم حصرها بيد فرد واحد
المستشار شفيق الدويك مشاركة قيمة عزيزتنا الأستاذة إيناس - ورغم ذلك ، تُرتكب في الولايات المتحدة وغيرها من الدول المتقدمة أخطاء فادحة على الصعيدين المحلي والخارجي - الموازنات التقشفية في اليونان واسبانيا والبرتغال وحتى بريطانيا خير دليل على ذلك رغم أننا نتوقع من مثل تلك الدول رفاها إقتصاديا في ظل وجود محاسبة )محاسبة المسؤولين( و أنظمة وقوانين ورقابة جد متقنة. الأزمة المالية العالمية أيضا لم تكشف النقاب عن تفرد، وقبلها النمور الآسيوية الورقية أو المجروحة )هونج كونج، تايلاند، كوريا الجنوبية وسنغافورة( التي قلّم البنك الدولي أظافرها.
Enas Shloul دكتور شفيق التخطيط الاستراتيجي لا ينجح دائما لعدة اسباب منها الاعداد السيء .. او عدم الافصاح عن بعض الخطط لباقي المسؤولين .. او الاضطرار لتغيير الخطة نتيجة متغير ما .. او عدم التركيز والابتعاد عن قواعد الخطة واسباب كثيرة ...
لكن بالاجمال توزيع السلطات يكون اقرب للنهج الصحيح من التفرد بالسلطة بمدى او بعدد الاهداف التي تحققت ... نعم تلك الدول تعاني مشاكل لكن ليس بالكم الذي تواجهه دول ذات حكم فردي كما في دولنا .
Enas Shloul ايضا انا اتذكر بعض ماكتبت : علينا الإعتراف بأن معظم دول العالم العربي تحتاج الى إحداث ثورة تشريعية وإستقلال القضاء ... كيف سيتم ذلك بحصر السلطة بيد فرد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المستشار شفيق الدويك لست مع نهج التفرد one man show بتاتا عزيزتنا، حيث عاصرت مؤسسات فيها تفرد، وكانت المعاملات تتراكم مثل الهضاب والجبال وتتعطل لأسابيع، إعتقادا من المدير العام بأن من هم دونه غير قادرين، وكان مخطئا تماما.