عشائر الخريشا تكرم طاهر المصري

 
اخبار البلد - كتب مفيد عبدالعزيز الياصيدي





لم يكن الدكتور خالد ارفيفان الخريشا ينوي من مأدبة العشاء التي أقامها على شرف دولة رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري سوى أن يوصل رسالة للقاصي والداني أن الأردن وطناً يحميه جميع أبنائه الذين أضحوا أسرة واحدة منذ غابر الأزمان , فهم وحدويون بطباعهم وخصالهم , التي جعلتهم يلتفون حول القيادة الهاشمية صاحبة الإرث الهاشمي المصطفوي , والتي ما فترت عن معاملتهم إخوة وأبناء وطن واحد لهم رؤية واحدة تجاه القضايا المصيرية وفي مقدمتها نصرة القضية الوطنية الفلسطينية , التي هي لبّ الصراع العربي الصهيوني .

كان للأثر التي تركته كلمة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في الجمعية العامة للأمم المتحدة أثراً بالغاً في نفوسنا جميعاً , خاصة فيما تشهده الساحات العربية من ربيع عربي طالما إنتظره مليكنا المفدى . والدكتور خالد هو أحدنا فهو طبيب إنسان من ناحية عمل في شتى ربوع المملكة ويرأس نادي شباب مخيم حطين عدا عن أنه إبن للمرحوم المجاهد ارفيفان الخريشا الذي روى عنه أبناء الشعب العربي الفلسطيني ما شاهدوه من مواقف رجولية وبطولية له في معارك النكبة , حيث روت دمائنا الأردنية الزكية ثرى فلسطين الطاهر لتشهد غصون زيتونها المبارك على وحدة الشعب أينما حلّ وطاف وجال . كل هذا وغيره جعلت المُضيف الدكتور الخريشا يدعو لهذه المأدبة بصمت لتكون شاهدة على ما ورد ذكره من سطور تاريخية ليس للعملاء والمنافقين وأصحاب الأجندة الخارجية والداخلية أثر في اللعب على وترٍ لا تشدّه طائفية أو عنصرية , فالتسامح ظل سيّداً للجميع .

وفعلاً , تحدثت المأدبة عن غايتها , لكن العربي الذي ما إن ينفتح فمه إلا وينهمر الشعر ,أبت حناجرهم السكوت . وكما قرأت في التغطيات الإعلامية حقيقة ألهبوا مشاعرنا بأشعارهم الأبية الداعية لنبذ الفُرقة والفئوية الضالة المضلة ففتحوا المجال ليتحدث الحاضرون عن مأدبة كريمة طالما اعتاد الخريشيون على إقامة مثلها مرات تتكرر دون انقطاع لعشائرنا كافة حيث شاهدت الوجود الفسيفسائي الذي ضم بني صخرٍ بعشائر قبيلتها الأبية من الفايز والجبور والهقيش والحماد والقضاة وعشائر البلقاء والعباد والحدادين مع رموز أردنية مثلت جميع مخيمات اللاجئين , وليعذرني الآخرون ممن لم أعرفهم .

وكما أسلفت , فإن صمت المضيف إنما عنى الحديث عما يجول بخاطره إزاء الأحداث الجارية في المنطقة , وظل مبتسماً مصغياً لأحاديث الحضور الذين تحدثوا بما كان يجول في خاطره ليظهروا ولائهم للهاشميين الأبرار , وليحافظوا على عناصر قوة وحدتهم التي تأبى الإنكسار . فدوّت صيحات الشعراء الأحرار لتلهب أحاسيس الحضور مؤرخة لمحطات بارزة في تاريخ الأمة منطلقين من وحدة المصير . والشعراء فناطل الحجايا وجميل الدوايمة ويوسف المستريحي ومطيع العرايفة قال أحد الحضور عنهم إنهم لا يتبعهم الغاوون لأنهم عبروا عن مشاعر الشعب كله .

صفق الحضور للنائب بسام حدادين الذي قال إنه درس في نابلس ( جبل النار ) وأول ثقة منحها وهو النائب المخضرم كانت لحكومة السيد طاهر المصري الذي يعرف بحكيم السياسة الأردنية , لأنه توافقي وتأبى نفسه عليه إقصاء الآخر .وأما رئيس مجلس الملك فقد حث على ضرورة المشاركة في الإستحقاق النيابي القادم رغم تقديره للداعين لتغيير قانون الصوت الواحد الذي هو أصلاً مع تغييره .

تحدثت المأدبة عن نفسها , وحققت المُراد منها . لكن الكلمات التي فرضتها المأدبة كانت تصريحاً أبت التلميح .

للدكتور خالد كل شكر وتقدير , على وطنيته ووحدويته . الذي جعل من المأدبة موقف عز وإكبار لكلمة مليكنا التي جاءت إستمراراً لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .