انزلاق الاخوان المسلمين نحو المواجهة

انزلاق الاخوان المسلمين نحو المواجهة.بقلم د.مولود رقيبات.
الرسالة التي وجهها المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين همام سعيد اليوم والتي وزعت على اعضاء التنظيم داخليا وتم نشرها على المواقع الاخبارية المتضمنة اهداف المسيرة المنوي اطلاقها يوم الجمعة القادمة من امام المسجد الحسيني الكبير بعمان لم تبق مستورا و ترفع الغطاء كاملا عن مخططات واجندات الجماعة التي كان بعض الناس يعتقد انها اوهاما.فالرسالة جاءت واضحة في مضامينها التي تدعو الى الحشد والتجييش ليوم ا"الزحف المقدس" على ذمة الاخوان لانقاذ الوطن ومن اجل الشعب المقهور المسلوبة امواله وثرواته ومحاربة الفساد وغيرها من الشعارات ذات الطابع الاستهلاكي الممجوج لدى الاردنيين .والرسالة اعتمدت اسلوب التعبئة والحض والتحريض ومحاولة رفع الهمم والمعنويات بعد ان ادرك سعيد وجماعته في التنظيم ان شعبيتهم تآكلت واعتراها الصدى خلال العامين المنصرمين ،وبعد ان ايقن الاردنيون ان المعزوفة الرومانسية التي يروج لها الاخوان المسلمين وعصبها جبهة العمل الاسلامي تحت شعارات الاصلاح والانقاذ والتعديلات الدستورية وتبديل قانون الانتخاب من خلال الشارع ما هي الا قناع لوجه بشع ومخطط خطير يريد الاخوان تنفيذه في احكام سيطرتهم على مقدرات الوطن من خلال الاستيلاء على السلطة وهو ما اظهرته رسالة همام سعيد اليوم لجماعة التنظيم .
الطريقة التعبوية للرسالة توضح بشكل لا يقبل الشك ان الجماعة وبعد افلاسها الشعبي تلجأ الى ترديد ما كان يقال في مصر وتونس من قبل لان ازمة الجماعة والتنظيم عالميا تقف على الاستيلاء على السلطة ،فلذا تاتي رسالة سعيد وغيره من رواد المقاهي من زكي بني ارشيد والشيخ الجليل حمزة منصور الى ارحيل الغرايبة تقليدا لما جرى في هذه الدول وبطريقة العدوى وان ترديد الشعارات السياسية "موضة" يجب اللحاق بها .
ان من اقدس الاقداس اسقاط خيار جماعة الاخوان المسلمين المطالبة بالحشد واثارة الفتنة ومحاولة زعزعة الامن والاستقرار ونقل ما يدور في المحيط الى الاردن ،ولن يسمح الاردنيون باشعال فتيل الشرارة الملعونة التي يخطط لها الاخوان ولن تجد ندائتهم ورسائلهم الخطابية الا صلابة في موقف الاردنيين بالمضي قدما نحو الاصلاح الحقيقي الذي يقوده الملك عبدالله الثاني الذي يتعاطى مع الواقع ويسعى الى ان يكون اقرب الاردنيين الى الاردن وتعريفهم بواقعهم ويتحدث معهم بصراحة ،فالملك ومن خلفة الاردنيون من شتى البوادي والمدن والمخيمات والريف لا يختبئون خلف الشعارات الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ،يدركون حجم الحملة التي تشنها جماعة الاخوان المسلمين على البلد ،واثقون من قدرتهم على مواجهة التحديات والعواصف مهما بلغت درجة عتيها .ورسالة المراقب العام للاخوان اليوم اضافة جديدة في سجل المشهد السياسي الاردني التي تكشف زيف ادعاءات الجماعة على مدى السنوات الماضية في الاصلاح، ودليل على النوايا الحقيقية للجماعة التي تأخذهم الى سبيل الهلاك والخراب في الوقت الذي اختار فيه الشعب الاردني طريق المنطق العقلاني والاقبال على التسجيل في لوائح الانتخاب للمساهمة في تسريع عملية الاصلاح ويتوجها مجلس نيابي منتخب وحكومة منتخبة مطلع العام المقبل،كما ايمانهم بان الغوغاء الاخوانية لن تنتصر على الواقعية الاردنية. ولنا من شعار الجماعة"الزحف المقدس" سؤالا :الى اين هذا الزحف يا مشايخ الاخوان؟ ولماذا لم نسمع ولم نر مثل هذه الدعوات والرسائل والزحف عندما كانت المقدسات تغتصب وتهان كرامة المسلمين في فلسطين المحتلة؟ ولماذا لم تحشدوا وتدعو للزحف المقدس واكتفيتم بدور المتفرج عندما كان الاخوان يذبحون في القاهرة وحماة؟ في الاردن لا يوجد احتلال ولا قتل ولا تشريد ولا حتى اعتقالات وانتم من يعلم ذلك اكثر من غيركم فالى اين هذا الزحف المزعوم ومن اجل من ولصالح من؟ لن تفيدكم اجندات الخارج وعودوا لرشدكم قبل فوات الآوان ولا تنزلقوا في مواجهة الشعب الاردني وتصبحوا نادمين .
اكتب هذا في عجالة وساكتب بالتفصيل لاحقا .