رئيسنا ووزرائه يدقون كؤوس الخمر في مادبا .. والشعب والوطن يترنح ويغلي في عمان .... والويسكي سيد الموقف

بداية نحن نميز بين المسؤول وبين المواطن العادي سواء فيما يتعلق بالمسلك العام
او الانضباط الاجتماعي والأخلاقي، كما نعترف بأن المسؤول إنسان أولا وأخيرا ومن حقه حضور الحفلات بنوعيها العام والخاص وان يروح عن نفسه. لكن في حدود الآداب العامة والسلوك المنضبط الذي لا تشوبه شائبة، كونه يمثل القدوة التي يفترض ان تكون حسنة. وأن يحافظ على قوانين البلد ويطبقها كما يحافظ على المال العام ولا يحق له والحالة هذه أن يتصرف كأي مواطن عادي تنقصه المسؤولية والوعي بالمصلحة العامة.
نتحدث في هذه المقال عن سهرة في أحد مطاعم مادبا، حضرها مجموعة كبيرة من المواطنين وعائلاتهم وفي مقدمتهم رئيس الوزراء وعدد من السادة الوزراء تلبية لدعوة من شخصية عامة عرفت باهتمامها بالسياحة والمهرجانات الفنية والسياحية.
بدأت السهرة كالمعتاد من دون أي شيء لافت للنظر إلا وجود الوزراء وصاحب الدعوة ومن دون عائلاتهم الساعة التاسعة مساءا، ومع مرور الوقت اخذ الحضور بالانسجام مع متطلبات مثل هذه السهرات كشرب الكحول وتناول المقبلات والطعام والاستماع للموسيقى والرقص على أنغام الطرب الشرقي الأصيل رجالا ونساءا وما إن بلغت الساعة الواحدة صباحا، حتى ذهب الخمر برؤوسهم وأخذوا يترنحوا من شدة السكر .... طبعا جراء تناول الوسكي الاسكتلندي اللذيذ والشهير الممزوج بالثلج للتخفيف من حدة حرارته.
وما هي دقائق حتى ازداد الطرب وارتفعت صيحات الحضور واخذوا (طبعا الوزراء) يرددون مع المطرب الأغاني العاطفية لكبار الفنانين وخاصة ام كلثوم التي يطرب لها الجميع، وتحديدا رئيس وزرائنا الكريم الذي لم يخف إعجابه الشديد بأغانيها حيث اخذ يردد مقاطعها مع المطرب بصوت عال ويكررها ووزراؤه مع ميلان راقص خفيف ومن شدة الفرح والبهجة، قام أحد وزرائنا الكرام بتوزيع كرته الشخصي (فزت كارد) على الحضور ... طبعا من الجنس اللطيف للاتصال به فيما بعد ... ولاقت استحسانا لدى رئيس الوزراء والوزراء الآخرين الذين استمروا في بهجتهم وطربهم ونشوتهم إلى أن جاءهم نبأ لا نعلم فحواه ولا مضمونه، كان شديد الوقع عليهم حيث استشاروا أنفسهم فيما بينهم واجمعوا على اختصار السهرة ومغادرتهم المطعم طبعا.
هذا كان في الساعة الواحدة والنصف صباحا حيث غادروا مع حاشيتهم وحرسهم وسياراتهم الفارهة ذات النمر الحكومية التي أغلقت كراج المطعم، فخلا المكان من الوزراء عندها بدأت الراحة تظهر على وجوه الساهرين بعد انسحاب الحراسات الأمنية التي سببت عدم الراحة للساهرين.
واذ نكتب هذا الكلام ولدينا لقطات فيديو تصور بعض فقرات سهرة المسؤولين بما فيها تلك التي يردد فيها رئيس الوزراء مقاطع من أغنية ام كلثوم ووزيرنا المحترم يوزع كروته الشخصية على المعجبات من النساء في السهرة.
ونتساءل هنا مع إدراكنا التام ان القانون لا يعاقب الساهرين ولا شاربي الويسكي بالثلج ... ولكن هل يحق لأصحاب الولاية العامة من رئيس الوزراء ووزرائه السهر بهذه الطريقة الفاضحة أمام الناس واحتساء الويسكي لدرجة السكر الشديد والغناء مع المطرب والمطربة امام الناس، في الوقت الذي يغلي فيه الشارع الأردني احتجاجا على رفع الأسعار وخاصة المواد الأساسية، فهل يحق لهم ان يأخذوا مواكب السيارات الحكومية الفارهة والحراسات إلى سهرة خاصة على حساب الدولة والشعب.
بقي ان نذكر ان صاحب الدعوة قدم مطلبا لرئيس الوزراء أثناء نشوته وسكره فما كان من رئيس الوزراء إلا ان اخرج كرته الشخصي من جيبة جاكيتته من جهة الشمال ووقع لصاحب الطلب عليه ....
طبعا نحن لا نعلم ما هو الطلب ولكن رئيس الوزراء استجاب لرئيس الدعوة ونتوقع ان يكون طلبا ذا قيمة تتناسب مع تكلفة الحفلة التي أقامها لرئيس الوزراء وعدد من وزرائه والله على ما أقول شهيد ... كما ان لقطات الفيديو والصور والشهود التي بحوزتي تشهد على ذلك ..... وأنا طبعا كنت من الساهرين ولكن من دون ويسكي وثلج.
حسين الجغبير