مسؤولون كبار يتهربون من المواجهة
مقبول على مضض أن يتهرب مسؤولون كبار من بينهم رؤساء وزراء من مناظرات سياسية , يفترض أن يتولوا فيها الدفاع عن الدولة التي هم جزء منها ولا نقول إنهم بفضلها تولوا المناصب , لكن التهرب من الدفاع عن قرارات إقتصادية وُشحت بتوقيعاتهم , لا يمكن تفسيره الا بسبب من سببين , فهم إما أنهم كانوا على خطأ أو أن مثل هذه القرارات فرضت عليهم وها هم يتباكون على ولايتهم التي فرطوا بها .
خلال الأسابيع الماضية , تذرع رئيس وزراء سابق بإنشغاله بعشاء ليعتذر عن مناظرة على إحدى محطات التلفزة المحلية , في مواجهة أحد أقطاب المعارضة , وأغلب الظن أنه رفض هذا الظهور الإعلامي لأن لم يعد عضوا في مطبخ صنع القرار , أو أن مثل هذا الظهور «سيحرقه « إعلاميا بإعتبار أن الدفاع عن خط الدولة بات اليوم وفي ظل الربيع «محرقة «.
تهرب المسؤولين أو السياسيين الكبار من المناظرات السياسية أقل سوءا من تهربهم من الدفاع عن قرارات أو سياسات إقتصادية إتخذوها أو كانوا شركاء فيها وقد تمت إبان توليهم السلطة والتباهي العنيف بالسيطرة على الولاية العامة , وقد تجلى ذلك في أسوأ صورة له عندما تعرضت السياسات الإقتصادية التي طبقت على مدى العقد المنصرم الى هجوم عنيف , وقد رأينا كيف أن وزراء أساسيين غابوا عن المواجهة , فخلت منصة مؤتمر صحافي منهم بأعذار مختلقة عند الدفاع عن خصخصة إحدى الشركات , وكذلك كنت قد واجهت شخصيا رفضا من وزراء كثر لم يبدو أية حماسة لظهور إعلامي على صفحات « الرأي « لتوضيح حقائق يملكونها حيال العديد من القضايا الإقتصادية فعلى مدى الأشهر القليلة الماضية , شكا معد لأحد البرامج في محطة تلفزة محلية من أن محاولاته وإتصالاته باءت بالفشل لإستضافة عدد من الوزراء والمسؤولين في حلقة للدفاع عن قرارات إقتصادية إتخذوها .
يختبيء مسؤولون سابقون نفذوا أو شهدوا اتفاقيات إقتصادية مثارة حاليا , ويرفضون التصريح بأسمائهم الصريحة حول معلومات مؤثرة في موقف الرأي العام , خشية من التشكيك والإتهام , لكن الأسوأ هو تغيير بعض هؤلاء المسؤولين مواقفهم والإدلاء بشهادات أو تصريحات على النقيض من أقوال سابقة إرضاء للشارع .
تبقى ممارسات المسؤولين السابقين فيما سبق ذكره مقبولة على مضض لكن ما هو مستهجن هو لجوء بعض هؤلاء المسؤولين الى بث وتسريب معلومات مشوهة يجري تداولها بإعتبارها حقائق .
qadmaniisam@yahoo.com